منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 01 - 2013, 01:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

الأنبا موسى: أحذر الإسلاميين من «غضبة الأقباط» إذا حاولوا الانفراد بالحكم.. وأصواتنا للتيار المدنى فى الانتخابات البرلمانية

أسقف الشباب لـ«الوطن»: لا نعقد الصفقات ولا نقبل التهديدات.. والكنيسة ليست فى خطر

الأنبا موسى: أحذر الإسلاميين من «غضبة الأقباط» إذا حاولوا الانفراد بالحكم
الأنبا موسى


حين تذكر دبلوماسية الكنيسة، يُذكر اسم «الأنبا موسى»، أو إميل عزيز جرجس، المولود فى نوفمبر 1938، والذى تخرج فى كلية الطب عام 1960، وسلك بعدها السمت الكنسى ليُرسم أسقفاً فى 1978، ثم أسقفاً عاماً للشباب عام 1980، رجل الكنيسة المحبوب من الأقباط والمسلمين، لما هو مشهور عنه من بشاشة وجهة، ومحبته التى يوزعها على الجميع، حب الأقباط له جعله يحظى بأكبر عدد تزكيات لترشيحة لكرسى البابوية خلفاً للبابا الراحل شنودة الثالث، إلا أن حبه للكنيسة وتفضيله لمصلحة الأقباط عن مصلحته الشخصية، جعلته يرفض الترشح للمنصب.
لم تمنعه دبلوماسيته من أن يقول للرئيس السابق محمد حسنى مبارك، أثناء الثورة: «أنت فاسد ومستبد»، ليكون من أوائل رجال الكنيسة الذين بشّروا بالمستقبل المشرق بعد الثورة، ولم تمنعه دبلوماسيته من مصارحة الرئيس محمد مرسى، بأن الأقباط لم يختاروه رئيساً، ولكنهم يأملون أن يحل مشكلاتهم.
التقت «الوطن» الأنبا موسى، مع احتفالات الأقباط بعيد الميلاد المجيد فى ظل وضع سياسى ملتبس وضبابى، لتستشف معه طريق الكنيسة وتفكير الأقباط الأيام المقبلة، وأسرار الأيام الماضية.. وإلى نص الحوار.
* فى البداية، إلى أين تتجه مصر؟
- مصر فى يد الله، وهى مذكورة فى القرآن، والإنجيل والتوراة، ولدينا وعد منذ 800 عام قبل الميلاد، ومذكور فى «الإنجيل»: «مبارك شعبى مصر»، فهناك بركة خاصة لهذا الشعب ولذلك البلد.
* لدى الكنيسة مشكلاتها الخاصة، لماذا لا تتخذون طريق المكاشفة فى عرضها مع الدولة بدلاً من الطريقة الدبلوماسية فى التعامل؟
- من قال إننا لا نكاشف الدولة والنظام بمشكلاتنا؟، حين سألونا عن سبب غضبنا الفترة الماضية، قلنا بصراحة إنه كانت لدينا تخوفات من المادة الثانية فى الدستور، جرى التراضى عليها بأن تكون «مبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع»، لأننا نعرف أن الشريعة ومبادئها وسماحة الإسلام، تسير على خُطى المدنية، ووسطية الأزهر الشريف لا تُعطينا أى قلق منها، ولكن نص المادة «219» بالدستور هو ما أقلقنا، لأنها فسّرت مبادئ الشريعة بتفسير مخالف للمحكمة الدستورية، التى قالت عنها إنها الأمور قطعية الدلالة والثبوت، ووسّعت المادة التفسير وحولته من تفسير الشريعة إلى الفقه، والفقه متغير وعام، ومنه الفقه الوهابى، سبب القلق، ولكن ما يطمئن الأقباط والكنيسة هو الرصيد التاريخى لجناحى الأمة، والأغلبية الإسلامية الحاضنة للأقباط على مدار التاريخ.
