من هو ايث الاها

[hanan samer]

ايث الاها شفيع نوهدرا:

راق لاهالي نوهدرا ان يحددوا يومين في السنة تذكاراَ للطوباوي ، الاول يقع في 15 كانون الاول
من السنة وهو ذكرى اعتقاله، والثاني يكون يوم الاربعاء الذي يلي عيد القيامة
وهو يوم استشهاده، وقد تم ذلك من قبل الكاهن يوسف دهوكي الذي قام
بوضع صلاة خاصة بمناسبة تذكاره ولازالت تتلى على مسامع المؤمنين الى يومنا هذا
وان وضع وتثبيت عيدان للطوباوي لهو دليل على مدى تعلق اهالي نوهدرا بشفيعهم
فهم يكنون له كل الحب والتقدير فهو ملاذهم الامن والصدر الحنون يهرعون اليه
ويستنجدون به كلما ضاقت بهم الدنيا، ويسألونه لتلبية امنياتهم وبراء امراضهم
وحل مشاكلهم، فالتلميذ يطلب ان يساعده لينجح في الامتحان والمسافر يطلب
ان يحرسه اثناء سفره، والجندي والمريض والعاقر والطلبات كثيرة والطوباوي
كريم وسخي لا يخيب ظن من يلتجأ اليه بأيمان صادق ولاتقتصر على اهالي
نوهدرا من المسيحين بل هناك الكثير من الاخوة المسلمين واليزيدية
يترددون على مزار الطوباوي ويسألونه ان يحقق امانيهم التي يئسوا
عن تحقيقها بالطرق العادية.
وقد اعتادوا اهالي دهوك في يوم تذكاره ان يعدوا اكلة الهريسة والتي يجيدون
طبخها حيث تعد هذه الاكلة في الليلة السابقة لتذكاره وتبات على نار هادئة
طوال صباح اليوم التالي لتقدم كافطار لافراد العائلة وكانت العوائل سابقاً
وخاصة في محلة النصارى تشترك مع بعضها في اعداد هذه الاكلة
وعادة كانت ثلاث او اربع عوائل تشترك كمجموعة وتحضر الاكلة وتطبخ
على موقد خشبي في احد البيوت وكانوا يجتمعون حول الموقد فرحين
متحابين وهم يتلون التراتيل والصلوات الخاصة بهذه المناسبة وفي النهاية
كانوا يصلون صلاة الوردية( السلام عليك يامريم) ومن ثم يخلدون الى النوم
ليتوجهوا صباح اليوم التالي الى الكنيسة للمشاركة في القداس وبعد العودة
من الكنيسة يحضر ارباب العوائل المشتركة باعداد الاكلة للمشاركة في مزج
وهرس الهريسة وكانوا يطلبون من الجميع المشاركة وحسب اعتقادهم لكي
لايتألم ظهرهم، وكان يستعمل قضيب من لخشب لمزج الهريسة وبعد ان تمزج
جيداً تقوم النسوة بتوزيعها على المشاركين اضافة الى عوائل اخرى لتشاركها طعامها ولبرهنوا مدى اكرامهم لشفيعهم ايث الاها.
ومن الامور الاخرى التي يجب ان نذكرها هنا هو قيام بعض العوائل بنذر
افضل ديك لديها لتضعه في هريسة مار ايث الاها وكان يسمى ديك مار ايث الاها
ومن الامور الاخرى هو عدم جواز تناول الهريسة او اي شيئ من محتواها قبل
الذهاب للكنيسة والمشاركة في قداس المناسبة .
ومن الجدير بالذكر ان اهالي نوهدرا من الذين هاجروا الوطن وان كان البعض
منهم قد تمكن من بتر الاواصر مع افراد عائلته ولكنه لم يتجرأ ان يفعل ذلك
مع شفيعه ايث الاها فلا زال الكثير منهم يتخذونه اسماً لاولادهم ويفتخرون به
يرسلون التبرعات الى ديره ويساعدون المحتاجين اكراماً للطوباوي ولاننسى
ان نذكر بأن اهالي نوهدرا من الذين يسكنون حالياً بغداد وبسبب الظروف
الصعبة التي تمنعهم من حضور مراسيم تذكار شفيعهم، اخذوا في الاونة
الاخيرة بالتجمع في احدى القاعات في بغداد لاقامة الاحتفال بهذه المناسبة

وربما سائل يسأل لماذا كل هذا التعلق بالشهيد ايث الاها؟؟
ولماذا نلتجى اليه في طلباتنا؟؟ اليس بأمكاننا طلبها مباشرة من الله الاب؟؟

وانا ارد على هذا السائل ، وهل بامكان الخاطئ والمتهم ان يتجرأ ويطلب الصفح
والغفران من القاضي مباشرة، ام انه يلجأ الى محاميه وشفيعه ليرفع طلباته
الى القاضي؟؟ وثقة اهالي نوهدرا بشفيعهم ومحاميهم ايث الاها لاحدود لها..

و يحكى ان شخص كان معتاد تلاوة صلاة كلما مر قرب دير ايث الاها
وفي يوم من الايام مر بالقرب من الدير بسيارته وبعدما قطع مسافة انزلقت
سيارته كاد ان يتسبب بحادث ولكنه تذكر انه نسى ان يتلوا الصلاة عند مروره
بالقرب من الدير ...فأستغربت من كلامه هذا وقلت له وهل تعتقد فعلاً ان مار ايث الاها
سريع الانتقام لهذه الدرجة؟؟ وهل كان لك بالمرصاد ليعرض حياتك للخطر لمجرد
انك نسيت ان تؤدي الصلاة وبدون تعمد !!!.
ولهذا ارى ان على المؤمنين الابتعاد عن مثل هذه التأويلات وكأنها عقوبة انية
ينزلها الطوباوي متى ماشاء و الا شوهنا صورة الطوباوي الجميلة التي اخذها
عن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح.
وبعد ان لاحظنا مدى تعلق اهالي دهوك بشفيعهم وحفظا على استمرار
هذه العلاقة الحميمة، اقترحتُ(المحامي افرام فضيل البهرو) على بعض
الاخوة من اعضاء الهيئة الادارية لخورنة دهوك على اقامة بناء على شكل
ضريح خارج الكاتدرائية ووضع نصب يمثل الطوباوي وفعلا تم تنفيذ المقترح.