شرح الكتاب المقدس - العهد القديم - القس أنطونيوس فكري
صموئيل الاول 5 - تفسير سفر صموئيل أول
الآيات (1-5):- فاخذ الفلسطينيون تابوت الله واتوا به من حجر المعونة إلى اشدود* 2 واخذ الفلسطينيون تابوت الله وادخلوه إلى بيت داجون واقاموه بقرب داجون* 3 و بكر الاشدوديون في الغد واذابداجون ساقط على وجهه إلى الأرض أمام تابوت الرب فاخذوا داجون واقاموه في مكانه* 4 وبكروا صباحا في الغد واذا بداجون ساقط على وجهه على الأرض أمام تابوت الرب وراسداجون ويداه مقطوعة على العتبة بقي بدن السمكة فقط* 5 لذلك لا يدوس كهنة داجونوجميع الداخلين الى بيت داجون على عتبة داجون في اشدود إلى هذا اليوم.
كانت عادة الشعوب الوثنية أنهم ينسبون انتصاراتهم لآلهتهم ويقدمون غنائم الحرب لآلهتهم عرفانًا بجميلها إذ أعطتهم النصرة على أعدائهم. وهذا ما عملوه مع أسلحة شاول (1صم 31: 10) وكذلك فعل داود إذ أعطى السيف الذي أخذه من جليات لهيكل الرب (1صم 21: 8-9).وداجونإله فلسطينى له رأس إنسان ويد إنسان أمّا بدنه فعلى شكل سمكة ويعتبر إله الخصوبة لأن البحر يفيض بسمك كثير. والله تعامل معهم بهذا الأسلوب لأنهم يعرفون أن تابوت العهد يمثل الحضرة الإلهية فالله تحدث معهم بلغة المرض وحلول الكوارث فسقط إلههم وهم ضربوا بالبواسير وبضربة الفيران، هنا الله يدافع عن كرامة اسمه حتى لا يظن هؤلاء الوثنيين أن ألههم أقوى من الله. وعلينا أن نلاحظ أن دخول الله للقلب لابد أن يصاحبه انهيار كل الأوثان أي كل ما نعبده من شهوات ومحبة المال. وكان يجب أن أهل أشدود أن يفهموا أنه لا شركة بين الله وبين الههم وهكذا نحن "فلا شركة للنور مع الظلمة". الآن رأى أهل أشدود أن إلههم عاجز عن القيادة والتدبير وعاجز بلا يدين وهم كانوا يتصورون أن الإله السمكة له قوة وعقل وقوة تدبير وقوة خصوبة، أين كل هذا الآن.؟ لقد وجدوا رأس داجون ويديه مقطوعة على العتبة أي موضع الدوس. هكذا كل فكر أو قوة مقاومة لله قد تتشامخ إلى حين لكن مصيرها الدوس وفي (آية5)نجد الفلسطينيين لا يدوسون على العتبة إكرامًا لإلههم الذي سقطت أعضاؤه على العتبة. وقد نفهم أن الفلسطينيين يعملون ذلك لكن كيف نفهم أن اليهود شعب الله المقدس يصنع هذا (صف9:1) كيف يقلدون العادات الوثنية؟
آية (6):- فثقلت يد الرب على الاشدوديين واخربهم وضربهم بالبواسير في اشدود و تخومها. ضربة البواسير: هي ضربة مؤلمة وقد تكون قاتلة لما يصاحبها من مرض الطاعون وهي ضربة مخجلة وتسبب خجلًا شديدًا وسط هؤلاء الناس بسبب مكان الضربة (مز66:78) ولاحظ كيف كان التابوت سبب بركة للمؤمنين إن عاشوا في حياة قدسية بالرب وكيف يصير سبب لعنة لغير المؤمنين (2كو2: 15،16). وكلمة البواسير المستخدمة هنا تعني طاعونًا يصيب الغدد اللمفاوية والفخذ لذلك هم في(آية11) خافوا من الموت. وجاء في الترجمة السبعينية أن البلاد ضربت أيضًا بالفيران التي أكلت محصولاتهم وهذا يتمشى مع تقدمتهم بواسير + فيران ومن المعروف علميًا ارتباط الفيران بمرض الطاعون.
آية (7):- و لما راى اهل اشدود الأمر كذلك قالوا لا يمكث تابوت إله إسرائيل عندنا لأن يده قد قست علينا وعلى داجون الهنا. آية (8)... نقلوا التابوت إلى جت
هذا يشبه ما فعله أهل كورة الجدريين حين أهلك المسيح خنازيرهم فطلبوا منه أن يغادر كورتهم. ولكن السبب أن الضربة بسبب وجود داجون بالداخل محتلا قلوبهم داخليًا.
آية (9):- و كان بعدما نقلوه أن يد الرب كانت على المدينة باضطراب عظيم جدًا وضرب اهل المدينة من الصغير إلى الكبير ونفرت لهم البواسير.
ضربة مدينة جت ليدركوا أن ما حدث في أشدود لم يكن مصادفة بل هو ضربة إلهية. منذ البداية كانوا يعلمون أن يهوة إله قوى خلص شعبه من مصر بعجائب لكنهم تشددوا لمقاومته، أمّا الآن فقد أيقنوا أنهم لا يستطيعوا مقاومته ولكن لماذا لم يهلكهم الله ويميتهم؟ بسبب أنهم جهلة، هم يصنعون ما يصنعونه عن جهل وعدم معرفة. آيات (10 -12):- ارسلوا التابوت إلى عقرون فرفض اهلها خوفا منه.. فقرر الجميع اعادته اليإسرائيل.