رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
إكرام العذراء ودوام بتوليتها البابا شنودة الثالث الفروق العقيدية مع البروتستانت 1- البروتستانت لا يكرمون السيدة العذراء، ولا يطلبون شفاعتها وربما كرد فعل لمبالغة الكاثوليك فى إكرامها، يبالغون هم أيضاً فى عدم إكرامها، حتى ليقول بعضهم أنها مثل قشرة البيضة لا قيمة لها بعد خروج الحّى منها. وهم طبعاً لا يحتفلون بأى عيد من أعيادها. 2- تجرأ البعض فقال أنها أختنا.. 3- يقولون إنها بعد ميلاد السيد المسيح عاشت مع يوسف النجار كزوجة وأنجبت منه أولاداً تسموا (أخوة يسوع) أو (أخوة الرب). 4- يهاجمون بعض ألقاب تلقبها بها الكنيسة. 5- بدلاً من تلقيبها بالممتلئة نعمة كما بشرها الملاك، يغيرون الترجمة إلى (المنعم عليها).. 6- كثيراً ما يستخدمون لقب (أم يسوع) بدلاً من لقب والدة الإله (ثيئؤطوكوس). 1- إكرام السيدة العذراء يكفى قولها الذى سجله الإنجيل "فَهُوَذَا مُنْذُ الآنَ جَمِيعُ الأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِى" (لو 48: 1). وعبارة (جَمِيعُ الأَجْيَالِ) تعنى أن تطويب العذراء هو عقيدة هامة استمرت من الميلاد وستبقى إلى آخر الزمان. ولعل من عبارات إكرام العذراء التى سجلها الكتاب أيضاً قول القديسة أليصابات لها (وهى شيخة فى عمر أمها تقريباً): "فَمِنْ أَيْنَ لِى هَذَا أَنْ تَأْتِىَ أُمُّ رَبِّى إِلَىَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِى أُذُنَىَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِى بَطْنِى" (لو 43: 1-44). والعجيب هنا فى عظمة العذراء، "فَلَمَّا سَمِعَتْ أَلِيصَابَاتُ سَلاَمَ مَرْيَمَ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ فِى بَطْنِهَا وَامْتَلأَتْ أَلِيصَابَاتُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (لو 41: 1). مجرد سماعها صوت القديسة العذراء، جعلها تمتلئ من الروح القدس. والعذراء لم تنل الكرامة فقط من البشر، وإنما أيضاً من الملائكة. وهذا واضح فى تحية الملاك جبرائيل لها بقوله "سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا! اَلرَّبُّ مَعَكِ. مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِى النِّسَاءِ" (لو 28: 1). وعبارة "مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِى النِّسَاءِ" تكررت أيضاً فى تحية القديسة أليصابات لها "فَمِنْ أَيْنَ لِى هَذَا أَنْ تَأْتِىَ أُمُّ رَبِّى إِلَىَّ؟" (لو 43: 1). ونلاحظ أن أسلوب مخاطبة الملاك للعذراء فيه تبجيل أكثر من أسلوبه فى مخاطبة زكريا الكاهن "لاَ تَخَفْ يَا زَكَرِيَّا لأَنَّ طِلْبَتَكَ قَدْ سُمِعَتْ وَامْرَأَتُكَ أَلِيصَابَاتُ سَتَلِدُ لَكَ ابْناً وَتُسَمِّيهِ يُوحَنَّا" (لو 13: 1). وهنا نبوءات كثيرة فى الكتاب تنطبق على السيدة العذراء، ومنها "بَنَاتُ مُلُوكٍ بَيْنَ حَظِيَّاتِكَ. جُعِلَتِ الْمَلِكَةُ عَنْ يَمِينِكَ بِذَهَبِ أُوفِيرٍ" (مز 9: 45). وفى نفس المزمور يقول عنها الوحى الإلهى "كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ فِى خِدْرِهَا. مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا" (مز 13: 45). فهى إذن ملكة وابنة الملك.. ولذلك فإن الكنيسة القبطية فى أيقوناتها الخاصة بالعذراء، تصورها كملكة متوجة، وتجعل مكانها باستمرار عن يمين السيد المسيح له المجد. والكنيسة تمدح العذراء فى ألحانها قائلة "نساء كثيرات نلن كرامات. ولم تنل