منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 05 - 2013, 12:01 PM
 
بيدو توما Male
..::| العضوية الذهبية |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بيدو توما غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 987
تـاريخ التسجيـل : Dec 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : الدنمارك
المشاركـــــــات : 5,035

رجائنا الوحيد ورجاء العالم...

«بِدُونِ مَسِيحٍ... لاَ رَجَاءَ لَكُمْ وَبِلاَ إِلهٍ فِي ٱلْعَالَمِ» (أفسس ٢: ١٢)
نستشف من خلال هذه الآية الكريمة وجود أربع فئات في العالم يعيشون بدون المخلص:
الفئة الأولى:
قوم لا يعرفون المسيح ولا يتمتعون بفداء المسيح. هؤلاء قال الرسول: «أَجْنَبِيِّونَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِد» (أفسس ٢: ١٢).

الفئة الثانية:
قوم ليس لهم من المسيح الا اسمه يدعون أنفسهم مسيحيين وما هم بمسيحيين. لأنهم لا يعلمون ماذا عمل المسيح لأجلهم وماذا يجب ان يعملوا هم لاجله. هؤلاء يصح فيهم قول الله عن شعب اسرائيل: هلك شعبي لعدم المعرفة. تضلون، قال الرب يسوع لليهود، اذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله.

الفئة الثالثة:
قوم يعرفون المسيح ويعرفون من الكتب قصة تجسده وصلبه وقيامته وصعوده في المجد. ولكن المعرفة لم تصل لهم الى اختبار خلاصه. فبقوا ينظرون اليه كمثال أعلى للإنسان الكامل في الفضيلة والخدمة. وليس ذلك الفادي الذي أتى لتكون لهم حياة وليكون لهم أفضل.

الفئة الرابعة:
قوم يعرفون المسيح ويقبلون تسميته فادي العالم ومسيح العالم. لكنه عملياً ليس بفاديهم هم ولا بمسيحهم. فهم يعيشون على هامش بره ولهذا لا يستطيعون ان يشاركوا القديسين في هتافهم: الذي أحبنا وقد غسلنا من خطايانا بدمه وجعلنا ملوكا وكهنة لله أبيه. لهم كنيسة ويتمسكون بعقيدة دينية ولكن واقعيا ليس المسيح لهم. وأكبر خطأ يرتكبونه هو أنهم يريدون أن يأتوا بالناس الى الكنيسة قبل أن يأتوا بهم الى المسيح. ولكن أي نفع يرتجى من كنيسة ان لم يكن المسيح فيها أولا؟
وما هو نفع العقيدة الدينية ان لم يكن المسيح موضوعها؟
غير ان الذين هم بدون مسيح، ليسوا بدون امتيازات ومكاسب:

1- بدون المسيح بدون عار المسيح ولكن ما قيمة المسيحية بدون عار المسيح ؟
أو لم يقل الرسول: فلنخرج اليه اذن خارج المحلة حاملين عاره؟ والمسيح نفسه، ألم يقل: سلمت ظهري للضاربين وخدي للناتفين وجهي لم أستر عن العار والبصق ؟!

2-بدون مسيح، بدون طريق المسيح وما هي طريق المسيح؟ طريق المسيح:
«أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ ٱلَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَاتِ» (متّى ٥: ٤٤ و٤٥).
طريق المسيح:
«لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا» (متّى ٥: ٣٩).
طريق المسيح:
«مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ فَٱتْرُكْ لَهُ ٱلرِّدَاءَ أَيْضا وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَٱذْهَبْ مَعَهُ ٱثْنَيْن» (متّى ٥: ٤٠ و٤١).
طريق المسيح:
«مَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّم» (متّى ٥: ٢٢).
طريق المسيح:
«فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ الْيُمْنَى تُعْثِرُكَ فَاقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ، لأَنَّهُ خَيْرٌ لَكَ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدُ أَعْضَائِكَ وَلاَ يُلْقَى جَسَدُكَ كُلُّهُ فِي جَهَنَّمَ» (متّى ٥: ٢٩).
قد تقول: ما هذه الطريق التي تضيق الخناق على النفس؟
ما هذا الكبت القاسي لمشتهيات الجسد؟
ما هذا القهر المتطرف لعزة النفس؟
هذه مجموعة عبودية أكثر منها شرعة أدبية أو نظام اجتماعي. فأقول لك هذا هو الباب الضيق،
ويسوع قال: اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق. بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله. أولا تعلم بعد ان هذا هو نير المسيح، والمسيح قال
«اِحْمِلُوا نِيرِي عَلَيْكُمْ وَتَعَلَّمُوا مِنِّي، لأَنِّي وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُمْ» (متّى ١١: ٢٩).
أولا تعلم بعد ان هذا هو صليب المسيح،
والمسيح قال: «إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي» (متّى ١٦: ٢٤).

