رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
هُوَذَا طُوبَى لِرَجُلٍ يُؤَدِّبُهُ الله. فَلاَ تَرْفُضْ تَأْدِيبَ الْقَدِيرِ (أيوب ٥: ١٧). " الصراخ أعمى والعيون خرساء " العالم يصرخ بتذمر من ضربات الله، غير عارف أن الحروب والأمراض والكوراث، إنما هي تأديب القدير، الذي يريد أن يرجعنا إليه. معظم الناس يركضون إلى المدارس البشرية، ليصيروا فهماء، ويصرفون أموالاً طائلة ثمن الأقساط المدرسية والكتب الضخمة. ولكنهم يهملون مدرسة الله، غير سامعين أن رب العوالم ، يدعوهم إلى جامعته ليصيروا تلاميذه. إن أول درس في مدرسة السماء هو أن ندرك أننا محتاجون إلى تأديب القدير. ربما قلت في نفسك أنا صالح، ومستقيم. ولكن ضربات الرب التي تلقيتها في ماضيك، تبين أن في قلبك تتراكم ظلامات وخبث وذنوب. ارجع إلى ربك، معترفاً بآثامك. فتعرف في ضوء وجهه، أن أخلاقك ناقصة فاسدة شريرة. أنت في حاجة ماسة إلى مدرسة الله، لكي تغير معرفة مجده قلبك الرديء، وتجدد محبته حياتك المتعبة. إلى متى يضربك الله لترجع إليه؟ لقد آن لك أن تعلم بأن الله لا يقصد بتأديباته إلا فتح عينيك، لترى حالة قلبك، وتستعد لرحمته العظيمة. لولا رحمته الواسعة لأهلكك سريعاً في لهيب غضبه، لأن كل واحدة من خطاياك تستحق موتك المباشر. أما الدرس الثاني في مدرسة الله، فهو أن القدوس طويل الأناة. وكثير الرحمة ورؤوف ومحب، ولم يشأ أن يقتلك رغم أنك تستحق ذلك. لأنه إذ يتأنى عليك، فإنما يفعل لاقتيادك إلى التوبة. فتأديب القدير إذن، هو لأجل خلاصك وتنقية ذهنك، وإعدادك لحياة أفضل. عندما تتعمق في محبة الله، وتدرس أساليبها، تعرف مشدوهاً، أن مدير هذه المدرسة لم يضع كل العقوبات على تلاميذه المتمردين، بل على ابنه الوحيد. فأين في البشر مدير يضرب ابنه عوضاً عن الطلاب الكسالى، ليخلصهم من القصاص المهلك؟ الله أكبر من كل الناس. ومحبته، أرحم من سطحية البشر. القدوس الحق أرسل ابنه المولود من روحه إلى ظلماتنا الدامسة بالبغضة والاستهزاء. ورضي بأن يسلم إلى الموت المريع، لكي نتحرر نحن من الدينونة المؤبدة. ليت البشر كلهم، يتراكضون نحو الصليب، طالبين غفران خطاياهم. فيجري سلام عظيم من ربنا وشفاء لمجتمعنا في السياسة والاقتصاد والأدب. تأكد أن ليس هناك تحرير من دينونة القدير، إلا بيسوع المسيح، الذي أدانه الله عوضاً عنا. من هو هذا الإله العجيب الصالح، الذي أمات ابنه نائباً عنا؟ إنه السؤال يقودنا إلى الدرس الثالث في منهج مدرسة السماء. وهو أن إلهنا أب حنون. وقد تبناك وأنت فاسد هالك، لأجل المسيح وحده. ويهبك قوة وروحه القدوس لتعمل وصاياه. وأبوك هو القار على كل شيء ويغير قلبك المتكبر إلى تواضع وسرور. ويبدل عصيانك واضطرابك بالصبر والسلام. فتتعلم في مدرسة الروح القدس، الصلاة والإيمان والرجاء والمحبة واللطف والفرح الأزلي. ولعلك تتساءل: لماذا يتألم بعض المسيحيين، إن كان الله أباهم المعين؟ ولماذا يضرب أولاده، بعدما بررهم؟ كلنا غير كاملين. وآثامنا ظاهرة. لهذا يضربنا أبونا أكثر من الآخرين لينقينا من كل أنانية. وروحه يحررك من اتكالك على نفسك، مبرهناً لك أنك لا شيء، وغير قادر على شيء، ولا تملك شيئاً. ولكن الله يخلق فيك التواضع بقوته. فتغفر لخصمك، وتتحمل صعوباته. وتصنع سلاماً في محيطك. وملء الله يجعل حياتك جميلة لتشبه المسيح في الوداعة واللطف والرأفة. ومما لا ريب فيه، أن الشيطان يهاجم أولاد الله، كما هاجم أيوب. لأن قصد الشرير إسقاط كل قديس إلى الكفر والإلحاد. والله القادر يسمح للشيطان بعض المرات أن يجرب أولاده الناجحين، ليبرهن أن بر المسيح يحفظهم وقوة روحه تساعدهم واختبارهم لا يتزعزع. فالآلام تثبت إيمانك في عناية الله بك. وتزيد قوته في قلبك. فتتحمل إهانة الآخرين بسهولة. وتصبر في المرض. ارفع عينيك إلى أبيك السماوي، والتصق بفاديك المخلص، لأنه لا يسمح لأحد، أن يخطفك من يده. وآلام هذا الزمان لا تقاس بالمجد العتيد المستعلن فينا، إن ثبتنا في مدرسة الله، وتغيرنا إلى هدفها الذي هو صورته. عرفنا مؤمناً في المسيح أعمى، ونصف مفلوج. وهو بهذه الحالة لا يتذمر ولا يشتكي بل يسبّح ربه ليلاً نهاراً، لأجل خلاصه وقدرته. وهذا المسكين يعزي كثيرين من الأصحاء، وأصبح ينبوع البركة لكثيرين. فلأي صف في مدرسة الله وصلت؟ هل طهّر الله ضميرك في نار تأديبه؟ «طُوبَى لِرَجُل يُؤَدِّبُهُ اللهُ. فَلاَ تَرْفُضْ تَأْدِيبَ الْقَدِير» (أيوب ٥: ١٧). أشكرك أحبك كثيراً يسوع المسيح يحبكم جميعاً هو ينبوع الحياة الى الأبد بيدو... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|