مثلك واحدة منهن". وهذه العبارة مأخوذة من الكتاب (أم 29: 31). والسيدة العذراء هى شهوة الأجيال كلها، فهى التى استطاع نسلها أن "هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ" محققاً أول وعد لله بالخلاص (تك 15: 3). والعذراء من حيث هى أم المسيح، يمكن أن أمومتها تنطبق على كل ألقاب السيد المسيح. فالمسيح هو "النُّورُ الْحَقِيقِىُّ" (يو 9: 1). وهو الذى قال عن نفسه "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ" (يو 12: 8). إذن تكون أمه العذراء هى أم النور. أو هى أم النور الحقيقى. ومادام المسيح قدوساً (لو 53: 1) تكون هى أم القدوس ومادام هو المخلص، حسبما قيل للرعاة "أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِى مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ" (لو 11: 2). وحسب أسمه "فَسَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ يَسُوعَ (أى مخلص) لأَنَّهُ يُخَلِّصُ شَعْبَهُ مِنْ خَطَايَاهُمْ" (مت 21: 1). إذن تكون العذراء هى أم المخلص. ومادام المسيح هو الله (يو 1: 1، رو 5: 9، يو 28: 20). إذن تكون العذراء هى والدة الإله. ومادام هو الرب، حسب قول أليصابات عن العذراء "أُمُّ رَبِّى" (لو 43: 1). إذن تكون العذراء هى أم الرب. وبنفس القياس هى أم عمانوئيل (مت 23: 1) وهى أم الكلمة المتجسد (يو 14: 1). وإن كانت العذراء هى أم المسيح، فمن باب أولى تكون أماً روحية لجميع المسيحيين. ويكفى أن السيد المسيح وهو على الصليب، قال عن العذراء للقديس يوحنا الرسول الحبيب "هُوَذَا أُمُّكَ" (يو 27: 19). فإن كانت أماً لهذا الرسول الذى يخاطبنا بقوله "يَا أَوْلاَدِى" (1يو 1: 2). فبالتالى تكون العذراء هى أم لنا جميعاً. وتكون عبارة (أختنا) لا تستحق الرد. فمن غير المعقول ولا المقبول أن تكون أماً للمسيح وأختاً لأحد أبنائه المؤمنين باسمه..! إن من يكرم أم المسيح، إنما يكرم المسيح نفسه. وإن كان إكرام الأم هو أول وصية بوعد (أف 2: 6، خر 12: 20، تث 16: 5). أفلا نكرم العذراء أمنا وأم المسيح وأم أبائنا الرسل؟! هذه التى قال لها الملاك "اَلرُّوحُ الْقُدُسُ يَحِلُّ عَلَيْكِ، وَقُوَّةُ الْعَلِىِّ تُظَلِّلُكِ، فَلِذَلِكَ أَيْضاً الْقُدُّوسُ الْمَوْلُودُ مِنْكِ يُدْعَى ابْنَ اللهِ" (لو 35: 1). هذه التى طوبتها القديسة أليصابات بقولها "فَطُوبَى لِلَّتِى آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ" (لو 45: 1). والتى جميع الأجيال تطوبها.. وعبارة "مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِى النِّسَاءِ" (لو 28: 1، 42: 1) التى قيلت لها من الملاك جبرائيل ومن القديسة أليصابات، تعنى أنها إذا قورنت بكل نساء العالم، تكون هى المباركة فيهم، لأنه لم تنل واحدة منهن مجداً نالته فى التجسد الإلهى. ولاشك أن الله قد اختارها من بين كل نساء العالم، لصفات فيها لم تكن تتوافر فى واحد منهن. ومن هنا يظهر علو مكانتها وإرتفاعها. لذلك لقبها إشعياء النبى بلقب (سحابة) أثناء مجيئها إلى مصر (إش 1: 19). المهم أن الكنيسة تكرم العذراء لحلول الروح القدس ولأنها والدة الإله ولأنها بتول دائمة البتولية، ولقداستها وشهادة الكتاب عنها، ولأن الرب نفسه قد أكرمها كما تكرمها الكنيسة كذلك من أجل معجزاتها وظهوراتها المقدسة. وهذا التكريم يظهر فى طقس الكنيسة وتسابيحها وألحانها، وفى التشفع بالعذراء وذكرها فى صلواتنا، كما يظهر فى الاحتفال بأعياد كثيرة لها. وفى تقديس أحد أصومنا على اسمها. 