26 - 02 - 2013, 08:58 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
لماذا لا أخرج من الاعتراف فرحان كما كنت سابقاً في الطفولة؟
في الطفولة كنا نسعد سعادة الطفولة البريئة جداً ، والتي تشعر دائماً بأقل فرح كأنه سعادة كبيرة دون تمييز ، كما يفرح طفل ويسعد بقطعة شيكولاتة مقدمة من الأب أو الأم ويشعر أنها شيء عظيم امتلكه ، دون أن ينظر لمقدمها إنما ينشغل بها وينحصر فيها لأنها تلذذه لذة مباشرة ؛ ولكن متى كبر فأن فرحه يتبدل لأنه يجد أن العطية نفسها ليست هي الفرح الحقيقي ولا من تلذذ النفس لأن تأثيرها ظاهري حسي ، بل الفرح الحقيقي ، هو في من قدمها له ؛ الأب أو الأم ، اللذان هما المصدر الحقيقي وراء إسعاده ...
وهكذا الحال بالنسبة للاعتراف ، فكثيرون يشعرون بالفرح النفسي بمجرد أنه سرد الخطية ، ولكن الفرح لا يأتي كمجرد حس نفسي ، بل من الروح القدس حينما نعود لشركة الله الحلوة ، فالفرح يأتي من قوة غفران الله والعودة لشركة الثالوث القدوس ، فنحن حينما نعترف ليس القصد إننا نريح الضمير أو أن نكف عن الخطية هذا فرح خاص من جهتنا ، أي من جهة أن النفس تشعر بالحرية وأن لا خطية متسلطة عليها ، كالشيكولاتة التي يتلذذ بها الطفل بفرح ...
أما السعادة الحقيقية المصحوبة بفرح سماوي هي : أن نحيا في شركة الثالوث القدوس ، فليس مجرد أننا اعترفنا أو تخلصنا من الخطية ، نفرح من أجل حرية النفس ، بل الهدف الحقيقي هو عودة حياة الشركة مع المصدر الحقيقي لفرح النفس !!!
فلا تتعجل الفرح العميق الذي من الله ، ولكن عاود الشركة مع الله في الصلاة وقراءة الكلمة لأن هذا هو نبع الفرح الحقيقي الذي لا ينزع من النفس ...
ولننتبه لخبرة الفرح في الكتاب المقدس :
+ فرح الراعي بعودة الضال : و يأتي إلى بيته و يدعو الأصدقاء و الجيران قائلا لهم افرحوا معي لأني وجدت خروفي الضال (لو 15 : 6)
+ فرح أن أسماءنا كتبت في السماوات: و لكن لا تفرحوا بهذا أن الأرواح تخضع لكم بل افرحوا بالحري أن أسماءكم كتبت في السماوات (لو 10 : 20)
+ فرح الشركة والسلام : أخيرا أيها الإخوة افرحوا أكملوا تعزوا اهتموا اهتماما واحدا عيشوا بالسلام و اله المحبة و السلام سيكون معكم (2كو 13 : 11)
أعترف بخطاياك للرب أولاً قبل أن تعترف بها للأب الروحي ، لأنك تعترف للمخلَّص بما في داخلك ، وهو وحده القادر أن يرد لك الحياة .
ولتصغي لكلمات ونصائح القديس الأب صفرونيوس : [ + لا تطلب الغفران لكي تنجو من العقاب، أي عقاب الخطية، بل اطلب الغفران لكي تعود إلى الشركة في الثالوث الآب والابن والروح القدس .
55_18
|