نقرأ في سفر العدد أن الرب أمر موسى أن يكلم " بني إسرائيل أن يأخذوا إليك بقرة حمراء red heifer صحيحة لا عيب فيها ولم يعل عليها نير، فيعطونها لألعازار الكاهن فيخرج إلى خارج المحلة وتذبح قدامه.. ويأخذ الكاهن خشب ارز وزوفًا وقرمزًا ويطرحهن في وسط حريق البقرة.. فتكون لجماعة بني إسرائيل في حفظ ماء نجاسة. إنها ذبيحة خطية" (عدد 19: 2 ــ 9)، وكانت تحرق بتمامها خارج المحلة أمام المحلة.
وكان الرماد يوضع في مكان طاهر خارج المحلة. وعند الحاجة كان يأخذ رجل طاهر من رماد البقرة مع ماء حي في إناء ويأخذ زوفًا ويغمسها في الماء ويتضح على الشخص المتطهر وعلى الخيمة التي تنجست بسبب موت إنسان فيها، وعلى جميع الامتعة. إنه ماء للتطهير من النجاسة، فقد كانت البقرة الحمراء ذبيحة خطية من نوع خاص ليس للتكفير عن الخطية، بل للتطهير من النجاسة. ويرى البعض أننا نجد تفسير ذلك في قول الرب بطرس: " الذي قد اغتسل (استحم) ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه بل هو طاهره كله " (يو 13: 10)، فالتطهير بالماء هنا إشارة إلى عمل كلمة الله في تطهير المؤمن (أف 5: 26).