2- هل نصلى للعذراء؟ نحن لا نصلى للعذراء. ولكننا نكلمها أثناء صلاتنا، نتوسل إليها أن تتشفع فينا ونحن لا نخاطب العذراء فقط إنما نخاطب الملائكة ونخاطب الطبيعة، ونخاطب الناس ونخاطب أنفسنا، ونخاطب حتى الشياطين، وكل هذا يعتمد على نصوص كتابية من الوحى الإلهى نفسه. وهذه المخاطبة لا تعتبر صلاة.. فلماذا أمنا العذراء بالذات لا نخاطبها..؟ الجواب: 1- إننا نخاطب الملائكة فى صلواتنا فنقول "بَارِكُوا الرَّبَّ يَا مَلاَئِكَتَهُ الْمُقْتَدِرِينَ قُوَّةً الْفَاعِلِينَ أَمْرَهُ عِنْدَ سَمَاعِ صَوْتِ كَلاَمِهِ" (مز 20: 103)، "هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا الرَّبَّ مِنَ السَّمَاوَاتِ. سَبِّحُوهُ فِى الأَعَالِى. سَبِّحُوهُ يَا جَمِيعَ مَلاَئِكَتِهِ. سَبِّحُوهُ يَا كُلَّ جُنُودِهِ" (مز 1: 48-2). 2- ونحن نخاطب الطبيعة فى صلواتنا فنقول "سَبِّحِيهِ يَا أَيَّتُهَا الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ. سَبِّحِيهِ يَا جَمِيعَ كَوَاكِبِ النُّورِ. سَبِّحِيهِ يَا سَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَيَا أَيَّتُهَا الْمِيَاهُ الَّتِى فَوْقَ السَّمَاوَاتِ. لِتُسَبِّحِ اسْمَ الرَّبِّ لأَنَّهُ أَمَرَ فَخُلِقَتْ وَثَبَّتَهَا إِلَى الدَّهْرِ وَالأَبَدِ وَضَعَ لَهَا حَدّاً فَلَنْ تَتَعَدَّاهُ. سَبِّحِى الرَّبَّ مِنَ الأَرْضِ يَا أَيَّتُهَا التَّنَانِينُ وَكُلَّ اللُّجَجِ. النَّارُ وَالْبَرَدُ الثَّلْجُ وَالضَّبَابُ الرِّيحُ الْعَاصِفَةُ الصَّانِعَةُ كَلِمَتَهُ الْجِبَالُ وَكُلُّ الآكَامِ الشَّجَرُ الْمُثْمِرُ وَكُلُّ الأَرْزِ" (مز 3: 148-9). 3- ونحن ننادى مدينة الله المقدسة أن تسبح الله. فنقول " سَبِّحِى يَا أُورُشَلِيمُ الرَّبَّ. سَبِّحِى إِلَهَكِ يَا صِهْيَوْنُ. لأَنَّهُ قَدْ شَدَّدَ عَوَارِضَ أَبْوَابِكِ. بَارَكَ أَبْنَاءَكِ دَاخِلَكِ" (مز 12: 147-13). ونقول فى مزمور آخر "قَدْ قِيلَ بِكِ أَمْجَادٌ يَا مَدِينَةَ اللهِ" (مز 3: 87). والبعض يفسر هذا الكلام أنه موجه للعذراء.. 4- ونحن فى صلواتنا نخاطب الناس فنقول "يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِالأَيَادِى. اهْتِفُوا لِلَّهِ بِصَوْتِ الاِبْتِهَاجِ" (مز 1: 47)، "هَلُمُّوا انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ كَيْفَ جَعَلَ خِرَباً فِى الأَرْضِ" (مز 8: 46)، "لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ" (مز 3: 146)، "بَارِكُوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَعْمَالِهِ. فِى كُلِّ مَوَاضِعِ سُلْطَانِهِ بَارِكِى يَا نَفْسِىَ الرَّبَّ" (مز 22: 103). ونقول فى مزمور آخر "هَلِّلُويَا. سَبِّحُوا يَا عَبِيدَ الرَّبِّ. سَبِّحُوا اسْمَ الرَّبِّ" (مز 1: 113). ونقول أيضاً: "قَدِّمُوا لِلرَّبِّ يَا أَبْنَاءَ اللهِ قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْداً وَعِزّاً. قَدِّمُوا لِلرَّبِّ مَجْدَ اسْمِهِ. اسْجُدُوا لِلرَّبِّ فِى زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ" (مز 1: 29-2). 