رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مع أنبياء الماضي وأنبياء الحاضر بقلم: الأب ايلي طوبجي مقدمة للأنبياء مكانة كبيرة في العهد الجديد. يعلمنا القديس بولس أن الكنيسة قد بُنيت على أساس الرسل والأنبياء كما نقرأ في الرسالة إلى أهل أفسس: "بُنيتم على أساس الرسل والأنبياء، وحجر الزاوية هو يسوع المسيح نفسه" (2/2). وهذا الذي ما تزال تكرره وتعلنه الليتورجيا السريانية والمارونية، حيث يُذكر دوما الأنبياء مع الرسل كأساس للكنيسة. فمهمة الرسل ومهمة الأنبياء مهمتان أساسيتان متكاملتان عبر الزمان والمكان. والكنيسة تمنح الموهبة النبوية لكل مسيحي بواسطة سري العماد والتثبيت، ولن نفهم هذه الموهبة إلا إذا تعمقنا في درس أنبياء العهد القديم. فالنبوءة في العهد الجديد تفترض الحركة النبوية في العهد القديم. ومشوارنا في حاضر الكنيسة، يدعونا للعودة إلى أنبياء الماضي واكتشافهم من جديد، فنفهم أنبياءنا اليوم.. 1- تعريف بالأنبياء : إن فعل أنبأ لغوياً يعني: أخبر، أعلم. أما بالمعنى الديني، فالنبي هو، من جهة، المُخبر عن الغيب والمستَقبَل بإلهامٍ من الله. ومن جهة ثانية، هو المُخبر عن الله وما يتعلق به. إن النبي إنسان يتكلم باسم الله. هوت صوتُ صارخٍ أمام اله يهيئ له الطريق، وهو رسوله لدى البشر. يرى ما لا يراه الناس، لأنه ينظر إلى الأمور بعين الله. وهو إنسان حلّ عليه روح الرب فاتّحد بالرب اتحاداً حميماً لأنه إنسان مدعوّ، إذ يختار الله نبيّه ويدعوه ويرسله، ويطلب منه أن يعطي ذاته الكاملة قلباً وفهماً وروحاً، رغم الصعوبات والآلام التي يمكنه أن يتكبّدها في سبيل رسالته. وللرسالة التي يحملها وجهان: وجه يتعلق بالحاضر، ووجه يتعلّق بالمستقبل. فكانت رسالته لمعاصريه تنبيه للشعب وتحذيره ليُصلح أخطاءه وليشدد على الأمانة لعهد الرب، ويدافع عن المظلومين والمساكين ويدعو الشعب إلى التوبة الحقيقية ويزرع الرجاء في المستقبل، فإنه يتطلع إلى الخلاص الآتي من عند الرب، فيشجّع الشعب ويطلب منه أن يتطلع إلى المسيح المنتظر الذي يحقق مواعد الرب في شعبه. ولأن الأنبياء يعنفون الشعب، فقد واجهوا مقاومة معاصريهم ولم يفهموهم. اضطهدوهم فمات بعضهم ليشهد للكلمة. ولمّا تبيّن صدق نبوءتهم وظهر عمق كلامهم، في ما بعد، تعلّق الشعب بتعليمهم وأعاد قراءة ما كتبوا، ففهم مخطّط الله وإرادته في ما قالوا. ولعلّ أكبر مناقض للأنبياء كان الأنبياء الكذبة الذين يقولون ما يرضي الملك والشعب. فيسمع لهم الشعب لأنّهم يقدّمون له الطمأنينة والسلام ويجارون نزواته ورغباته. ولكنّ الشعب سيكتشف خبثهم وشرّ كلامهم. وبعد فوات الأوان، يعود إلى أنبيائه الحقيقيين الصادقين . إن أنبياء العهد القديم ساهموا مساهمة فعّالة في تطوّر الإيمان الذي بدأ وحيه في العهد القديم وتكمّل في الإيمان المسيحي. وهذا ما يبرر الأهمية التي أعطتها الكنيسة الأولى لكتب الأنبياء فأدخلتها في قوانينها وتبشيرها وطقوسها. والفضل يعود، بنوع خاص، إلى كتاب العهد الجديد الذي اعتبر النبوءة عنصراً لاهوتياً أساسياً في مفهوم المسيحية. (دستور المجمع المسكوني "الكنيسة" عدد 12). هذا هو وجه الأنبياء في العهد القديم. كلّموا الشعب باسم الله ووعظوه وشدَّدوا همته في طريق الرجاء المشيحاني. ولقد كان تأثيرهم عظيماً، فهيأوا شعب الله لاستقبال المسيح، قمة الأنبياء كما أُعلن في تبشير الكنيسة الأولى كلقب له (أعمال 3/22؛ 7/37)، كما أن المؤمنين بعد أن حل الروح القدس عليهم، يوم العنصرة، وجعل منهم إسرائيل الجديد، يتمتعون هم أيضا بموهبة النبوءة (أعمال 2/17). (دستور المجمع المسـكوني "الكنيسة"(عدد 12). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
في الماضي ‘الحاضر ‘المستقبل انا معك |
أنت لست الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل. |
أنبياء الحاضر والحركة النبوية اليوم في كنيستنا |
مع أنبياء الماضي وأنبياء الحاضر |
الماضى .. الحاضر .. الغد |