|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله. هذا كان في البدء عند الله ( يو 1: 1 ،2) ليس هذا بدءاً يرتبط «بكتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود ابن إبراهيم» ( أع 1: 1 ) أي الملك حسب المواعيد. ولا هو «بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله» (مر 1: 1) إذ ليس الموضوع هنا خدمته. كما أنه ليس كما يكتب لوقا «عن جميع ما ابتدأ يسوع يفعله ويعلِّم به» (أع1: 1). أي السجل الأدبي للإنسان الكامل الذي يعلِّم بما كان يفعله أولاً .. كلا. إنما هنا «في البدء كان الكلمة». إنه البدء الذي يرتبط بما هو الله، إنه لا محدودية الأزل الذي لا بدء فيه. «الكلمة» هو المعبِّر والتعبير. إنه المعبِّر (شخصياً)، والتعبير (موضوعياً) عمن هو الله. عندما أتكلم، أعبِّر عن نفسي، أعلن نفسي في كلامي، أصوغ فكري في كلام يفهمه غيري. هكذا ابن الله هو الله مُعَبَّراً عنه في شخصه الأزلي الأبدي. وبمعنى آخر: إن الله في ذاته وطبيعته المُطلقة «ساكناً في نور لا يُدنى منه. الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه» ( 1تي 6: 16 ). فالله هكذا لا يُدرك من غيره، ولن يُدرك إلى الأبد. ولكنه كالكلمة يُعلَن، ويُدرَك، وكالكلمة يعبِّر عن ذاته. «والكلمة كان عند الله» له كيانه واعتباره الشخصي دون الاستقلال عن الآب والروح القدس في اللاهوت. «وكان الكلمة الله» وليس إلهاً كما يدَّعي البعض. كما أنه لا يقول «وكان الكلمة هو الله» كما لو كان الكلمة فقط دون غيره من الأقانيم هو الله، بل «وكان الكلمة (وبالارتباط مع الآب والروح القدس) الله». «هذا كان في البدء عند الله». ولفظة «هذا» تفيد التأكيد، ومعناها «هذا هو الذي كان في البدء عند الله» ـ وما سبق عنه من كلام يختص به تماماً من الأزل وإلى الأبد، فهو لم يأخذ أو يكتسب هذه الخاصيات في وقت ما في الأزل أو في الزمان، لكنه «كان» هكذا وسيظل هكذا. هو لم يبتدئ أن يكون قط. والذي كان هو «كائن»، هذا (الذي هو كائن هكذا) كان (هكذا) في البدء عند الله. فما أدق وأجمل وأروع الإعلان الإلهي! إنه يحمل طابع الله في ذاته ولا يحتاج لبرهان من أحد. أنت قبلَ الخلقِ كنتَ مجدُكَ قبلَ الدُهورْ قبل أن يكون غمرٌ أو يضيء الكونَ نورْ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|