الرعب الذي أسمه المخدّرات
لم تكن المخدّرات في زمن السيد المسيح معروفة بالشكل والأسماء والأنواع التي توجد عليها اليوم. وهذا لا يعني أنّه ما دام الإنجيل لم يذكر المخدّرات بأسمائها، فإنّ استعمالها مباح، كلا. فالإنجيل المقدس يقول: «ٱهْتِمَامَ ٱلْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلٰكِنَّ ٱهْتِمَامَ ٱلرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ» (رومية ٨: ٦). وكذلك قوله «ٱمْتَنِعُوا عَنْ كُلِّ شِبْهِ شَرٍّ» (تسالونيكي الأولى ٥: ٢٢).
فالإنجيل يحرّم كل ما يستعبد الإنسان ويدمّره، ويبعده عن الله. إذن فالمسيحية تعطي أهمية خاصة للجسد وفي ذلك يقول بولس الرسول إنّ على الإنسان أن يقوت جسده ويربيه «فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ»
(أفسس ٥: ٢٩).
إنّ المخدّرات في رأي المسيحية اعتداء على النفس البشرية، إذ تقدم المخدّرات على تعطيل قوّة أودعها الله في الإنسان ألا وهي العقل. والاعتداء على عضو ما في الجسد هو في نفس الوقت اعتداء على بقية أعضاء الجسم، وبعضها يظهر عليها هذا الاعتداء في الحال والبعض الآخر مع مرور الزمن. فالمخدّرات هي اعتداء على الجسد الذي خلقه الله على أحسن صورة. كما جاء في سفر التكوين ١: ٣١ «وَرَأَى ٱللّٰهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّاً». ولأجل هذا فالجسد بالنسبة للمؤمن المسيحي هو أمانة إلهية لا يجوز له أن يدنسه أو يدمره. بل عليه أن يسلك بالروح ولا يكمل شهوة الجسد (غلاطية ٥: ١٦).
توجد في الأديان الأخرى أوامر ونواهٍ، حلال وحرام، وتعاليم عن الخطأ والصواب. لكنّها مع كل ذلك فشلت في إصلاح الإنسان، وجعله يبتعد عن الخطأ ويفعل الصواب، يمتنع عن الحرام ويأكل الحلال. أمّا الإنجيل المقدّس فوصاياه لا تعدنا فقط بمعرفة الحقّ والصواب، بل تعدنا أيضاً بالقوّة التي تساعدنا وتساندنا لكي نقدر على فعل الحق والصواب، هذه القوّة هي قوّة الروح القدس. فالامتلاء بالروح القدس هو وحده الذي يُدخل الفرح والسلام والسعادة إلى قلب الإنسان. ويحميه من الوقوع في شِباك إبليس وحبائله، ويرشده ليميّز بين الخطأ والصواب وبين الحق والباطل، ويصبح ذلك الإنسان الذي قال عنه الكتاب المقدّس «اَلْحَكِيمُ يَخْشَى وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ، وَٱلْجَاهِلُ يَتَصَلَّفُ وَيَثِقُ» (أمثال ١٤: ١٦). ويتجنّب هذه الآفة لأنها تتلف صحة الإنسان وتبذّر المال وتؤذي كل من هو حولنا.
يسوع المسيح يحب
الجميع
بيدو