04 - 05 - 2013, 04:28 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
| غالى على قلب الفرح المسيحى |
|
رد: قيامة المسيح ( موضوع متكامل ) 2013
ما زال يدحرج الأحجار
............................. «من يدحرج لنا الحجر؟». لا شك أنه سؤال قد حيَّر المريمات قديمًا، وهن في طريقهن للقبر. وقد اعتراهن كثير من القلق، وأطنان من اليأس رزحت فوق قلوبهن، أكثر ثقلاً من وزن ذلك الحجر، الذي كان على الأرجح يزيد على الطن، والذي يسد فوّهة القبر، وكان يفصل بينهن وبين المحبوب. من سيرفع من أمامهن كل هذا الثقل؟ إن قصة المريمات هي قصتنا أيضًا، بل هي قصة كل الجنس البشري؛ فالشعور بالخوف والفشل والحزن والمرارة، هي المشاعر السائده التي تسيطرعلينا حينما نحاول أن نرفع أحجارًا من طريقنا، محاولين أن نمهِّد لأنفسنا الطريق. ونحن في داخلنا نعرف جيدًا أنه ليس بمقدورنا حتى تحريكها من مكانها. قد نكون مثلهن تمامًا، والحجر أمامنا هو قبر ابتلع أحد أحبائنا، ونحن نرزح تحت ثقل الفراق والوحدة! قد يكون الخوف من المستقبل، الخوف من الاتكال على مصادر غير موثوق بها، خوف من قلة الإمكانيات، الخوف من ظروف لا نستطيع التحكم فيها. بل وكثيرون منا يرزحون تحت ثقل أحجار من الأمراض العضوية أو النفسية، بل وحتى الإدمان الفعلى، أو لعادة قبيحة أحكمت قبضتها علينا وأثقلت كاهلنا. لا شك أن هناك العديد من الحجارة الثقيلة، تجثم فوق قلوبنا من أخطاء اقترفناها من قبل، تطل برؤوسها من وقت لآخر مهدِّده إيانا بما لا يُحمد عُقباه. أو أخطاء ارتُكبت في حقنا لا نستطيع غفرانها، مسبِّبة لنا الكثير من الحزن والمرارة. قد يكون الخوف مما اجتاح العالم من تيارات العنف والإرهاب، وما ستجلبه عليه من مستقبل حالك ومظلم. وهذا قليل من كثير تمثِّل جميعها أحجارًا أثقل من أن نستطيع دحرجتها أو زحزحتها من مكانها. ولكن تخيل معي المفاجأة التي اعترت المريمات حينما وصلن إلى القبر ووجدن الحجر، الذي كان سرِّ حيرتهن، قد تدحرج من مكانه، ومشهد الموت الذي ارتبطت به كل مخاوفهن، قد تحوَّل الى مشهد حياة، والرب، الذي ظنوا أنهن قد فقدنه للأبد، هو أمامهن يتكلم معهن، مغيِّرًا كل أحزانهن ومخاوفهن إلى أفراح وسلام! هذه هي حقيقة القيامة، إنها اكتشاف أن الحجر الذي أعاقنا زمانًا طويلاً قد تدحرج من طريقنا بواسطة إنسان آخر يقدِر أن يخلِّص إلى التمام. إنه اكتشاف أن الرب الذي حسبناه لوهلة قد مات، ما زال حيًّا، بل هو واقف معنا ويقول لنا: ”سلام“، بل ويرسلنا لنعلن للكل عن سلطانه، ولنخبر العالم أن لا شىء يستطيع أن يقف في طريقه، وأنه يستطيع كل شيء، بل إن له حتى في الموت مخارج! إن القيامة ليست حَدَثًا، بل هي طبيعة حياة تُعلن أن لله سلطانًا، ولا تعيقه أيّة أحجار، مهما بدت للعقل البشرى غير قابلة للزحزحة. إن القيامة إعلان أن القدرة الإلهية لا تضع شرعية للعالم بكل مخاوفه وآلامه كما نراه نحن. قد قام ليُبطل نظام هذا العالم، ويدفن كل مخاوفنا وآلامنا داخل القبر، ويجلب إلى قلوبنا، كل فرح وطمأنينه وسلام. علينا أن لا ننجرف فى بالوعة اليأس، ونحن نرى بالعيان حجم الحجر وثقله. علينا أن نسلك بالإيمان، ونعلم أنه منذ ابتداء تضرعتنا قد خرج الأمر من عند الرب (دا 9 : 23)، والأمر قد صدر من قِبَلِه للملاك أن يدحرج الحجر؛ وهو في طريقه إلينا يزيل الأحجار من أمامنا. ........ مسعد رزيق |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
موضوع متكامل عن يسوع المسيح |
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر |
أول موضوع متكامل عن الكريسماس 2013 ادخل وشااااااااااارك |
موضوع متكامل عن دخول المسيح ارض مصر |
موضوع متكامل عن قيامة يسوع المسيح والخماسين |