3- بدون مسيح بدون صليب المسيح، ولكن هل كانت المسيحية لتقوم بدون صليب المسيح؟
وكيف كان ممكنا لله ان يثبت للعالم انه محبة لو لم يرتفع المسيح فوق خشبة الصليب؟
ألم يقل المسيح: «لأَنَّهُ هٰكَذَا أَحَبَّ ٱللّٰهُ ٱلْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ» (يوحنا ٣: ١٦).

أنا شخصياً لولا ان لمست قلبي هذه الاية المجيدة ما كنت قد صرت مسيحيا. وبالتالي ما كان ليصير لي شرف الكتابة بينكم لأنادي وأفتخر بصليب ربنا يسوع المسيح! أنا هو السيد والمعلم، قال يسوع، وقد حملت صليبي، وليس العبد أفضل من سيده ولا التلميذ أفضل من معلمه. ان كان العالم يبغضكم فاعلموا انه قد ابغضني قبلكم.
خذوا المثال من بولس. فهذا الرسول المغبوط من حين تبع المسيح صار في الاتعاب أكثر، في الضربات أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مرارا كثيرة.ولكنه وجد بالاختبار انه في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. وأي انسان لم يولد من فوق ويرى نهاية يعقوب وبطرس واستفانوس وبوليكاربوس وهس ويندم لأنه بدون المسيح.

هذه هي المكاسب التي يحصل عليها الذين هم بدون مسيح، ولكنها مكاسب نتيجتها خسارة النفس وماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟
كان خنزير يسير في خطوات رجل وهو يلتهم قرون الخرنوب التي كان يلقيها اليه الرجل بين آونة وأخرى. وما درى الحيوان المسكين انه كان يسير في اتجاه المسلخ حيث تنتظره سكين الجزار. صدق سليمان الحكيم حين قال:
توجد طريق تظهر للناس مستقيمة وعاقبتها طرق الموت.

قد تكون المسيحية باباً ضيقاً وصليباً خشناً ثقيلاً ولكن أنعم به من باب يؤدي الى الحياة. وأكرم به من صليب لأنه يرفع الخاطي الأثيم من حضض التراب الى سماء المجد الى ميراث القديسين في النور. وكل الذين هم بدون مسيح وبلا عار المسيح وبلا طرق المسيح وبلا صليب المسيح سيخسرون حتما هذا الميراث.
وأولى خسائرهم
انهم بلا إله لان السيد الرب قال: «مَنْ يُنْكِرُ الابْنَ لَيْسَ لَهُ الآبُ» (١يوحنا ٢: ٢٣). «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا ١٤: ٦). «الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ» (يوحنا ٣: ٣٦).