5- والإنسان فى صلواته أيضاً يخاطب نفسه فيقول "بَارِكِى يَا نَفْسِى الرَّبَّ وَكُلُّ مَا فِى بَاطِنِى لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ. بَارِكِى يَا نَفْسِى الرَّبَّ وَلاَ تَنْسَىْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. الَّذِى يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. الَّذِى يَشْفِى كُلَّ أَمْرَاضِكِ. الَّذِى يَفْدِى مِنَ الْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ" (مز 1: 103-4). ونقول فى مزمور آخر "لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِى وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِىَّ؟ تَرَجَّىِ اللهَ لأَنِّى بَعْدُ أَحْمَدُهُ خَلاَصَ وَجْهِى وَإِلَهِى" (مز 5: 43). وفى قطع صلاة الليل، يخاطب المصلى نفسه ويقول (توبى يا نفسى مادمت فى الأرض ساكنه). 6- بل نحن فى صلواتنا نلتفت إلى الشياطين وكل قواتهم ونخاطبهم. فيقول المصلى "اُبْعُدُوا عَنِّى يَا جَمِيعَ فَاعِلِى الإِثْمِ لأَنَّ الرَّبَّ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ بُكَائِى. سَمِعَ الرَّبُّ تَضَرُّعِى. الرَّبُّ يَقْبَلُ صَلاَتِى. جَمِيعُ أَعْدَائِى يُخْزَوْنَ وَيَرْتَاعُونَ جِدّاً. يَعُودُونَ وَيُخْزَوْنَ بَغْتَةً" (مز 8: 6-10). فهل نحن نصلى لكل هؤلاء؟ هل نحن نصلى للملائكة وللطبيعة وللناس ولأنفسنا وللشياطين. حاشا. إنما نحن نخاطبهم أثناء صلاتنا. وهذا أمر مقبول، وتعليم كتابى. ومن روح المزامير التى قال عنها بولس الرسول "مَتَى اجْتَمَعْتُمْ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ لَهُ مَزْمُورٌ" (1كو 26: 14)، "فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ" (أف 19: 5)، "لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضاً، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِىَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِى قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ" (كو 16: 3). مادمنا نخاطب كل هؤلاء فى صلواتنا – حسب تعليم الوحى الإلهى، فليس خطأ إذن أن نخاطب أمنا العذراء أثناء الصلاة ولا تعتبر هذه المخاطبة صلاة.. 3- دوام بتولية العذراء موضوع دوام بتولية العذراء موضوع قديم جداً، تحدث عن آباء الكنيسة منذ القرنين الثانى والثالث للميلاد، وكذلك تحدث عنه آباء القرنين الرابع، والخامس. وقد سبق فى 1962 أن ترجمناً مقالاً للقديس ايرونيئوس (جيروم) St Jerome دافع فيه عن دوام بتولية العذراء ضد رجل يسمى هلفيديوس Helvidius سنة 383م. وكل الآراء التى يعتمد عليها البروتستانت حالياً لا تخرج عن آراء هلفيديوس هذا. ملخص أراء مهاجمى بتولية العذراء: 1- عبارة (ابنها البكر) (لو 7: 2، مت 25: 1) معتمدين أن البكر معناه الأول وسط أخوته. 2- عبارة (امرأتك) التى قيلت ليوسف عن العذراء (مت 20: 1). وكلمة امرأة عموماً أطلقت على العذراء (مت 24: 1). 3- عبارة "وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ.." (مت 25: 1) وكذلك "قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (مت 18: 1). 4- الآيات التى وردت فيها عبارة (اخوته) عن السيد المسيح مثل (مت 46: 12، يو 12: 2، مت 54: 13-56، مر 1: 6-6، أع 14: 1، غل 18: 1-19). 