رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سفر الرؤيا 1 مقدمة: "الإنجيل الخامس"، هكذا لسمّينا سفر الرؤيا لو أردنا أن نعيد تسميته. لأنّ الإنجيل أي البُشرى الصالحة هو الربّ يسوع المسيح. صحيح، أنّ قصة يسوع مسرودة في الأناجيل (متى، مرقس، لوقا) بحسب تسلسلها الزمنيّ (الميلاد، العماد، التبشير، الموت والقيامة)، أمّا في سفر الرؤيا فالأحداث محورها يسوع: يسوع هو البشرى الصالحة وهو الذي سيتمّم الكتب. للوهلة الأولى، قد نهاب الكتاب، ونستصعبه. ولكن ما إن نبدأ بقراءته وتفسيره وتأمّله حتّى ينجلي أمام أعيننا جماله. فسفر الرؤيا يُعَدّ من أجمل أسفار الكتاب المقدّس لأنّه كتاب الرجاء. ككلّ الكتب الرؤيويّة في العهدين القديم والجديد، هو كتاب الرجاء في زمن الأزمات الملحّة. فهو إذن مناسب جدّاً لزمننا الحاضر. هو بمثابة جواب راعويّ وحياتيّ يشدّدنا اليوم ويثبّتنا على صخرة الإيمان بيسوع المسيح. فالخلاص، خلاصنا، اسمه يسوع، ونحن ننتظره ونرجوه: "تعالَ أيّها الربّ يسوع"، على هذا الدعاء الملحّ ينتهي سفر الرؤيا. أ-مضمون الكتاب كلمة "رؤيا" ((Apocalypto, Apocalypsis تعني حرفيّاً "أمرٌ كان باطناً وانكشف، أي أنّ رسالة من السماء ستُكشف للشعب". وهذه الرسالة هي رسالة الخلاص. والخلاص لا يعني فقط الانعتاق من نير الخطيئة بل الامتلاء حتى تبلغ في الإنسانيّة ملء قامة المسيح. المسيح هو المقياس وخلاص الإنسان هو أن ينمو ويكبر في "الحكمة والقامة والنعمة" عند الله والناس. والإنسان لا يحقّق ذاته فقط زمن اليسر بل أيضاً وخاصةً زمن الألم والصعوبات. وهذا ما تصبو إليه الرؤيا وهو أن تصل رسالة الخلاص إلى الإنسان المؤمن وتكون له كلمة حياة، يعيش من خلالها وبها يتغذّى ويتقوّى ويترسّخ. وتتوجّه الرسالة بنوع خاص الى المسيحيين المضطهدين وهم بأغلبيتهم وثنيّو الأصل وقد ارتدّوا كباراً الى المسيحيّة، لذا فهم بحاجة إلى سند في عصرٍ لا سند لهم فيه، هم بحاجة لسماع كلمة رجاء وتشجيع. فكانت هذه الرسالة دعوة للثبات والصمود والتمسّك بالإيمان رغم المضايقات والاضطهادات والأزمات. ب-الأسلوب الرؤيوي لا ينحصر الأسلوب الرؤيوي بسفر الرؤيا دون سواه، فهكذا أسلوب نراه بيّناً في بعض أسفار العهد القديم ومنها سفر حزقيال، سفر أشعيا وسفر دانيال بنوع خاص. كما لا تخلو الأناجيل من بعض الإشارات والمقاطع الرؤيويّة (متى الفصل 20،...). ومن خصائص هذا الأسلوب استخدام إستعارات وتعابير، تشابيه وصور ورموز بغية إيصال رسالة معيّنة. استعمل كاتب الرؤيا هذا الأسلوب في زمن اضطهاد صعب (حكم الأمبراطور دومينيسيان القادم من بعد نيرون حوالي سنة 94) لإيصال رسالته المسيحيّة مشفّرة تعتمد الصورة أكثر من الكلمة المباشرة الواضحة. والأمثلة على هذا الاسلوب الصوريّ كثيرة في سفر الرؤيا: المرأة الملتحفة بالشمس وتحت قدميها القمر... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
من هو وحش سفر الرؤيا؟ |
سفر الرؤيا |
سفر الرؤيا |
بئر الرؤيا |
حول سفر الرؤيا |