* هل لك أن تكشف لنا عن المرشحين السابقين لرئاسة الجمهورية الذين أتوا للكنيسة وطلبوا دعمها وقدّموا لها الوعود؟
- أنا أعرف حمدين صباحى، قبل ترشحه للرئاسة، وزارنى أثناء الانتخابات، ليس بسببها، وخالد على، لم أره إلا مرة واحدة فقط، ولم يحدث أن زار أحد المرشحين السابقين الكنيسة وطلب دعمها فى الانتخابات، لأن الكنيسة أعلنت منذ اليوم الأول للانتخابات الرئاسية، أنها ليست معنية بتلك اللعبة، وأن للأقباط حرية الاختيار، والآن لا توجد سيطرة للكنيسة على الأقباط، لأن الشعب القبطى الآن شعر بالحرية والمواطنة عقب الثورة، وأصبحوا يعبرون عن آرائهم، ومنهم من يتشدد لرأيه، لكن المعروف أن الأقباط يعطون أصواتهم للمرشحين المدنيين، وأن أصواتهم توزعت على المرشحين المدنيين فى الانتخابات الرئاسية.
الأنبا موسى: أحذر الإسلاميين من «غضبة الأقباط» إذا حاولوا الانفراد بالحكم
الأنبا موسى في حواره مع "الوطن"


* هذا يعنى أن الأقباط لم يختاروا الدكتور مرسى، رئيساً؟
- استشفينا خلال لقائنا مع الرئيس مرسى، الفترة الماضية، أن روحه طيبة جداً، وقُلت له إن قلبك طيب، فقال: «أنا شرقاوى». وطبعاً، لم يختره الأقباط رئيساً، وأنا قلت له ذلك، أثناء ذهاب وفد الكنيسة برئاسة الأنبا باخوميوس، قائمقام البابا السابق، لتهنئته بفوزه، فقلت: «الأقباط لم يختاروك لأنهم يخافون الإسلاميين، وإننا أتينا لتهنئتك لأننا نحترم الصندوق، ولأنك ستكون رئيساً لكل المصريين، وستُعطى الأقباط حقوقهم حتى لو حدثت فيها مشكلات».
* كنتَ عضواً فى لجنة صياغة بيان انسحاب الكنيسة من الجمعية التأسيسية، ما كواليس هذا القرار؟
- لا توجد كواليس فى الكنيسة، فالأمر معلَن للجميع، وما حدث أن البابا تواضروس الثانى، لم يكن قد جرى تنصيبه رسمياً، وكان الأنبا باخوميوس، هو قائمقام البابا، وعمل لقاء لقيادات قبطية داخل الكنيسة بخصوص «التأسيسية»، فى ظل تجميد القوى المدنية عضويتها فى الجمعية، وتخوّفت الكنيسة من المادة «219» بالدستور الخاصة بتفسير مبادئ الشريعة، والمادة «4» الخاصة بالأزهر الشريف والتخوُّف من سيطرة المتشددين عليه مستقبلاً، وفى الاجتماع جرى طرح 3 قرارات للتصويت، بين التجميد والانسحاب والاستمرار، وجرى تصويت أغلبية الحضور على الانسحاب، ولكن حين جرى طرح الحوار الوطنى على الدستور مرة أخرى، فى ظل رفض التيار المدنى له، رحّبت الكنيسة به وأرسلت ممثلين عنها، شرط أن يكون الحوار به المكاشفة المطلوبة، وعبّرنا عن اعتراضاتنا خلال جلساته على مواد الدستور التى نرفضها، ونأمل أن يصل الحوار إلى نتيجة مُرضية، وإذا لم يحدث، سنطرح اعتراضاتنا على البرلمان المقبل.
* تحدث الأنبا بولا، ممثل الكنيسة السابق بـ«التأسيسية»، قبل انسحابها، عن تعرُّضه لضغوط قبطية للانسحاب، فهل تعرَّضت الكنيسة لضغوط للعودة مرة أخرى؟
- لم يحدث أن تعرضت الكنيسة لأى ضغوط، لأنها لن تقبل أى ضغوط فى قرار هى لا تريده، ولكن وجدنا بعد انسحابنا أن الحوار أفضل من المقاطعة لحل أزمة الدستور، فضلاً عن إمكانية إحالة المواد المعترض عليها إلى البرلمان المقبل لتعديلها، والمقاطعة لن تحل تلك الأمور.
* هل تثق الكنيسة فى وعود «الرئاسة» بأنها ستعدِّل المواد الخلافية بالدستور الجديد؟
- الرئيس لديه انفتاح، وجرى الحوار على أساس دراسة المواد المختلَف عليها، وهذا شعور طيب.
* كيف ترى رفض الكنيسة مادة مراقبة الدولة على الأوقاف القبطية، فى حين أنها تطالب بمراقبة أموال الجيش؟
- أنا لم أقرأ مذكرة الكنيسة بشأن المواد المختلَف عليها، قبل تقديمها إلى «الرئاسة»، ولا توجد لدىّ معلومات دقيقة بشأنها، وحين علمت بها، وجدتُ أنها ليست كنسيّة الطبع، لأنها حوت مواد مدنية، وكان من الأولى التحدُّث عن مواد الكنيسة فقط، والأوقاف القبطية هيئة صادرة بقرار جمهورى، وهى مراقَبة من الدولة بالفعل.
* وما رأيك فى المطالب المتعددة للتيار الإسلامى بالرقابة على أموال الكنيسة، وأن لها تمويلات وتبرعات من الخارج؟
- مَن يعطنى مليماً يأتى ليراقبنى، والدولة لا تمنحنا شيئاً، فما دخلهم بالكنائس وعطايا الأقباط؟ الأقباط هم من يراقبون أموالهم التى تبرعوا بها، ورأوا أنها ذهبت إلى فقراء الأقباط والمسلمين فى القرى، وبناء الكنائس، وأنشطة الأعياد والجمعيات القبطية الخيرية، مثل التبرعات الأخيرة مثلاً لأسر أطفال أسيوط شهداء القطار.
* ألم يندم الأقباط على تأييدهم للثورة بعد صعود الإسلاميين للحكم؟
- لم نندم، ولكن سيكون تأييدنا الكامل للثورة حين تتحقق المواطنة، واليوم التيار الإسلامى متفهم، ويريد تحقيق المواطنة، ولكن إذا حاول الانفراد بالحكم سنكون غاضبين بوضوح، وأعتقد أن المحبة بين المصريين ستُحدث التفاعل والتوافق بينهم.
* مشهور بدبلوماسيتك، ولكن حين وصل الأمر إلى الشباب القبطى الأرثوذكسى، هاجمت الكنائس الأخرى واتهمتها بمحاولة اختطاف أبنائكم؟
- لم أهاجم الكنائس، وما حدث أنهم أمسكوا كلمة قلتها، ونحن نشجع العمل المسكونى بين الشباب القبطى، ولكن حين يذهب شبابنا لسماع أحاديث فى كنائس أخرى مثل «الإنجيلية»، يجده حديثاً مختلفاً وتعاليم مختلفة، ولكن نريد أن نروِّج بين الكنائس الأمور العقائدية المتفَق عليها بيننا لا المختلفين عليها.
أسقف الشباب: الكنيسة رفضت الحوار مع الإخوان فى عهد «مبارك».. والأقباط لم يختاروا «مرسى».. ومرشحو الرئاسة السابقون لم يطلبوا دعمنا
* وماذا عن موضوع اختطاف «الفتيات القبطيات وأسلمتهن»؟
- لنفرق بين نوعين، بين فتاة راشد ومدركة وتختار الإسلام عن اقتناع، وبين قاصر لا يقبل الإسلام دخولها فيه، والأزمة تحدث فى أسلمة الفتيات القاصرات، ومن حقنا النُّصح الدينى للراشدات، وطالبنا الدولة أكثر من مرة، بتفعيل جلسات النصح والإرشاد، لأنه أحياناً تكون الفتاة قد دخلت الإسلام ليس عن اعتقاد واقتناع، ولكن حلاً لأزمة الزواج، والكل يرى كمّ المشكلات التى تحدث من دخول القبطيات الإسلام وخروجهن منه مرة أخرى، والجلسات التى ندعو إليها ستجعل من يريد أن يدخل الإسلام، يدخله عن اقتناع لا بسبب مشكلات أسرية، ونحن لم تمر علينا فترة من خروجنا من الفترة الانتقالية بالبلاد، والأمور غير مستقرة حالياً، لذا تتجاهل الدولة طلبنا، لأن موعدها لم يأتِ بعد.
