مقدمة سفر العدد
يراجع سفر العدد تاريخ بني إسرائيل من وقت وصولهم إلى جبل سيناء حتى وقت حلولهم في سهول موآب بعد حوالي 40 سنة.
ويتكون السفر من ثلاثة أجزاء:
1-أحداث عند جبل سيناء (إصحاح 1:1 - 10:10):
بعد أن قضى بنو إسرائيل ما يقرب من سنة في جبل سيناء، أمر الرب بإجراء تعداد يشمل جميع الرجال من سن 20 سنة فأكثر. وقد تبين من هذا التعداد أنه يوجد 603550 رجلا مؤهلا للخدمة في جيش إسرائيل.
2-أحداث أثناء التيهان في البرية لمدة 38 سنة (إصحاح 11:10 - 35:21):
في اليوم العشرين من الشهر الثاني،رفع الرب سحابة حضوره من فوق خيمة العبادة وسار الإسرائيليون وراء السحابة التي قادتهم في اتجاه قادش برنيع، على بعد حوالي 160 ميلا نحو الشمال. ولكن سرعان ما حدثت شكوى وتذمر جماعي (عدد 4:11-10؛ مزمور 30:78-31؛ 14:106). وأخيرا وصلوا إلى قادش برنيع، حيث طلب الشعب أن يستكشفوا أرض الموعد (عدد 13-14؛ تثنية 22:1-40).
فتم إرسال اثني عشر جاسوسا وعند رجوعهم بعد 40 يوما، اعترض 10 منهم بشدة قائلين أنهم لن يستطيعوا امتلاك الأرض بسبب العمالقة والمدن العظيمة الحصينة. وعلى الرغم من احتجاج يشوع وكالب قائلين: الرب معنا، لا تخافوهم (عدد 30:13؛ 9:14)، إلا أن التذمر والملاحظات المريرة ظلت تسري في المعسكر.
وقد أدى عدم إيمان الإسرائيليين إلى 38 سنة من التيهان في البرية إلى أن مات جميع الذين كانت تبلغ أعمارهم 20 سنة فأكثر. فقط يشوع وكالب، رجلا الإيمان من الجيل الأول، استطاعا أن يدخلا الأرض فيما بعد.
وحدثت موجة تمرد ثانية عندما اجتمع قورح وداثان وأبيرام مع 250 من الأشخاص البارزين في الجماعة لمقاومة سلطان موسى وهارون. وقد دافع الرب عن سلطة موسى بواسطة زلزال جعل الأرض تنشق إلى اثنين وتبتلع المعأرضين. ولكن الشعب لم يريدوا أن يعترفوا بأن هذه المأساة هي قضاء من الله، فأدانوا موسى وهارون، ومرة أخرى مات منهم 14700 شخصا (49:16؛ 10:17).
وفي وقت لاحق عندما اشتكى الشعب على موسى، أصيب الآلاف منهم بلدغات الحيات السامة وماتوا. فتشفع موسى لأجلهم في الصلاة فقال له الرب أن يضع حية نحاسية على عمود حتى أن كل من ينظر إليها بإيمان يحيا.
واتجه بنو إسرائيل شمالا، فواجههم سيحون ملك الأموريين وعوج ملك باشان. وقد انهزما كلاهما أمام بني إسرائيل في الحرب، واحتل بنو إسرائيل أرضهم على الجانب الشرقي من نهر الأردن والبحر الميت.
3-أحداث في سهول موآب: تعليمات لدخول الأرض (إصحاح 11:22 - 13:36):
استعدادا لدخول أرض كنعان، اجتمع بنو إسرائيل في السهول الصحراوية لموآب. وتقع هذه السهول شمال البحر الميت، وشرق نهر الأردن، على الجانب المقابل من أريحا، حوالي 230 ميلا من جبل سيناء. بعد ذلك حاول بالاق وبلعام والمديانيون أن يهزموا شعب الله بواسطة الفساد الأخلاقي. (عدد 12:22؛ 1:25-9). وبالفعل مات من الشعب 24000 شخصا بسبب الفجور. وأمر الرب بقتل جميع المديانيين، وبلعام بن بعور قتلوه بالسيف (عدد 1:31-18).
وأمر الرب موسى وألعازار بعمل تعداد آخر للجيل الجديد من الرجال الذين يبلغون من العمر 20 سنة فأكثر. وكان العدد في هذه المرة 601730 (51:26). كان الجيل الأول بأكمله قد مات باستثناء كالب ويشوع. وقد أكد هذا التعداد كلمة الرب القائلة بأن الجيل الأول لن يستطيع أن يدخل أرض كنعان وأيضاً أبطل ادعاء الجيل الأول بأن الرب قد قادهم إلى البرية لكي يميت أولادهم.