رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
لله خطط كثيرة في حياة الأنسان ، وهذه الخطط قد تحتوي في البداية على آلام ومرض وظلم وتجارب كثيرة ، لكن في النهاية كلها تصب في مصلحة الأنسان الذي لا ينكر الله بل يصمد في طرقه . فكان لله خطة مرسومة لحياة يوسف الصديق ، وهذه الخطة تتكون من عدة مراحل تصل به الى الهدف المرسوم له ولكي تطبق أهداف أحلامه على أرض الواقع . فبيع يوسف من قبل أخوته ظلماً الى قافلة للأسماعيلين الذاهبة الى مصر . هم بدورهم باعوه الى فوطيفار وهو خصي فرعون ورئيس الحرس . هنا تبدأ المرحلة الأولى للأرتقاء الى الهدف رغم المشاكل والمتاعب التي ستصادفه ، لكن الله كان معه " تك 2:39" . دخل يوسف الى بيت فوطيفار فدخلت بركة الرب على كل ما كان لفوطيفار في البيت . لماذا ؟ لأن يوسف كان البركة ، كما كان أبراهيم بركة ( أباركك ...تكون بركة ) " تك 2:12" وهكذا كان أيليا بركة في بيت أرملة صرفة صيدا في أثناء المجاعة . واليشع في بيت الشونمية الذي طلب لتلك العاقر أبناً ، مات الأبن يوماُ فأقامه من الموت بقوة الله " 2مل35:4" . تأكد فوطيفار من القوة الخارقة التي يمتلكها يوسف والمستمدة من ألاهه ، فكل ما كان يصنعه يوسف كان يكتب له النجاح . لهذا يقول الكتاب ( فوكله على كل بيته وعلى كل ما كان له ) " تك 4:39" بدأ يوسف بالصعود والأرتقاء من درجة العبد الى الى مستوى السيد حيث وضع كل مسؤلياته في يد يوسف . في تلك الفترة لم يشعر يوسف بالعبودية لأنه وكيل على كل بيت فوطيفار . يشبه وضع يوسف الى ما كان عليه النبي دانيال في قصر نبوخذنصر حيث كان الله يعمل في دانيال الى أن جاء الوقت لكي يعترف نبوخذنصر بقوته فخر على وجهه وسجد لدانيال وكأنه يسجد لله " دا 46:2" كما نجح مع الملوك الذين تعاقبوا نبوخذنصر فنال نعمة في أعينهم . بعد أن وصل يوسف الى هذه الراحة عليه أن يدخل في تجربة أخرى لم يتوقعها وهو شاب في قمة عنفوانه وكان حسن المنظر ." تك 6:39" عندما رفعت أمرأة فوطيفار عينيها الى يوسف بدأت تشهيه ، كا أشتهت حواء النظر الى شجرة الحياة . بعد أن أختمرت الشهية في داخلها اقتنعت ، وبعد الأقتناع تقدمت الى طلب الخطيئة منه وكما تقدمت حواء صوب الشجرة . بدأت تلح على يوسف يوماً بعد يوم ولم يسمح لها . تفاجأة لأنها كانت تظن بأنها سيدة البيت وهو عبد فعليه الطاهة والتنفيذ . أما من جهة يوسف فاعتذر منها وشرح لها أمانته لزوجها الذي احبه ودفع كل شىْ الى يده عدا زوجته . فقال ، كيف أصنع هذ الشر العظيم ؟ لكنها لم تكترث حتى بحق زوجها عليها ، لهذا لجأ يوسف الى التحجج بحجج معقولة ومهمة له فقال لها ( كيف أصنع هذا الشر العظيم ، وأخطىء الى الله ) " تك 9:39" لأنه اعتبر تلك الخطيئة موجهة الى الله أولاً والى زوجها ثانياً . فشلت خطتها فأتهمته بأنه دخل اليها ليضطجع معها ، فصرخت بصوت عظيم . أتصف يوسف في هذه التجربة بصبر وبأعلى مستوى من الأيمان متكلاً على الله وحده ، علماً بأنه ليس هو الباحث عن الخطيئة بل الخطيئة جاءت اليه بسهولة وهو شاب أعزب . هنا نجد الفرق الكبير في الروحانيات بينه وبين الملك والنبي داود الذي كان له ثمان زوجات لكنه هو الذي تقدم الى خطيئة الزنا مع بتشبع ، لا وبل عزز خطيئته بأخرى وهي قتل زوجها كان يوسف أميناً مع الله لأنه كان يعيش لله أولاً بنقاوة القلب مهما كانت نتائج صموده بوجه الخطيئة لكي يبقى طاهراً لأجل هذا فقد عمله ومكانته وسمعته وحريته ولم ينطق ببنت شفة أمام فوطيفار دفاعاً عن برائته ، بل ترك الأمر لله لأنه هو الذي يسيره ويقوده الى هدف أحلامه . لنفرض جدلاً بأن يوسف قد دافع عن برائته أمام فوطيفار الذي كان يحبه فماذا كان يحصل ؟ الجواب لو خفف عنه العقوبة من السجن الى الطرد لكان يوسف يذهب الى كورة أخرى أو عمل آخر لا يستطيع من خلالع الوصول الى فرعون لكي يفسر له أحلامه . فسكوته كان من ذهب وعليه أن يتحمل الظلم من أجل مصلحته الكبرى ، لهذا سيق الى السجن من قبل سيده وبسبب هذا السكوت فقد ثقة سيده فأحتقره لأنه ظن بأن يوسف خان الأمانة وتعدى على شرفه . القي في السجن بتهمة كبيرة وهو غريب فكيف ستكون معاملته في السجن ؟ عندما القي في السجن يقول الكتاب عنه ( وكان الرب مع يوسف ، وبسط اليه لطفاً ) " تك 21:39 " . هنا نسأل ونقول ، كيف يقول الكتاب بأن الرب كان معه دائماً رغم كل هذا الظلم الذي تحمله من أخوته وفي بيت فوطيفار والآن في السجن ؟ وجود يد الله مع الأنسان يعطيه الودعة والصبر والطمئنينة والراحة أينما حل وكما يقول المزمور ( أن سرت في وادي ظل الموت ، لا أخاف شراً ، لأنك أنت معي ) . السجين المظلوم في السجن أفضل من الحرية لخاطىء خارج السجن . يوسف أذاً لا تهمه أتهامات أمرأة فوطيفار لأن يد الله التي كانت معه في ذلك البيت ستنتقل معه الى السجن . لهذا عاش في السجن أيضاً ليس كسجين بل وضع رئيس بيت السجن كل شىء في يد يوسف لأن الله جعل نعمة في عيني ذلك الرئيس فدفع كل شىء ليوسف ومهما صنع يوسف كان الرب ينجحه " تك 39: 21-23" . السجن كان يحوله القديسين الى قلعة يحاربون منه الشرير بقوة وأيمان وصبر كالقديس بطرس ويوحنا " أع 12: 6-7" وبعدهم الرسول بولس الذي كان يصلي ويسبح الله في سجنه ، فنجاه الله " أع 16" في السجن كان الله يعزي يوسف فلم يشعر بالظلم ، بل السجن كان له مفتاحاً غالياً لكي بواسطته يفتح الباب المؤدي الى فرعون . ففي السجن تعرف يوسف على رئيس سقاة ورئيس الخبازين لفرعون الذين كانا معه وفسر لهما أحلامهما ، وطلب يوسف من رئيس السقاة قائلاً ( ...أذكرني لدى فرعون واخرجني من هذا السجن ) " تك 14:40" . بعد سنتين رأى فرعون حلماً فاستولى الأنزعاج عليه فأرسل واستدعى سحرة مصر وكل حكمائها ، فلم يجد من يفسر له حلمه . عندئذ قال رئيس السقاة لفرعون : ( أني أذكر اليوم ذنوبي ... وكان معنا هناك غلام عبراني، عبد لرئيس الحرس ، فسر دنا عليه حلمينا ففسرهما لكل منا ) . " تك 41" . بعث فرعون واستدعى يوسف ، فاسرعوا وأتوا به فحلق واستبدل ثيابه ومثل أمام فرعون . هكذا تحمل الظلم وتحرر من السجن لكي يلتقي مع فرعون الذي أحبه بعد أن فسر له حلمه ووجد له الحلول أيضاً فجعله فرعون متسلطاً على كل أرض مصر . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوسف في بيت فوطيفار |
يوسف في بيت فوطيفار |
عظمة يوسف في مواجهة فوطيفار |
يوسف الصديق في بيت فوطيفار وفي السجن |
صورة القديس يوسف الصديق وامرأة فوطيفار |