* وما رأيكم فيما أعلنته ما تسمى بـ«جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر»، عن أنها ستدعو إلى الإسلام أمام الكنائس، وستُجبر القبطيات على ارتداء الحجاب؟
- هذا ليس أول التصريحات، وسبقته تصريحات شديدة من الشيخ ياسر برهامى، وتراجع عنها، وقال إن السبب فيها، هم مَن حوله وإنه يحب الأقباط، وتعانق مع الأنبا بولا فى «التأسيسية»، وما صرحت به تلك الجماعة لاقى معارضة المسلمين قبل المسيحيين، وقالوا له: «ادع إلى إسلامك فى المساجد لا أمام أبواب الكنائس»، ولن نفعل شيئاً مع تلك الجماعة، كما لن يوجد من يفرض الحجاب على القبطيات، لأن هناك ديناً سمحاً اسمه الإسلام، وحجمه ضخم جداً، ومن يردد تلك الأقوال أقلية ضئيلة جداً.
* هل تتمسك بمقولتك «إن الإسلام حرّر مصر»، بعد الزوبعة التى أثارتها؟
- أقصد أنه حررها من الاستعمار الرومانى، وتلك حقيقة تاريخية، وكان بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية مُبعداً فى المدافن، وهو البابا بنيامين، وأرجعه عمرو بن العاص، مرة أخرى إبان الفتح الإسلامى لمصر.
* بشّرت فى كتاباتك أثناء الثورة بالمستقبل المشرق للمصريين، هل تحققت بشارتك؟
- أعتقد أن الأغلبية تميل إلى التوافق الوطنى، والتيار الإسلامى يريده، والمعارضة هى التى تريد وضع شروط الحوار، عن آلياته وطريقة تنفيذ ما سيثمر عنه، وهو أمر ليس سيئاً وسيقبله الإسلاميون، لأنى أعلم عن طبيعة الإسلام فى مصر أنه وسطى وحوارى وتفاعلى وتوافقى.
* ماذا كنت تقصد حين طالبت التيار السلفى بمراجعة أفكاره؟
- لم أقصد السلفيين على عمومهم، ولكن بعضهم، الذين يتصورون أن التشدُّد هو الصحيح، لكن الإسلاميين الحقيقيين يردون عليهم بأن الإسلام وسطى وسمح، وليست هناك مشكلة من السلفيين المتشددين، ولا أرى خطراً منهم، لأن جوهرهم الأصلى، الوسطية، «وعلينا أن ناخدهم بالراحة»، ونحن لا نمنع اللقاء أو الحوار مع أحد.
* كيف ترى وضع الأقباط بين عهدى «مبارك ومرسى»؟
- من الناحية القبطية لم تتغير كثيراً خلال العهدين، ومن الناحية المعيشية والاقتصادية، نحن نعيش أزمة تدهوُر اقتصادى بسبب نزيف الدولار، فالوضع الاقتصادى قبل الثورة كان مستقراً نوعاً ما، وتدهور بعد الثورة، نتيجة للأحداث. الوضع الاقتصادى خطر الآن، فالاستثمارات وتحويلات المصريين تخاف من الدخول فى السوق المصرية، والسياحة توقفت، كل تلك الأشياء ليس لأحد ذنب فيها، ولكن التغيير الذى حدث فى الدولة هو ما سبّب المخاوف الاقتصادية عند المستثمر والسائح، فالصورة المترسخة لديهم أنه سيجرى سحل المصريين فى الشوارع، لكن للأسف لا يصدقون.
* قلتَ إن الوضع القبطى كما هو منذ عهد مبارك؟
- لا، أعتقد أنه تحسن بعض الشىء عن عهد «مبارك»، فعندنا حرية رأى وتعبير أقوى، وهناك شباب يخرجون ليصرخوا بمطالبهم، ولكنه ليس أفضل حالاً، فأيام «مبارك» كانت لا توجد حركة إطلاقاً، أما الآن فنجد الحراك السياسى.
لا نخشى التنكيل.. وانسحبنا من «التأسيسية» بسبب المادتين «219» و«4» بالدستور.. وقبلنا الحوار الوطنى لأن المقاطعة لا تحل الأزمات
* لماذا لا تتخذ الكنيسة موقف المواجهة مع النظام بمشكلات الأقباط؟
- لا أنكر أن هناك إنجازات لمبارك وتحدثنا عنها، ومشكلات الأقباط لم تتغير منذ عهده، «نفس الكلام هو هو»، ولكن نقول إن هناك فرصة للتحسُّن، بسبب الحراك السياسى، نحن نطالب بحقوق الأقباط، ولكن همّنا أن نتكاتف ونتفاعل لتعافى الدولة وإبعاد المطالب الفئوية حالياً لحين الاستقرار الحقيقى، ثم نعلن عن مطالبنا.