4- ابنها البكر الابن البكر، هو الابن المولود أولاً، حسب ترجمة هذه الكلمة بالإنجليزية First born والكتاب المقدس وأضح فى تعريف معنى البكر، إذا يقول الوحى الإلهى، قبل تأسيس الكهنوت الهارونى: "قَدِّسْ لِى كُلَّ بِكْرٍ، كُلَّ فَاتِحِ رَحِمٍ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ مِنَ النَّاسِ وَمِنَ الْبَهَائِمِ. إِنَّهُ لِى" (خر 2: 13). فكان كل فاتح رحم، يصير مقدساً للرب، مخصصاً للرب، سواء ولد بعده ابن آخر أو لم يولد. ولا ينتظر أبواه إن كان إنساناً أو مالكوه أن كان من البهائم حتي يولد له أخوه (يصير بهم بكراً) ثم يخصصونه للرب. إنما من مولده يصير قدساً للرب، لا لأنه كبير اخوته، إنما لأنه فاتح رحم. وهكذا يمكن جداً أن يكون الابن البكر هو الابن الوحيد. وهكذا كان السيد المسيح: هو الابن البكر، وهو الابن الوحيد وقد صدق القديس جيروم حينما قال: (كل ابن وحيد هو ابن بكر. ولكن ليس كل ابن بكر هو ابن وحيد. إن تعبير البكر لا يشير إلى شخص ولد بعده آخرون. ولكن إلى واحد ليس له من يسبقه).. ولذلك فإن بكر الحيوانات النجسة كان يقبل فداؤه، من ابن شهر (عد 17: 16-18). وبكر الحيوانات الطاهرة كان يقدم ذبيحة للرب. وما كانوا ينتظرون حتى يولد أبناء بعده. إنه بكر حتي لو لم يولد بعده لأنه فاتح رحم. ولكى يقدموا ذبيحة كما قيل فى ناموس الرب زوج يمام أو فرخى حمام (لو 22: 2-24). واضح أن السيد المسيح طبقت عليه شريعة البكر فى يوم الأربعين من مولده، وطبعاً لا علاقة هنا بين البكر وميلاد أخوة آخرين.. وهنا يسأل القديس جيروم: هل حينما ضرب أبكار المصريين، ضرب فقط الأبكار الذين لهم أخوة، أم كل فاتحى الرحم كان لهم أخوة أو لم يكن.. 5- عبارة امرأتك عبارة (امرأتك) تعنى زوجتك. وكانت تطلق على المرأة منذ خطوبتها. وفى تفسير قول الملاك ليوسف النجار "لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِى حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (مت 20: 1). يقول القديس يوحنا ذهبى الفم: (هنا يدعو الخطيبة زوجة، كما تعود الكتاب، أن يدعو المخطوبين أزواجاً حتي قبل الزواج. ويقول أيضاً ماذا تعنى عبارة (تأخذ إليك)؟). معناها أن تحفظها فى بيتك. كمن قد عهد بها إليك من الله وليس مكان أبويها. لأنه قد عهد بها إليك للزواج، وإنما لتعيش معك، كما عهد بها المسيح نفسه فيما بعد إلى تلميذه يوحنا (تفسير متى مقالة 11: 4). والقديس جيروم يقول أيضاً أن لقب (امرأة) أو زوجة كان يمنح أيضا للمخطوبات. ويستدل على ذلك بقول الكتاب "إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعاً مَعَ امْرَأَةٍ زَوْجَةِ بَعْلٍ يُقْتَلُ الاِثْنَانِ: الرَّجُلُ المُضْطَجِعُ مَعَ المَرْأَةِ وَالمَرْأَةُ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ إِسْرَائِيل. إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُلٍ فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِى المَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا فَأَخْرِجُوهُمَا كِليْهِمَا إِلى بَابِ تِلكَ المَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لمْ تَصْرُخْ فِى المَدِينَةِ وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَل امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ" (تث 23: 22-24، تث 7: 20).. وهنا استخدم الكتاب كلمة امرأة عن العذراء المخطوبة وكلمة امرأة تدل على الأنوثة وليس على الزواج. والواقع أن حواء سميت أولاً "تُدْعَى امْرَأَةً لأَنَّهَا مِنِ امْرِءٍ أُخِذَتْ" (تك 23: 2). وسميت "حَوَّاءَ لأَنَّهَا أُمُّ كُلِّ حَىٍّ" (تك 20: 3). فكلمة امرأة تدل على خلقها وأنوثتها. وكلمة حواء تدل على أمومتها. دليل أن كلمة امرأة بالنسبة إلى العذراء كانت تدل على خطوبتها ووليس زواجها، قول القديس لوقا الإنجيلى "فَصَعِدَ يُوسُفُ أَيْضاً مِنَ الْجَلِيلِ مِنْ مَدِينَةِ النَّاصِرَةِ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ إِلَى مَدِينَةِ دَاوُدَ الَّتِى تُدْعَى بَيْتَ لَحْمٍ لِكَوْنِهِ مِنْ بَيْتِ دَاوُدَ وَعَشِيرَتِهِ لِيُكْتَتَبَ مَعَ مَرْيَمَ امْرَأَتِهِ الْمَخْطُوبَةِ وَهِىَ حُبْلَى" (لو 4: 2-5). إذن عبارة "لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ" (مت 20: 1) معناها خطيبتك.. فمريم دعيت امرأة ليس لأنها فقدت بتوليتها، حاشا. فالكتاب يشهد أنه لم يعرفها. ولكن دعيت هكذا، لأن هذا هو التعبير المألوف عند اليهود، أن تدعى الخطيبة امرأة. بل الأنثى كانت تدعى امرأة. بدليل أن حواء عقب خلقها مباشرة دعيت امرأة، قبل الخطية والطرد من الجنة والإنجاب.. ونلاحظ أن الملاك لم يستخدم مع يوسف عبارة امرأتك بعد ميلاد المسيح، وإنما قال له "قُمْ وَخُذِ الصَّبِىَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ" (مت 13: 2). وفى عودته من مصر قال له "قُمْ وَخُذِ الصَّبِىَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِىِّ" (مت 20: 2).. وفعل يوسف هكذا فى السفر إلى مصر وفى الرجوع "فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِىَّ وَأُمَّهُ" (مت 21،14: 2). ولم يستخدم عبارة امرأته. عبارة امرأته استخدمت قبل الحمل وأثناءه لكى تحفظ مريم فلا يرجمها اليهود؛ إذ أنها قد حبلت وهى ليست امرأة لرجل. أما بعد ولادة المسيح، فلم يستخدم الوحى الإلهى هذه العبارة، لا بالنسبة إلى كلام الملاك مع يوسف، ولا بالنسبة إلى ما فعله يوسف. ولا بالنسبة إلى المجوس الذين "وَرَأَوُا الصَّبِىَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ" (مت 11: 2). ولا بالنسبة إلى الرعاة الذين "فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعاً فِى الْمِذْوَدِ" (لو 16: 2). 6- قبل أن يجتمعا هدف الإنجيلى هو إثبات أن المسيح قد حبل به من عذراء لم تعرف رجلاً لسببين: 1- لإثبات أن المولود، لم يولد ولادة طبيعية من أبوين كباقى الناس، إنما ولادته من عذراء دليل على لاهوته، إذ يكون قد ولد من الروح القدس. وهذا ما عبر عنه الملاك بقوله "يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ لأَنَّ الَّذِى حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (مت 20: 1). 2- لأن ولادته من عذراء من غير زرع بشر، تجعلنا نؤمن أنه لم يرث الخطية الجدية. وبهذا يكون قادراً على خلاصنا، لأنه إذ هو بلا خطية يمكن أن يموت عن الخطاة. لذلك كان تركيز الرسول هو على أن العذراء لم تجتمع برجل قبل ميلاد المسيح لإثبات ميلاده العذراوى، أما كونها بعد ميلاده لم تجتمع برجل فهذا أمر بديهى لا يحتاج إلى إثبات. 7- لم يعرفها حتى ... عبارة حتى، أو (إلى أن) Until تنسحب على ما قبلها، ولا تعنى عكسها فيما بعد. ومثال ذلك قول الكتاب عن ميكال ابنة شاول الملك "وَلَمْ يَكُنْ لِمِيكَالَ بِنْتِ شَاوُلَ وَلَدٌ إِلَى يَوْمِ مَوْتِهَا" (2صم 23: 6). وطبعاً بعد أن ماتت لم يكن لها ولد.. وقول السيد المسيح "وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ" (مت 20: 28). وطبعاً بعد إنقضاء الدهر سيظل معنا، وكذلك قول الرب للمسيح "اجْلِسْ عَنْ يَمِينِى حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئاً لِقَدَمَيْكَ" (مز 1: 110). وطبعاً بعد هذا سيظل عن يمينه.. والأمثلة من هذا النوع كثيراً جداً.. إذن كلمة حتى لا تعنى بالضرورة عكس ما بعدها. فيوسف لم يعرف مريم حتى ولدت ابنها البكر. ولا بعد