رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طوبى لعيونكم لأنها تبصر (مت 13: 10-17) جمع القدّيس متى في الخطاب الثالث من خطب المسيح (مت 13: 1-52) عدداً كبيراً من أمثال الملكوت التي وصلته بطرق متعددة من التقليد. يذكر القدّيس متى في المقدمة أن موضوع تعليم يسوع هو "أمور عديدة" (راجع 3:13)، ولكنه يحدد فيما بعد أن الأمر يتعلق "بأسرار الملكوت" (را 11:13) و"كلمة الملكوت" (18:13) و "الكلمة" (20:13-23)، و"ملكوت السموات" (24:13،31،33،44،47). استقى القدّيس متى مثلين من هذه الأمثال من تقليد القدّيس مرقس [مثلا الزارع (مر3:4-9// مت 3:13-9) وحبة الخردل (مر30:4-32// مت31:13-32)]. وأغفل بدون سبب معروف مثل الزرع الذي ينمو وحده (مر 26:4-29)، واستقى من مصدر قديم مثلين هما مثل الخميرة (مت 33:13) ومثل الكنز (مت 44:13). ويُعرّف القديس لوقا هذين المثلين، إلا أنه يضعهما في سياق آخر: فمثل الخميرة يرد في الفصل الثالث عشر الذي يبدأ بضرورة التوبة (لو1:13-5) ثم مثل التينة التي لا تثمر (لو 6:13-9) وشفاء المرأة المنحنية الظهر في السبت (لو 10:13-17) ثم مثل حبة الخردل (لو 18:13-19) وأخيراً مثل الخميرة (لو 20:13-21). تلي ذلك فقرة طويلة عن من يخلص (لو 22:13-30) وأخرى أقصر عن يسوع وهيرودس (لو 31:13-33) ويختتم الفصل بفقرة إنذار لأورشليم (لو 34:13-35). أما باقي الأمثال الزرع الجيد والزؤان (مت 24:13-30)، مثل اللؤلؤة (مت 45:13-46) ومثل الشبكة (مت 47:13-50) فتعود إلى مصدر يبدو أن متّى وحده هو الذي استعمله. وتمثل الأمثال السبعة المذكورة تعليماً محدداً عن ملكوت الله. لا تتناول هذه الأمثال، كما هو الحال أيضاً في إنجيل القديس مرقس، طبيعة الملكوت، بل تتناول حضور هذا الملكوت في التاريخ: فيُظهر مثل الزارع أن الملكوت لا ينمو بدون صعوبات ومقاومة وفشل، ويُظهر مثلا حبة الخردل والخميرة أن الملكوت ينمو وينتشر بالرغم من صغر حجمه في البداية. بينما يظهر مثل الزرع الجيد والزؤان أنه لا يجب أن يتعجب المرء من تواجد الأشرار والأبرار، الخير والشر معاً. ويؤنب مثلا الكنز واللؤلؤة كل الذين لا يتخلون عن عاداتهم القديمة وقوالب خططهم وممارستهم الدينية الثابتة أمام الجديد الذي يحمله ويعلمه يسوع. ويذكر مثل الشبكة التلاميذ وكل المبالغين في الغيرة أن زمن الملكوت ليس هو زمن التمييز بقدر ما هو زمن الجمع. يتضح لمن يدرس خطب الأمثال في إنجيل القديس متى أنها تدور حول مسألتين: المسألة الأولى، وقد تناولها أيضاً إنجيل القديس مرقس، هي مسألة عدم الإيمان: كيف يمكن تفسير إيمان البعض بالكلمة ورفض الكثيرين لذات الكلمة؟ إذا كانت بشارة يسوع، والآن بشارة الجماعة، هي كلمة الله، أفلا يجب أن يقتنع بها الجميع؟ والمسألة الثانية، يتفرّد بها إنجيل القديس مرقس: مازال الخطأة، أي الزؤان، موجودين في جماعة المسيحيين. كيف يمكن تفسير هذا الأمر؟ وما هي طريقة التصرف تجاههم؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
طوبى لعيونكم لانها تبصر |
طوبى لمريم لأنها امنت بما قيل لها |
طوبى لعيونكم لأنها تبصر |
طوبى لعيونكم |
طوبى لعيونكم |