* هل تخشى الكنيسة إذا دخلت فى مواجهة مع النظام، التنكيل بها وبالأقباط؟
- لا نخشى التنكيل بالكنيسة أو الأقباط، لأن التنكيل ليس من طبيعة المصريين، ولم نر مصرياً ينكِّل بالأقباط، وما يحدث أقلية متطرفة تأتى بأشياء مستورَدة ولا تمتلك الروح المصرية.
* آخرون يفسرون تناقض مواقف الكنيسة من الأنظمة بعقد الصفقات أو تلقى التهديدات؟
- أين تلك الصفقات؟ ليُظهر لنا أحدٌ تفاصيل صفقة عقدتها الكنيسة مع أى نظام، ليظهر ماذا أعطينا له وماذا أخذنا منه؟ الكنيسة لا تعقد صفقات، ولا يستطيع أحد تهديدها، ولم تتلق الكنيسة تهديداً واحداً، سواء من النظام السابق أو الحالى، فالنظام الذى يُهدد الكنيسة يكون نظاماً غبياً، ما بين الكنيسة والنظام هو تفاعُل لا صفقة، تفاعل يحفظ السلام.
* وما قولك فى الكهنة الذين يقودون المظاهرات، والقوائم التى جرى إعدادها بأسماء المرشحين فى البرلمان المنحل، وطالبتْ الكنيسة الأقباط بدعمهم؟
- الكنيسة لا تعمل بالسياسة، ولكن لها مواقف إنسانية ووطنية، وكم كاهناً رأيتم فى المظاهرات؟ وبخصوص القائمة التى أعدتها الكنيسة، أنا كنت حاضراً، وكانت ترد إلينا الأسماء المرشّحة للبرلمان المنحل، المؤيِّدة لمدنية الدولة من لجان المواطنة فى الكنائس التى تحتك بالمواطنين الأقباط والمسلمين، ويجرى التوافق بينهم، ونحن كأقباط أعطينا أصواتنا لها، وجاءت لنا توصية من لجان المواطنة المحكتة بهم، وجرى اختيار المرشح مدنى التوجه بديلاً عن المرشح المتشدد دينياً.
* ألا ترى أن الشباب القبطى الثائر فى الميادين المصرية الآن، هو ثمرة جهدك فى أسقفية الشباب بالكنيسة منذ 1980؟
- نحن طيلة عمرنا نربى أبناءنا على هذا، ونشجع شبابنا على الخروج للشارع السياسى والمشاركة السياسية فى الأحزاب والنقابات، ونطالبهم بالخروج من أسوار الكنيسة إلى الشارع، وهذا منهج نسير عليه، وهو منهج المواطنة، ونحذِّرهم من الانعزال والطائفية، وكنت أردد عليهم دائماً «إذا انحسرنا انحصرنا».
* طالب البابا تواضروس الثانى بإعادة تطوير العمل الكنسى، وناقش مع المجمع المقدس تلك المجالات، ما هى؟
- طالب البابا بتطوير الأسرة وعلاج مشكلاتها، والإيمان المسيحى ودعمه، والعقيدة الأرثوذكسية، والمواطنة والتفاعل الاجتماعى ودعمهما، والعلاقة بين الكنيسة والطوائف الأخرى فى العمل المسكونى، ومجال أقباط المهجر والتفاعل معهم، وسيجرى تفعيل تلك اللجان بعد العيد، وما زال الأساقفة الذين يتولون اللجان النوعية داخل المجمع المقدس يعملون فى نفس لجانهم، ولم يحدث تغيير، ولا أعتقد حدوث تغيير فيها، لأنه لا توجد بها مشكلات، والتغيير الوحيد الذى حدث فى تشكيل المجمع المقدس كان فى سكرتارية المجمع، وفوجئنا جميعاً بأن الأنبا بيشوى، مطران كفرالشيخ ودمياط، وسكرتير المجمع السابق، هو من يُرشح الأنبا رافائيل، أسقف كنائس وسط القاهرة، لخلافته فى سكرتارية المجمع، وجميع الأساقفة أيّدوا ذلك بالإجماع.
* كثير من مشكلات الأقباط منحصرة فى لائحة 1938، الخاصة بالطلاق والزواج الثانى، أليس لها من حل؟
- هناك لجنة مشكّلة لدراسة تلك اللائحة ومشكلات الزواج الثانى للأقباط، ستناقش الأمر بعد عيد الميلاد، وسيوضع حل لهما قريباً جداً، بما لا يتعارض مع تعاليم الإنجيل.