أن ولدته عرفها أيضاً لأنه إن كان قد احتشم عن أن يمسها قبل ميلاد المسيح، فكم بالأولى بعد ولادته، وبعد أن رأى المعجزات والملائكة والمجوس وتحقق النبوءات وعلم يقيناً أنه مولود من الروح القدس، وأنه ابن العلى يدعى، وأنه القدوس وعمانوئيل والمخلص. وأنه هو الذى تحققت فيه نبوءة إشعياء النبى القائل "هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْناً وَتَدْعُو اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ" (إش 14: 7). وأيضاً "لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً، مُشِيراً، إِلَهاً قَدِيراً، أَباً أَبَدِيّاً، رَئِيسَ السَّلاَمِ. لِنُمُوِّ رِيَاسَتِهِ وَلِلسَّلاَمِ لاَ نِهَايَةَ عَلَى كُرْسِىِّ دَاوُدَ وَعَلَى مَمْلَكَتِهِ لِيُثَبِّتَهَا وَيَعْضُدَهَا بِالْحَقِّ وَالْبِرِّ مِنَ الآنَ إِلَى الأَبَدِ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هَذَا" (إش 6: 9-7). ولعل هذا الجزء الأخير هو الذى اقتبسه الملاك فى بشارته للعذراء "وَهَا أَنْتِ سَتَحْبَلِينَ وَتَلِدِينَ ابْناً وَتُسَمِّينَهُ يَسُوعَ. هَذَا يَكُونُ عَظِيماً، وَابْنَ الْعَلِىِّ يُدْعَى وَيُعْطِيهِ الرَّبُّ الإِلَهُ كُرْسِىَّ دَاوُدَ أَبِيهِ" (لو 31: 1-33). 8- عبارة "أخوته" عبارة أخ فى التعبير اليهودى قد تدل على القرابة الشديدة كما تدل على الأخ ابن الأب أو الأم أو كليهما. والأمثلة على ذلك كثيرة منها: 1- ما قيل عن أخوة بين يعقوب وخاله لابان: يقول الكتاب عن مقابلة يعقوب وراحيل فكان لما أبصر يعقوب راحيل بنت لابان خاله وغنم لابان خاله، أن يعقوب تقدم ودحرج الحجر عن فم البئر. وسقى غنم لابان خاله. وقبل يعقوب راحيل ورفع صوته وبكى. واخبر يعقوب راحيل أنه أخو أبيها (تك 10: 29-12). مع أن أباها هو خاله، وقد تكررت عبارة خاله فى هذا النص مرات كثيرة. وهنا استعملت كلمة أخ للدلالة على القرابة الشديدة. وبنفس الأسلوب تكلم لابان مع يعقوب لما سأله عن أجرته، إذ قال له "أَلأَنَّكَ أَخِى تَخْدِمُنِى مَجَّاناً؟ أَخْبِرْنِى مَا أُجْرَتُكَ" (تك 15: 29) وهكذا قال لابان عن يعقوب أنه أخوه مع أنه أبن أخته. 2- مثال آبرام ولوط: كان لوط ابن أخى آبرام "وَأَخَذَ تَارَحُ أَبْرَامَ ابْنَهُ وَلُوطاً بْنَ هَارَانَ ابْنَ ابْنِهِ وَسَارَاىَ كَنَّتَهُ امْرَأَةَ أَبْرَامَ ابْنِهِ فَخَرَجُوا مَعاً مِنْ أُورِ الْكِلْدَانِيِّينَ لِيَذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ كَنْعَانَ. فَأَتُوا إِلَى حَارَانَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ" (تك 31: 11). ومع ذلك يقول الكتاب عن سبى لوط مع أهل سدوم "فَلَمَّا سَمِعَ أَبْرَامُ أَنَّ أَخَاهُ سُبِىَ جَرَّ غِلْمَانَهُ الْمُتَمَرِّنِينَ" (تك 14: 14). فاعتبر أن لوطاً أخوه مع أنه ابن أخيه. ولكنها القرابة الشديدة. وبنفس الأسلوب قيل (أخوة يسوع) عن أولاد خالته كما سنبين الآن من هم أخوة الرب: "وَلَمَّا جَاءَ إِلَى وَطَنِهِ كَانَ يُعَلِّمُهُمْ فِى مَجْمَعِهِمْ حَتَّى بُهِتُوا وَقَالُوا: مِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ الْحِكْمَةُ وَالْقُوَّاتُ؟ أَلَيْسَ هَذَا ابْنَ النَّجَّارِ؟ أَلَيْسَتْ أُمُّهُ تُدْعَى مَرْيَمَ وَإِخْوَتُهُ يَعْقُوبَ وَيُوسِى وَسِمْعَانَ وَيَهُوذَا؟ أَوَلَيْسَتْ أَخَوَاتُهُ جَمِيعُهُنَّ عِنْدَنَا؟ فَمِنْ أَيْنَ لِهَذَا هَذِهِ كُلُّهَا؟" (مت 54: 13-56، مر 1: 6-3). والقديس بولس الرسول يذكر أنه رأى "يَعْقُوبَ أَخَا الرَّبِّ" (غل 19: 1). ويعقوب هذا يسمونه يعقوب الصغير (مر 40: 15). لتمييزه عن يعقوب بن زبدى ويدعى أيضاً يعقوب ابن حلفى (مت 3: 10) وكان من الرسل كما ورد فى (غل 19: 1). والقديس متى الرسول يذكر أنه عند صليب الرب "وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِى وَأُمُّ ابْنَىْ زَبْدِى" (مت 55: 27-56). فمن هى مريم أم يعقوب ويوسى هذه؟ هل هى مريم العذراء؟ وهل يعقل أن العذراء أنجبت كل هذه المجموعة الكبيرة من الأبناء؟! أنها مريم زوجة حلفى أو كلوبا، التى قال عنها يوحنا الرسول "وَكَانَتْ وَاقِفَاتٍ عِنْدَ صَلِيبِ يَسُوعَ أُمُّهُ وَأُخْتُ أُمِّهِ مَرْيَمُ زَوْجَةُ كِلُوبَا وَمَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ" (يو 25: 19، قارن مع مت 55: 27-56). مريم أم يعقوب ويوسى كانت مع مريم المجدلية عند صليب المسيح (مت 55: 27-56). وهما نفسهما: مريم المجدلية ومريم أم يعقوب ويوسى كانتا واقفتين وقت الدفن "وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يُوسِى تَنْظُرَانِ أَيْنَ وُضِعَ" (مر 47: 15) وهما أيضاً أحضرتا حنوطاً "وَبَعْدَمَا مَضَى السَّبْتُ اشْتَرَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَسَالُومَةُ حَنُوطاً لِيَأْتِينَ وَيَدْهَنَّهُ" (مر 1: 16). وهما أيضاً كانتا واقفتين عند الصليب مع مريم أمه وهما اللتان قصدهما يوحنا الإنجيلى بقوله (وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا، ومريم زوجة كلوبا، ومريم المجدلية. إذن اخوة الرب يسوع هم أولاد خالته مريم زوجة كلوبا أو حلفى أم يعقوب ويوسى وباقى الأخوة. أما عن الخلاف بين أسم حلفى وأسم كلوبا، فإما أن يكون خلافاً فى النطق أو كما قال القديس جيروم: من عادة الكتاب أن يحمل الشخص الواحد أكثر من أسم فرعوئيل حمو موسى (خر 18: 2). يدعى أيضاً يثرون (خر 18: 4). وجدعون يدعى يربعل (قض 32: 6). وبطرس دعى أيضاً سمعان وصفا، ويهوذا الغيور دعى تداوس (مت 3: 10). واضح إذن أم مريم أم يعقوب ويوسى ليست هى مريم العذراء ولم يحدث مطلقاً أن الكتاب دعاها بهذا الأسم. ملاحظات: 1- من غير المعقول أن يكون لمريم أم المسيح كل هؤلاء الأبناء ويعهد بها الرب على الصليب إلى يوحنا تلميذه. لاشك أن أولادها كانوا أولى بها لو كان لها أولاد.. 2- نلاحظ فى أسفار يوسف ومريم فى الذهاب إلى مصر والرجوع منها، لم يذكر اسم أى ابن لمريم غير (يسوع) (مت 21،20،14: 2). وكذلك فى الرحلة إلى أورشليم وعمره 12 سنة (لو 43: 2). 3- وليس صحيحاً ما يقول البعض أن (أخوة يسوع) هو أبناء ليوسف من امرأة أخرى ترمل بموتها. فالكتاب يذكر أن مريم أم يعقوب ويوسى كانت حاضرة صلب المسيح ودفنه كما ذكرنا (مر 47: 15). 4- وهناك نص كتابى واضح فى نبوءة حزقيال يؤيد دوام بتولية العذراء. لقد رأى حزقيال النبى باباً مغلقاً فى المشرق. وقيل له "هَذَا الْبَابُ يَكُونُ مُغْلَقاً, لاَ يُفْتَحُ وَلاَ يَدْخُلُ مِنْهُ إِنْسَانٌ، لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ دَخَلَ مِنْهُ فَيَكُونُ مُغْلَقاً" (حز 2: 44). إنه رحم العذراء الذى دخل منه الرب، فظل مغلقاً لم يدخله ابن آخر لها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
إكرام أم النور ودوام بتوليتها |
ارتبطت قداسة العذراء بدوام بتوليتها |
هل العذراء نذرت بتوليتها؟! |
إكرام العذراء ودوام بتوليتها |
العذراء ودوام بتوليتها |