رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الإدارة الناجحة القس رافائيل ثروت كاهن كنيسة مارمينا بفم الخليج الاربعاء 27 فبراير 2013 " وملك داود على جميع إسرائيل وكان داود يجرى قضاء وعدلاً لكل شعبه " ( 2صم 15:8 ) . فبعد الإنتظار سنين عديدة ، سنحت لداود أخيراً فرصة توظيف قدراته القيادية فى إدارة شئون أمة إسرائيل الجديدة . ولما أعتلى العرش لم يجد بنية إدارية ذات فاعلية ، بل مجموعة أسباط تربطها بعضها البعض روابط واهية. كان بعض التقدم على طريق الوحدة القومية قد جرى بقيادة صموئيل وشاول ، ولكن الجهد الدؤوب ظل معدوماً أو كاد . فبإدارة شاول لشئون إسرائيل ، كان يقوم بعمل بكر . وهنا يتبين لنا أن داود كان قدوة للقائد الفعال وليس فقط للرجل التقى . وقد تبع موسى فى ذلك واستوحى أسفار الشريعة ليعرف كيف يتصرف . هيكلية البناء أول ما فعله داود كان توفير الأمن على حدود البلد . بحملات عسكرية متعاقبة أحاط البلد بحلقة قوامها الولايات الخاضعة له : موآب وعمون شرقاً ، الأموريون والفلسطينيون جنوباً ، الآراميون والسوريون شمالاً . وكانت هيكلية البناء فى جيش داود شبه هرم على رأسه يوآب قائد الجيش ، تليه مجموعة أبطال متفوقين فى فن القتال كانت تعرف بالثلاثة ، ثم مجموعة أكبر تضم عسكريين متميزين وكانت تعرف بالثلاثين . وبقيادة هؤلاء الأبطال المشاهير كان لداود جيش من بنى إسرائيل يعبأ عند الإستدعاء وقد وزعه فى كتائب وفرق . وفى مجال الإدارة المدنية ابتكر داود نظاماً يسهل الإنتقال من الوضع القبلى إلى الحالة الوطنية . فقد قسم البلد بحسب السكان إلى اثنتى عشرة دائرة جغرافية ، على أن يتقدم منها 4000 رجل كل شهر إلى تأدية المهمات المتعلقة بالخدمة العامة وعين مندوبين يمثلون الأسباط والعشائر . فمتى عرضت مسألة مهمة تحتاج إلى بحث ، تسنى له أن يتداولها مع محافظى الدوائر الجديدة ورؤساء الأسباط على السواء . وبذلك راعى الأسباط ورؤساءها ، كما لبى الحاجة إلى الإنتقال إلى الإدارة الوطنية الموحدة . كذلك اصطنع داود نموذجاً " بدائياً " لقطاع الخدمة العامة فأقام وزير مالية على الخزينة الملكية وأموال الجزية المفروضة على الولايات المجاورة ، وكان معاون وزير المالية رقيباً على جمع الجزية من المدن والقرى . وعين وزير الزراعة قيم على الكروم وآخر على الزيتون وثالث على إنتاج الزيت . وفى قسم تربية المواشى ، عين داود قيمين على البقر والجمال والحمير والغنم . وكذلك عين وزيراً للعمل " أدونيرام " مسئولاً عن الأشغال الشاقة التى يؤديها أسرى الحرب فى إنشاء المبانى العامة والطرق . هذه المجموعة يسرت الخدمة المدنية الفعالة فى الأمة الناشئة. وعلى رأس الإدارة ألف داود مجلساً يضم يوآب قائد الجيش ، وبناياهو رئيس الحرس ، وكاهنين هما صادوق وأخيمالك كانا من حاشيته منذ سنين ، ومسجلاً يدعى يهوشافاط ابن أخيلور ( وكانت مهمته كتابة الوثائق وترتيب مواعيد الملك والقيام بعمل المشرف على العلاقات العامة جرياً على عادة المصريين فى شئون إدارتهم ) ، وسرايا الكاتب ، وأدونيرام وزير الأشغال ، ومستشارين شخصيين هما : اخيتوفل المدعو " مشير الملك " وحوشاى الأركى المدعو " صاحب الملك " . هؤلاء التسعة كانوا معاونى داود فى شئون الدولة . سر الإدارة الفعالة ما الذى جعل إدارة داود فعالة ؟ منذ البداية قدر داود الكفاءة وكافأها فبغض النظر عن السبط ، طلب رجالاً ذو كفاءة وولاهم المسئولية عن قطاعات معينة فى الخدمة العامة . ومع أن سبط يهوذا الذى إليه ينتمى داود شمل نحو ربع مجموع السكان ، فلم يعامله معاملة محاباة . ولعل فى هذا إشارة إلى أن داود فتش فى أرجاء البلد كله عن ذوى الكفاءة ، لا فرق إينما وجدهم . فلو أن ضيعة صغيرة لا تكاد تظهر على الخريطة وجد فيها شخصاً ذا جدارة لما تردد داود لحظة دون توظيفه فى قطاع الخدمة العامة . كذلك أبدى داود الإهتمام والتقدير . ففى اللوائح الطويلة باسماء الموظفين الرسميين فى إدارته ، عدة تفاصيل يسيرة تبين أنه كان يلاحظ ما ينجزه رجاله وأى نوع من الموظفين كانوا . فإذا توفر أمر يجب التنويه به ، أقدم الكاتب على ذكره فى النص، بحيث بتنا على علم بمأثر الثلاثة وبكثير من بطولات الثلاثين ( 1 أخ 11 ) . كان داود إن وجد شيئاً مميزاً يستحق الذكر كان يعنى بأن يدون ( 1 أخ 12 ) . ثم إن إدارة داود نجحت لأنه لم يكن بعيداً عن الناس . فمع أنه كان على رأس نظام متنام ، فقد كان مسموحاً للناس أن يتقدموا إليه ويعرضوا أمامه شكواهم فإن ناثان تقدم إليه بخصوص بثشبع ( 2صم 12 ) ، والمرأة التقوعية بعثها يوآب تقدمت إليه بشأن أبشالوم ( 2صم 14 ) . وكان داود ينظر شخصياً فى دعاوى ترفع إليه من قبل المحاكم المحلية. وهو لم يتوان عادة فى إستشارة الأخرين ... افتح كتابك واقرأ ( 1 أخ 1:13-2 ) . فلم يكن داود يهوى ممارسة الحكم لأجل الحكم وحسب ، بل لمصلحة الشعب " وعلم داود أن الرب قد ثبته ملكاً على إسرائيل لأن مملكته إرتفعت متصاعدة من أجل شعب إسرائيل " ( أخ 2:14 ) . أما تاج فضائل داود فكان طاعته واعتبار نفسه مسئولاً أمام الله . وكان يهون عليه أن يغير رأيه وأن يعترف بأنه كان على خطأ . من فضلك افتح كتابك المقدس وأقرأ ( 1 أخ 1:21-30 ) كان داود مدركاً أن الله هو الذى أقامه على العرش وكان يعتبر نفسه مسئولاً أمام الله . عزيزى ... " لأن الله ليس إله تشويش بل إله سلام " ( 1كو 33:14 ) . تذكر أن الإدارة الناجحة فن أساسه إنجاز الأعمال بواسطة الآخرين على نحو فعال |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الإدارة الفعالة |
تعرّف على أهم سرّ في الإدارة الناجحة |
الإدارة الاستراتيجية |
الطبيعة الواحدة أو الطبيعية المتجسدة الواحدة |
سحر الإدارة الملتهبة |