* انفجار كنيسة مصراتة، وتسلل 3 فلسطينيين إلى كنيسة 6 أكتوبر، ألا تشعر الكنيسة بخطر فى تنامى ظهور المتشددين؟
- تلك تفاهات، ماذا يعنى -مع احترامنا للشهداء- تفجير سور كنيسة وقتل 3 أقباط، ليس استخفافاً بالشهداء، ولكن تقليلاً للأمر، ماذا يعنى بالنسبة إلى مئات الكنائس التى تعمل ليل نهار، نحن لا نرى خطراً على الكنيسة، وما نراه هو عمل فردى لا يؤثر.
* سبق أن أكد البابا تواضروس، على تصريحات الأنبا باخوميوس، بأن الأقباط يعيشون عصر استشهاد جديد، ما رأيك؟
- لا أعتقد ذلك، فالبابا قال إننا مستعدون للاستشهاد إذا لزم الأمر، وما قاله الأنبا باخوميوس، كان وقت تأبين شهداء دُهسوا بالدبابات، لأنهم عبّروا بشكل سلمى عن مطالبهم، وتحدّث أيضاً عن ضرب الأقباط بالرشاش فى نجع حمادى، وكلمة «عصر استشهاد» كبيرة وثقيلة جداً، ولكن نقول إنه يسقط شهداء أقباط بين الحين والآخر نتيجة التشدُّد والتطرُّف المقبل من خارج مصر، الذى لا يعبر عن الروح المصرية السمحة.
* لماذا ترفض الكنيسة لقاء قيادات الإخوان، كما يصرحون؟
- لم نرفض لقاء الإخوان، وما حدث فى لقاء المرشد والبابا، هو تأجيل للقاء بسبب الظرف السياسى للدولة وقتها، ولم نرفضه، وقلنا إن اللقاء سيُفهم سياسياً، وسيُفسر بأكثر من طريقة، وكانت الجماعة تطلب منذ أيام مبارك الحوار مع الكنيسة والالتقاء مع البابا شنودة، عن طريق وسيط، وليس بشكل مباشر، ورفضنا أن يكون بين الكنيسة والإخوان حوار وقتها، لأنه سيكون حواراً دينياً، وهذا لا يصح، وأبلغنا وسيطهم، أنهم إذا كانوا يريدون الحوار بشأن العمل السياسى، فالكنيسة ليس لها شأن بالسياسة، وإذا كان حواراً دينياً فهذا لا يصح وسيخلق مشاكل، ونصحناهم بأن يكون الحوار السياسى بين الأحزاب وبعضها البعض، لأنه وقتها لم يكن حزبهم قد خرج للنور.
* وما رأيك فى تصريحات الدكتور عماد عبدالغفور، مساعد رئيس الجمهورية، التى وصف خلالها البابا تواضروس بأنه يقود الكنيسة إلى التشدد؟
- ذلك تصريح مُبالغ فيه جداً، وأنا أعرف البابا عن قُرب منذ 18 سنة، وهو متفائل وسَمح، وصدره واسع لكل المختلفين معه، وقلبه مُحب للكل، وملامح وجهة مريحة لكل المصريين، وحين تحدث البابا عن المادة «219»، وقال إنها كارثية، قلنا كلنا ذلك.
الدولة لا تعطى الكنيسة أموالاً لتراقبها.. وتبرعات الأقباط ننفق منها على فقراء المسلمين
* كيف ترى تصريحات رموز التيار السلفى المسيئة إليكم؟
- تلك أقلية متشددة، وأغلبية السلفيين ليسوا كذلك، والشيخ ياسر برهامى -على سبيل المثال- حين أساء إلى الأقباط، عاد وقال إنه لا يريد ذلك، ونادى بالحوار والمحبة وأكد أن المحيطين به متشددون، وأنا شخصياً لم ألتقِ برهامى من قبل، ولكنى أرى أنه قابل للتفاعل مثلما رأيت ما بينه وبين الأنبا بولا، أسقف طنطا فى «تأسيسية الدستور».
