رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هذا إيماني.. حوار مسلسل في قانون الإيمان (5) السبت 02 مارس 2013 كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة 28-هل من الضرورة أن يكون إيماني بالله الواحد مثلث الأقانيم؟ ليس عند المسيحيين تعليم إلا وله علاقة بحياة البشر, بمعني أن حياتي تكون مختلفة كلية إذا كان هناك ثالوث أو لم يكن. ثم يجب ألا يغيب عنا أنه إذا تحدثنا عن الله فإن الكلمات يكون لها معان غير المعاني المألوفة لدينا. فالله لا يوجد شئ مثله وليس مخلوق مثله. فمثلا إذا قلنا إن هذا الإنسان جميل فليس بهذا المعني نقول إن الله جميل.. وهكذا لا يمكننا بمعني من المعاني أن نتكلم عن الله مثلما نتكلم عن الإنسان إذ أن اللغة البشرية قاصرة عن أن تتحدث عن الله. لا يستطيع الإنسان إلا أن يعد المحسوسات. الله لا يعد, لأن من عده فقد حده. والخلاصة أن القضية ليست إحصاء ولكن تبقي المشكلة أن عقل الإنسان حسابي. أي أنه لكي يفهم فهما صحيحا يجب أن يعد. إنه لكي نفهم بقلوبنا قبل عقولنا يجب أن نعي أن المسيحية تصف الله بأنه محبة الله محبة, بمعني أن هناك عملية حب داخل الله, إنه غير منغلق علي نفسه لأنه فاتح نفسه بالحديث نحو البشر الذي يحبهم, هذا الحديث حديث حب... فالآب محب والابن محبوب والروح القدس روح الحب أو لغة الحب المتبادلة. الآب يحب الابن المحبوب بروح الحب.. وهكذا تكتمل دورة المحبة التي بها نقول عن الله إنه محبة. 29- ماذا نعني عندما نصف الله بأنه: ضابط الكل؟ الله ضابط الكل بمعني أنه هو الذي يحكم الكون ولا يقع شئ من دون علمه. فهو القدير القادر علي كل شئ المهتم والمعتني بالكل.. أي يري كل أحد ويراقب كل أحد, ويهتم بكل أحد, ويعتني بكل أحد ولا يخرج أحد عن رقابة الله. الكل في ضباطته حتي الشيطان يحدد له حدودا لعمله مثل تجربة أيوب, لأنه لو ترك الشيطان حرا لأهلك العالم, وأيضا استأذنته الشياطين لتخرج وتدخل في الخنازير. فمادام الله ضابط الكل فالإنسان الذي يخاف من أي شئ ينسي أن الله ضابط الكل. الذي يختبئ من وجه الله مثل آدم ويونان ينسي أن الله ضابط الكل,ومن يظلم آخر ينسي أن الله ضابط الكل وأنه يسمع صراخ المظلومين دون أن يطلبوا. أناتهم تصعد إليه مثل أنات المستعبدين من فرعون. إن الكتاب المقدس حافل بالأمثلة التي تبين يد الله التي تتدخل لتعين العالم. إن عناية الله تمتد إلي كل مخلوقاته وعلي رأسها الإنسان. وجدير بالذكر أنه في الكنيسة يوجد بالهيكل تجويف في الحائط الشرقي يسمي: حضن الآب ترسم فيه صورة: البانطوكراطور= ضابط الكل حيث يصور السيد المسيح ممسكا بالكرة الأرضية في يده. 30- ومن الذي قام بخلقة العالم: الآب فقط أم الأقانيم الثلاثة معا؟ الله واحد في جوهره وأقانيمه الثلاثة متمايزة في العمل. فإذا كان الآب قد أراد خلق العالم. فإن الابن هو الذي قام بعملية الخلق, والروح القدس هو الذي بث الحياة في المادة. والله هو الذي خلق الأرض وما عليها من كائنات تري ولا تري وكذلك خلق الملائكة التي لا تري. الله هو الخالق ولا يصل أحد إلي قدرته. (أيوب 12:7-9, نحميا9:6). وآيات الكتاب المقدس تثبت اشتراك الأقانيم في الخلق: فالله الآب خالق: في البدء خلق الله السموات والأرض (تكوين 1:1) والله الابن خالق: كل شئ به كان وبغيره لم يكن شئ مما كان (يوحنا1:3) والروح القدس خالق: ... ترسل روحك فتخلق. (مزمور 104: 30). 31- نقرأ في الكتاب المقدس بعض آيات تقول الله الآب أوالله الابن أو الله الروح القدس فهل الله الواحد أحيانا يسمي الآب وأحيانا الابن وأحيانا الروح القدس؟ أم ماذا؟ وما هو مدلول ذلك؟ حقا مثل هذه الآيات توجد. فمثلا: الديانة الطاهرة النقية عن الله الآب هي هذه.. (يعقوب 1:27) وبالإجماع عظيم هو سر التقوي الله ظهر في الجسد (تيموثاوس الأولي 3: 16) فقال بطرس يا حنانيا لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب علي الروح القدس (أعمال الرسل 5:3) هنا يتضح أن هذه الآيات ليس المقصود بها أنهم ثلاثة آلهة لأنه قد قيل بفم السيد المسيح: ... والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه' (يوحنا5:44) ولكن المقصود من القول: الله الآب, الله الابن, الله الروح القدس. أن الآب والابن والروح ذات إلهية واحدة, لاهوت واحد.. مجد متساو وجلال أبدي. كما يقول أثناسيوس الرسولي. مثلما يري شخص قرص الشمس في الصباح الباكر جدا وقت الشروق قبل أن تظهر الأشعة والحرارة. فيقول عن القرص وحده أن: الشمس طلعت. وحينما يري الأشعة قد دخلت حجرة في منزله يقول إن الشمس دخلت المنزل.. أو يجلس فترة طويلة فتؤذيه حرارة الشمس فيقال إنه أخذ ضربة شمس. وحينما يقول عن القرص إنه الشمس أوالأشعة أو الحرارة لا يقصد أنها 3 شموس بل هي شمس واحدة والقرص والأشعة والحرارة من نفس الجوهر الواحد الذي للشمس. لذا يقول القديس أوغسطينوس: الآب والابن والروح القدس جوهر واحد ولكن ليس كل أقنوم منهم هو عين الآخر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|