بقي شاول الطرسوسي سنين عديدة يعبد الله الحي ولكنه لم يتذوق السجود لله بالروح الحق إلا بعد ان عرف المسيح رباً وسيداً. في الحقيقة ماذا يعني الله بالنسبة لنا إن لم يكن الله محبة؟
وهل ظهر الله محبة إلا في المسيح؟
قال أحد رجال الله:
ان كان الله مثل المسيح يعطف على الأطفال كما كان المسيح يعطف عليهم. ويهتم بالابرص والمنبوذ والاعمى والمشلول كما كان المسيح يهتم بهم. وان كان قلبه مثل ذلك القلب الذي انكسر على الصليب لهو اله صالح يمكن الوثوق فيه والاتكال عليه. اذن، الذين لم يعرفوا المسيح لم يعرفوا الله لان الله محبة.
وثاني الخسائر
للذين هم بدون مسيح هي انهم بلا رجاء. واي رجاء بعيدا عن المسيح؟
ان ما وراء القبر مظلم جدا، ولكن المسيح الذي أنار الحياة والخلود أنار ما وراء القبر. وبقيامته المجيدة جعل القبر نقطة انطلاق الى السماء لكل من يؤمن به. المؤمن بالمسيح له رجاء حي بقيامة يسوع من الاموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لاجله. جسده بعد الموت يسكن مطمئنا على رجاء قيامة الأموات.
ثالث الخسائر
للذين بدون مسيح، هي انهم بلا سلام. وأي سلام بدون المسيح رئيس السلام وصانع السلام؟
وأين تجد النفس سلامها بدون بر المسيح؟
هكذا قال الرسول بولس في رومية ٥: ١ «فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِٱلإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ ٱللّٰهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ». والمسيح نفسه قال: «سَلاَمًا أَتْرُكُ لَكُمْ. سَلاَمِي أُعْطِيكُمْ. لَيْسَ كَمَا يُعْطِي الْعَالَمُ أُعْطِيكُمْ أَنَا» (يوحنا ١٤: ٢٧). والمسيح هو نفسه سلامنا، لانه صالحنا مع الله بموته الكفاري عن خطايانا. فصار لنا الدخول الى هذه النعمة التي نحن فيها مقيمون ونفتخر على رجاء مجد الله.
سقط عامل بناء من على سقالة في إحدى الورش فحمل الى بيته وهو في حالة النزع. فجاء قسيس لحضور وفاته. وبعد التأمل قليلاً قال القسيس:
أخشى يا أخي انك منطلق ويحسن بك أن تتصالح مع الله. فابتسم العامل المائت وقال بلهجة المتيقن اطمئن يا سيدي فمصالحتي مع الله تمت منذ زمن بعيد على يدي المسيح. لأنني آمنت منذ حداثتي بأن «اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ» (٢كورنثوس ٥: ١٩).

رابع الخسائر
للذين بدون مسيح، هي انهم بلا سماء. كنزهم ليس في السماء وقلبهم ليس في السماء ولهذا لن يدخلوا السماء. المسيح وحده يعطي جواز الدخول الى السماء. وليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات. بل الذين اغتسلوا بل تقدسوا بل تبرروا باسم الرب يسوع وبروح الهنا.
مكتوب:
«وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا» (رؤيا ٢١: ٢٧). لذلك كانت الوصية الرسولية: «اهْتَمُّوا بِمَا فَوْقُ لاَ بِمَا عَلَى الأَرْضِ، لأَنَّكُمْ قَدْ مُتُّمْ وَحَيَاتُكُمْ مُسْتَتِرَةٌ مَعَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱللّٰهِ» (كولوسي ٣: ٢ و٣). طوبى للذين اغتسلوا وتطهروا بدم المسيح من رجاساتهم. هؤلاء لهم وعد المسيح القائل: «سوف آخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا» (يوحنا ١٤: ٣).
ان السماء معدة فعلاً لكل الذين غسلوا ثيابهم وبيضوها بدم الخروف. ما أفظع مصاب المرء وما أفدح خسائره إن لم يكن المسيح له وهو للمسيح. يا ليت كل إنسان يتخذ المسيح له رباً وفادياً ومخلصاً والهاً، فيحصل على السعادة هنا في سلام الله وعلى الحياة الأبدية هناك. أما الذي له المسيح حقا، الذي ذاق حلاوة المسيح، الذي نظر وجهه واستنار فليته يخبر الناس ويحدثهم بفضائل الرب الذي نقله من الظلمة الى نوره العجيب.
هذا ما فعله داود بن يسى حين اختبر خلاص الرب، اذ قال: «ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ!» (مزمور ٣٤: ٨)

فليس في العباد من صالح لولاه
ففي يسوع الفادي لا غيره النجاة
أشكرك أحبك كثيراً
أنت محبوب في يسوع المسيح
هو ينبوع الحياة
الى الأبد...آمين


بيدو...
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يسوع ليس رجاؤنا الأخير يسوع هو رجاؤنا الوحيد
رجاؤنا الوحيد في وسط قوى الجحيم والتدمير
رجاؤنا الوحيد في وسط الظلمة
رجاؤنا الوحيد في كل آلامنا
محبة الله رجاؤنا الوحيد


الساعة الآن 03:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024