منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 25 - 05 - 2012, 07:04 PM
الصورة الرمزية بنتك يايسوع
 
بنتك يايسوع Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنتك يايسوع غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 24
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 30
الـــــدولـــــــــــة : قلب بابا يسوع
المشاركـــــــات : 14,418

زمان الضعف الروحي..


اليوم ضعفت النّفوس لأنّ الإنسان لم يعد بحاجة إلى قوّة النّفس ليواجه مشاقّ الحياة. الآلة ، بعامّة، أمّنت السّهولة والبحبوحة ولو كان هناك مليار جائع في العالم. السّهولة جعلت الإنسان في وضع الاسترخاء الدّاخليّ، كما أنّ البحبوحة باتت أرضًا خصبة لتفتّح أهواء النّفس والجسد، فبات الإنسان يعمل لا فقط لتأمين حاجاته الأساسيّة، بل لتأمين حاجاته الأهوائيّة أيضًا. وإذ اعتاد المسرى الأهوائيّ في حياته عَلِقَ كما بصنّارة الشّرّير، وطغى إشباع الأهواء لديه حتّى على إشباع ضرورات الحياة الدّنيا، فبتَّ ترى مشهدًا، بين النّاس، غريبًا. ناس يعانون القصور في الحاجات الأساسيّة لحياتهم، أحيانًا، لكنّهم لا يشاؤون ألاّ يمتّعوا أنفسهم بطيّبات أهواء النّفس، ألبسة وماكياجات ونرجلة وريادة مقاه وقنية أجهزة خلويّة وما إليها. أحيانًا يستدينون ليُشبعوا نزوة لديهم. هذا حتّى لا نتكلّم على الميسورين! في ضرورات الحياة، اختلطت الحاجات الأساسيّة بالحاجات الأهوائيّة بقوّة، فبات لا شيء يكفي الإنسان. يركض والكفاية تركض أمامه! لا شيء بعد يُشبعه! الأهواء أفلتت من عقالها وصار الهوى يولّد أهواء، لا فرق بين غنيّ وفقير في قوّة الأهواء المعتملة في النّفس والجسد، بل في القدرة على إشباعها بسخاء!

في إطار هذا الواقع سطت في الإنسان إرادة الأهواء على كلّ إرادة أخرى. سهولة الحياة المادّيّة انعكست، على الإنسان، ضعفًا في النّفس ووهنًا في إرادة الإيمان بيسوع. صار الإنسان، بفضل تولّد وشيوع العلم وعقلنة الحياة، أقدر في اعتماده على نفسه في التّحصيل، ومن ثمّ في الإنفاق، ومن ثمّ في تلبية أهواء نفسه. هذا جعل الإنسان يُصاب بالغرور، وبات يستغني، عمليًّا، بسهولة، عن عون الله، إلاّ في الحروب والكوارث والأمراض المستعصية. الإيمان، بنتيجة ذلك، أصابه الضّمور. بات، بالأحرى، موضوع أحاسيس وانفعالات وأفكار يتعاطاها الإنسان دعمًا لأهواء نفسه. الإيمان، ليتفتّح حياة، بحاجة إلى إرادة إيمان للحياة الجديدة، فلمّا انضربت هذه الإرادة وضعفت النّفس، اعتلّ القلب ومرضت النّفس وشاعت الأمراض النّفسيّة، فيما بات ما يستلزمه الإيمان بالرّبّ يسوع أكبر وأبعد من طاقة الفكر والإرادة والنّفس على طلبه وبلوغه. هذا جعل الكثيرين يحوّرون الإيمان أو يغادرونه أو يستسلمون لليأس حياله. وقع الإنسان في نوع من الفخّ. طَلَب سهولةَ الحياة فصار فريسة لتسلّط الأهواء عليه، والأهواء تسبّبت في أمراض في النّفس عديدة، كما أبعدته عن الله وبعثت في نفسه اليأس في شأنه! بات الله غريبًا بعيد المنال!
فبالأوجاع صارت حوّاء تلد ذرّيّتها بعد السّقوط، وليس غير الأوجاع، اليوم، يلد البشريّة المضلَّلة إلى ربّها من جديد! لذلك علينا أن نتوقّع مزيدًا من الضّيق والمعاناة، نتيجة تفجّر الأهواء وكذا الصّلوات من أجل العالم، لا مزيدًا من سعة العيش والرّاحة! أهواء الإنسان التهمت خيرات الأرض بإفراط! الآن دخلنا مرحلة الشّحّ، وبعدها تأتي المجاعة!!! بعدما شردنا كبيرًا بات لزامًا للخلاص أن تأتينا محبّةُ الله متلبّسةً بآلام كبيرة!
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا لها من صورة ترسم آثار الضعف الروحي
من أسباب السقوط في الفكر | حالة الضعف الروحي
الضعف الروحي
10 خطوات لمعالجة الضعف الروحى
10 خطوات لمعالجة الضعف الروحى :


الساعة الآن 07:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024