رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
التقيا، تعارفا، أُغرما ببعضهما، ثمّ تزوّجا. غير أنّ المشاكل بدأت فجأة وانتهى الحلم.
هذا واقع معظم زيجات اليوم، ولكنّنا نشكر الله على أنّها ليست جميعها كذلك. هناك أمور كثيرة تخرّب العلاقة بين الزّوجين، وربّما بين أيّ صديقَين. لذلك، ولنحافظ على زواجنا، يجب أن نتخلّى عن الأمور الّتي تسبّب هذا التّدهور. هناك خمسة أمور أساسيّة تعتبر من معوّقات الزّواج الرّئيسة: أوّلاً: نوبات الغضب. هل يستطيع الإنسان أن يعيش وسط قنابل موقوتة؟ يقول الكتاب المقدّس: "إنّ غَضَب الإنسانِ لا يَصنَعُ بِرَّ الله." قبل الزّواج يضبط الإنسان نفسه بقوّة ليعطي أفضل صورة عن نفسه. وما إن يتزوّج حتّى تزول أسباب التّصنّع والرّسميّات. بالطّبع، لا أحد معصوم عن الخطأ، إنّما أن يُعاقَبَ الإنسان على خطأ ما بالغضب، وبخاصّة من شريكه، فهذا مؤذٍ حتماً. فالغضب يُزيل جوّ الرّومانسيّة، ويُضعِف محبّة الشّريك وثقته، بلْ يتسبّب بالخوف منه، ويقود إلى عدم الصّراحة والمشاركة بين الإثنين. وهو خدّاع لأنّه يقود إلى تضخيم الأمور الصّغيرة، لذا، على الزّوجَين أن يروِّضا طباعهما وغضبهما. فهذه المشكلة يعاني منها الكثيرون، بخاصّة في عصر كثُرت فيه الضّغوطات المختلفة، أقلّها عمل المرأة خارج البيت. وقد كان الظنّ السّائد أنّ الرّجل فقط يعاني من مشكلة الغضب، لكن ما أكثر الزّوجات اللّواتي يَثُرن بوجه رجالهنّ بعنف!! ينصح سليمان الحكيم قائلاً: "الجَوابُ اللّيِّنُ يَصرِفُ الغَضَبَ، والكَلامُ المُوجِعُ يُهَيِّجُ السَّخَط" (أمثال 1:15). لذا، نقول للزّوجين: Ø تعلّما الصّبر. Ø اعتذرا كلّما غضبتما. Ø لا تبحثا أيّ أمر وأنتما في حالة الغضب. النّصيحة الأولى: لا وجود للرّومانسيّة مع الغضب. ثانياً: كثرة الانتقاد. لا بديل من شعور الإنسان بالقبول، فهو يعزّز الثّقة بالنّفس، والعلاقة مع الشّريك الآخر، ممّا يجعله يتصرّف بطبيعيّة وصدق مع شريكه. وممّا لا شكّ فيه أيضاً، أنّ الانتقاد يصبح نمط حياة، ممّا يُشعِر أحدهما بأنّ الآخر "لا يُعجِبه العَجَب"؛ فلو أدَّبَ الأولاد لاعتبره قاسياً، ولَوْ لمْ يؤدّبهم لاعتبره مائعاً. وإن تكلّم في أمر ما، فهو يتدخّل في ما لا يعنيه، وإن صَمت، فهو غير مبالٍ. إذا كان إداريّاً وحريصاًَ، فهو بخيل، وإذا كان مِعطاء فهو مبذّر . . . إنّ الانتقاد بحدّ ذاته يصعب تقبّله، فكيف إذا كان بكثرة، وعلى كلّ أمر، صغيراً كان أو كبيراً. إنّ كثرة الانتقاد تقتل الشّعور بالرّاحة، فلا يعود الشّريك الأوّل صريحاً مع شريكه الآخر، ولا يعود يحبّ حضوره إلى جانبه، وذلك بهدف حماية نفسه من انتقاداته اللاّذعة. لذا، ولكي يكون الانتقاد إيجابيّاً، على الزّوجين أن يراعيا الأمور التّالية: Ø التّخفيف من كثرة الانتقاد. Ø إبداء الرّأي بموضوعيّة ومحبّة ولطف، وفي الوقت المناسب. Ø عدم تعيير الشّريك الآخر أمام النّاس مهما كان السّبب. النّصيحة الثّانية: إنّ كثرة الانتقاد تفقده أيّ معنى. ثالثاً: التّصرّفات المزعجة. ممّا لا شكّ فيه أنّ كلّ إنسان يجد صفات أو عادات عند شريكه تزعجه بشدّة. فالزّوجة تنزعج مثلاً من طريقة أكل زوجها، من شخيره، من الطّريقة الّتي يجلس فيها، من لباسه، من طريقة معاملته لأهلها، من صمته، من حبّه لنشرة الأخبار والجريدة، من حديثه في السّياسة، من أصدقائه . . . أمّا الزّوج، فينزعج من إهمال زوجته له، من إهمالها لمظهرها وشكلها، أو فرط اهتمامها بالمظاهر، من تبذيرها المال، من الاهتمام الزائد بالبيت على حساب راحة العائلة، من انزعاجها من أهله، من كثرة طلباتها، من كثرة الثّرثرة