رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله لا يجرب بالشرور
نعم هذه حقيقة مؤكدة إذ أن كل ما يصنعه الله أو يسمح بحدوثة خلال رحلتنا الأرضية كله خير وهنا لابد لنا أن نفرق بين التجربة والعقوبة فالتجربة هي ما يحدث لنا بسماح أو بأمر مباشر من الله قاصدا به أهدافا خيرة لحياتنا وأبديتنا كأن يصاب أحد بمرض السرطان أو فيرس دموي نتيجة لتبرعه بالدم أو أن يفقد ثروته نتيجة زلزال أو عاصفة أو سيل يتلف زراعاته أو مشروعاته أما العقوبة فهي ما يحدث كتوابع لأخطائنا الشخصية كمن يصاب بمرض نتيجة تهاونه في حفظ صحته أو الإدمان أو التدخين أو الممارسات الجنسية الخاطئه أو أن يفقد أحدنا ثروته نتيجة المقامرات أو المشروعات غير المحسوبة وهنا حديثنا عن التجربة وليس عن العقوبة التجربة ليست هدف في حد ذاتها لكنها دوما وسيلة مثلما جرب الله أبينا إبراهيم في طلب تقديم إسحق كذبيحة كانت وسيلة لإختبار إيمانه وقد تكون التجربة أو سلسلة منها وسيلة لإعداد الشخص لمهمة يريده الله أن يقوم بها مثلما فعل مع يوسف الله ( له كل المجد ) دوما يعدنا تدريجيا للتجربة مثلما في حياة أبينا إبراهيم نجده قد أعد أبينا إبراهيم لتقبلها والنجاح فيها إعدادا جيدا فها هو قد تعمد تأخير وصول إسحق الأبن حتي ما إذا وصل يكون إبراهيم قد تأكد تماما أن الله هو مالك إسحق بعد أن إنقطع أن يكون لسارة كعادة النساء وشاخت عرفنا إبراهيم أول ما عرفناه حين إستجاب لطلب الله منه أن يترك عشيرته وبيته وإستقراره بدون أي سؤال أو معلومة عن وجهته ومصيره ننبهر نحن بهذا السلوك التسليمي ومع كل هذا التسليم إلا أن الله الفاحص القلوب والمختبر الكلي يري أن ايمان إبراهيم لم يكتمل بعد إذ أننا نفاجأ خلال رحلة أبينا إبراهيم مع الله يتحرك من نفسه مرتين الأولي تجاه مصر والثانية تجاه جرار وفي كلا المرتين يخطئ ويكذب في كون ساره إمرأته ويعلن نصف يقة وهي أنها أخته في الخطأين ينجي الله إبراهيم من سوء حساباته لكنه لا يتركه بدون توبيخ علي لسان فرعون وأبيمالك ويستخدم الحدثين ليعطي ابراهيم دروسا كما نري الله يرسل جوعا في الأرض ويسمح بخلاف بين رعاة إبراهيم ورعاة لوط ويترك لوطا يختار الأرض الخصبة ويتعرض للمشاكل مرتين ويتدخل ابراهيم لإنقاذ لوط معلنا عن طيبة قلبه وتفضيله للآخر عن نفسه ونري ابراهيم يخطئ ويستجيب للضغوط البشرية ( سارة ) لينجب اسماعيل من هاجر ظانا أنه بتصرفه هذا يحقق مشيئة الله ويعود الله فيؤكد له أن إبن الموعد من سارة في كل هذا كان الله يعد إبراهيم للتجربة الكبرى والإمتحان الأعظم لم يكن الله أبدا ليطلب من إبراهيم تقديم إسحق كمحرقة لو لم يكن قد أعده لهذه اللحظة هكذا أيضا في حياة يوسف تعالوا نتسائل هل كان يوسف الإبن المدلل ليعقوب صاحب القميص الملون يصلح لإنقاذ الأرض من الجوع العظيم ؟ هل درجة حكمة يوسف وقتها وبساطته إلي درجة عدم تقدير الموقف والتي دفعته لأن يقص أحلامه علي إخوته وأن يتباهي أمامهم بالقميص الملون تقول أننا أمام شخص يستخدمه الله ليكون قائدا للشعب ورمزا له فيما بعد ؟ قطعا إجابة السؤالين بلا لهذا نجد الله يعرض يوسف لأحداث تبدو من وجهة نظرنا في منتهي القسوة والظلم من البشر وقمة التخلي من الله حتي في السجن لم يسمح الله بالإفراج عن يوسف بسرعة لكن ترك الساقي ينساه إلي تمام الوقت و حين تأكد الله من تمام نضج شخصية أبينا يوسف أرسل وبطريقة عجيبة حلما لفرعون لا يعرف له تفسيرا إلا ذاك السجين العبراني لتتوالى الأحداث ويتقدم يوسف ليقوم بالمهمة ال التي أعده الله لها جيدا والتي لولا إعداد الله ماكان نجح فيها إطلاقا .................. إسمح لي يارب أن أشكرك علي التجارب أعطني يارب الثقة الكاملة أنها من يدك وفي يدك أعطني إحتمال إذ أنا ضعيف وسريع الإنهيار ليتبارك إسمك في كل حين |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
الله لا يجرب بالشرور الله مصدر كل عطية صالحة |
الله لا يجّرب احداً بالشرور |
الله لا يجرب احداً بالشرور مطلقاًا |
الله غير مجرب بالشرور |
الله غير مجرب بالشرور |