تأمل الباب الضيــــــق لقداسة البابا شنوده الثالث
من علامات الطريق الروحي أن تدخله من الباب الضيق. وهذا هو تعليم الرب نفسه:
" ادخلوا من الباب الضيق... ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه" (متى7: 13، 14).
إذن من علامات الطريق أن تتعب من أجل الرب. وأن تبذل. وأن تحتمل، ولا تبحث عن راحتك هنا... وأن تسلك في طقس لعازر المسكين. وليس زميله الغني...
والضيقات التي تحتملها هي علامة على أنك جاد في محبة الله. وأنك مستعد لبذل كل شئ لأجله
حياتك كلها على الأرض هي مجرد اختبار لك: هل أنت تفضل روحياتك وأبديتك وعلاقتك بالله على كل شئ آخر؟ وهل أنت مستعد أن تدفع الثمن؟ هنا تبدو الضيقة كاختبار لك في مدي تمسكك بالرب.
وهنا تبدو الضيقة كضرورة اختباريه وكعلامة أساسية في الطريق الروحي. لأنه بأي حق تكأفأ في السماء وتنال الأكاليل؟.. إن كنت قد عشت في نعيم على الأرض. وتريد أن تنال الحياتين معاً على الأرض ومتعة السماء!! أليست تتعرض بذلك لقول أبينا إبراهيم " أنك استوفيت خيراتك في حياتك" (لو16: 25).
لذلك إن سلكت في طريق الله، ووجدت كل شئ سهلاً أمامك، وأنت في راحة دائمة، بلا ضيقات ولا تعب، اسأل نفسك: هل أنا قد ضللت الطريق؟!
قطعاً أكون قد ضللت لأن طريق الرب ليس هكذا سهلاً وبلا تعب. ألا يوجد شيطان يحارب؟ ألا توجد عوائق من العالم ومن المادة والجسد؟ ألا توجد مقاومة من أعداء الخير؟!
من غير شك لو كانت تصرفاتي لا تعجب الشيطان، ما كان يتركني مطلقاً في راحة! إذن لماذا هو ساكت عنى؟!
إنها مسألة تدعو إلى شك..! ثم من من القديسين عاش حياته كلها في راحة وبلا تعب؟ لا أحد على الإطلاق. كل القديسين قد دخلوا من الباب الضيق من أجل محبتهم لله "ووهب لهم لا أن يؤمنوا به فقط، بل أن يتألموا أيضاً من أجله" (في1: 29).
لذلك فإن هذه الضيقات والآلام إنما تهمس في أذنك قائلة: اطمئن.. أنت سائر في الطريق السليم
وهكذا تفرح وتسر وتطمئن كلما رأيت ضيقة في طريق الرب. لأنه هكذا هي علاماته
++++++++++++++++++++++++++++++++++++
من كتاب معالم الطريق الروحي - لقداسة البابا شنودة الثالث معلم الأجيال