وحبّها للتّفاصيل . . . لإنجاح أيّ زواج، لا بدّ من تضحية الطّرفين، وترك العادات أو التّصرّفات الّتي تزعج الشّريك، ومراعاة مشاعره، وعدم الاستخفاف بالأمور مهما كانت صغيرة. لذا، أيّها الزّوجان: Ø اعرفا العادات الّتي تزعج الشّريك، سمّياها بالاسم. Ø التزما بمحاولة عدم إزعاجه. Ø صمّما، في قلبيكما، على التّخلّص من العادات السّيّئة، ولو كنتما غير مقتنعين. Ø اعتذرا فوراً إذا بَدَر منكما أيّ أمر عن غير قصد. النّصيحة الثاّلثة: إنّ الأمور الصّغيرة إذا استمرّت تصبح كبيرة. رابعاً: الأنانيّة. ممّا لا شكّ فيه أنّ الإنسان لا يتزوّج لأجل الآخر فقط، إنّما لسدّ حاجات شخصيّة نفسيّة، وعاطفيّة، وجسديّة واجتماعيّة. لكن، لا يغفل عنّا أنّ في الزّواج أخذاً وعطاء؛ فما يريده الإنسان لنفسه يحتاج إليه شريكه أيضاً وربّما يحتاج إلى أمور أخرى. والزّواج لا ينجح إذا اتّسم بالأنانيّة . . . لا بدّ من المشاركة، والتّشاور والتّحاور بين الاثنين. يجب ألاّ يفرض أحد رأيه على الآخر. يقول الكتاب المقدّس: "يَصيرُ الإِثنانِ جَسَداً واحِداً". هذا ما يصير بالحقّ، فالاثنان يتشاركان في كلّ شيء: الأصدقاء والأقارب، النّشاطات، الزّيارات، السّهرات، الأموال . . . وكذلك الأولاد. ونسأل: كيف يلتقي الاثنان؟ هما يلتقيان بالتّضحيات المشتركة والمتبادلة؛ فاليوم يضحّي الزّوج بأمرٍ ما، وغداً الزّوجة: "لا تَنظُروا كُلُّ واحِدٍ إلى ما هوَ لِنَفسِه، بَلْ كُلُّ واحِدٍ إلى ما هوَ لآخَرينَ أيضا" (فيلبّي 4:2). لذا، أيّها الزّوجان: Ø لا تبحثا عن راحتكما الشّخصيّة فقط. Ø افهما حاجات الشّريك الآخر، ثقّفا نفسيكما. Ø اشتركا في كلّ ما تحبّانه، فهذا يقرّبكما من بعضكما بعضاً. النّصيحة الرّابعة: إنّ الزّواج الّذي لا تضحّيا لأجله يسهل فسخه. خامساً: الغشّ والكذب. هذا هو السّبب الأسوأ في تدمير أيّ زواج، لا بل أيّ صداقة. فمن ألقاب إبليس أنّه "الكذّاب وأبو الكذّاب". الغشّ والكذب يدمّران ثقة الزّوج بزوجته والعكس. قلّة تعرف أنّ إخفاء الأمور بين الأزواج هو نوع من أنواع الغشّ، والزّواج المبنيّ على ذلك لا يدوم. هناك مثل شائع يقول إنّ الكذّاب لا يتوانى عن فعل أيّ شيء، وهذا صحيح إلى حدّ كبير، فبعضهم يدّعي أنّه يكذب بدافع المحبّة، ليجنّب الآخر الانزعاج، أو ليحفظ نفسه من ردّة فعل شريكه . . . إلاّ أنّ الأمر سرعان ما يصبح عادة بين الزّوجين. وكلّما ازداد الكذب والغشّ ازداد الخراب . . . فالكذب هو عادة قد تقود إلى الخيانة. لذلك، ينصح بولس الرّسول "اِطرَحوا عَنكُم الكَذِبَ، وتَكَلَّموا بِالصِّدقِ كُلُّ واحِدٍ مَعَ قَريبِه" (أفسس 25:4). لا وجود لكذبة بيضاء، وبما أنّ الصّدق لا يدمّر الزّواج، فليكن أساساً متيناً للزّواج. لذا: Ø اعتمدا الصّدق دائماً. أخبرا الحقائق كاملة. Ø كونا شفّافَين، ولا تخفيا أيّ أمر مهما كانت الحقيقة صعبة. Ø تشاركا بكلّ أعمالكما اليوميّة ومخطّطاتكما للمستقبل. النّصيحة الخامسة: إنّ ثمن الصّدق أقلّ من ثمن الكذب. في الخاتمة نقول: إنّ زواجكما يستحقّ تضحياتكما. ولأنّ الرّبّ يتمجّد في كلِّ بيتٍ ناجح، اجعلاه رأس بيتكما وحياتكما، وافعلا كلّ ما هو مُسِرٍّ ومُرْضٍ عنده. وفي هذه الحالة فقط، يبارككما الرّبّ، ويبارك بيتكما وأولادكما، وتنعمان بالسّلام وبالزّواج النّاجح، وهو الهدف الأسمى. منقول |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الصعاب في ظاهرها معوقات |
{سهل حياتي}:من اي معوقات |
معوقات التوبة |
معوقات الاتضاع |
سر الزواج بين العهد القديم و الجديد Tagged with: الزواج سر الزواج في المسيحية سر الزواج في المسيحية |