* جلستم مع رئيس الجمهورية 3 مرات، ألم تصارحوه بمشكلاتكم وتطالبوه بحلها؟
- لم نطالبه بشىء للأقباط، فكل لقاءاتنا والدكتور مرسى، كانت للتهنئة، ومن العيب أن نذهب لتهنئة أحد ونعرض عليه طلبات، الطلبات لها قنوات ومسارات أخرى.
* ألا يُغضب الكنيسة عدم زيارة الرئيس لها حتى الآن؟
- ولماذا نغضب؟ فأين الرئيس أو الملك طوال التاريخ الذى زار الكنيسة؟ لا نستطيع أن نطلب من الرئيس شيئاً لم يحدث من قبل، كما أن البعض يُفكر فى عدم ترك تقليد لمن يأتى بعده، هو يقيِّم الأمور، الأهم هو مشاعر الرئيس تجاه الكنيسة والأقباط، لا الشكليات.
* هل حقاً طلبت إعفاءك من أسقفية الشباب؟
- أقول منذ زمن، إنى كبرت فى السن وأريد شباباً يساعدوننى فى الأسقفية، وأنا لأول مرة أصرح بذلك فى الإعلام، وأننى طلبت فعلاً من البابا تواضروس الثانى رسامة عدد من الأساقفة للخدمة معى، ورسامة الأنبا رافائيل جرت حين طلبت من البابا الراحل شنودة أن يرسم شخصاً آخر يساعدنى فى الأسقفية.
* الأقباط لم يختاروا الرئيس، ولم يختاروا الدستور، ولا يوجد لهم ممثل فى مؤسسة الرئاسة، ويوجد لهم وزير واحد بالحكومة، ألا تسأل الكنيسة النظام لماذا يجرى تهميش الأقباط؟
- نحن نصارح بأننا غاضبون من التهميش، والأنبا باخوميوس قالها علناً من أن لدينا نصف وزارة فى الحكومة، ونحن لا نطالب بكوتة للأقباط فى الحكومة، ولكن نطلب تمثيلهم كحضور، وكان ينبغى فى حكومة بها 35 وزيراً أن يكون بها على الأقل 3 وزراء أقباط، ونحن لم نخفِ شيئاً.
* ما مدى صحة تصريحكم بأن إسرائيل تتجسس على الكنيسة؟
- لم أصرح بذلك حرفياً، ولكن قد يكون فى الإطار العام، وجرى فهم ذلك بقصد أن إسرائيل ومطامعها فى المنطقة تضع مصر على قائمة الدول التى تراقبها، وهى تراقب كل ذلك، ولكن لا توجد معلومات محدّدة عن تجسُّسها على الكنيسة ونحن لن نسمح لها بذلك.
* تحدثتَ بثقة أن قانون دور العبادة الموحد سيخرج فى عهد الدكتور مرسى، ما مصدر ثقتك؟
- القانون معطّل، وقلت إن من الممكن فى عصر الرئيس مرسى حل مشكلات الأقباط، وليس فقط بناء دور العبادة.
* كيف ترى علاقة الكنيسة بالنظام السابق والحالى؟
- الكنيسة تتمسك بوسطية مصر والإسلام وتخشى التشدُّد، وإذا حدث، فإننا ندعو إلى الحوار والتوافق منعاً لانقسام مصر الذى لم ولن يحدث.
* ماذا ستطلب الكنيسة من الرئيس إذا اجتمعت به قريباً؟
- سنطالب بموضوع قانون الأحوال الشخصية، الأمر الذى تُرك لنا فى الدستور الجديد، وسنعمل على إخراج قوانين تتوافق مع النص الدستورى عبر اللجنة المشكّلة لذلك بعد عيد الميلاد، وسنطالب بوضع قواعد واضحة لإشهار المسيحيات إسلامهن، وعودة جلسات النُّصح والإرشاد بالنسبة إلى الفتيات البالغات، وألا يقبل إسلام الفتيات القاصرات، وإيداعهن دار رعاية مسيحية إذا كانوا يخشون عليهن من أسرهن لحين بلوغهن سن الرشد، وحينها من حق الفتاة أن تقرر الدين الذى تريد اعتناقه، وبالنسبة إلى قانون بناء دور العبادة، أرسلت الكنيسة مذكرة إلى رئاسة الوزراء أوضحت فيها مطالبها، وسنطالبه (الرئيس) بأننا نريد مصر دولة مدنية، على الرغم من مسحة الدستور الدينية، وسنقول له، مصر لن تستطيع أن تكون دولة دينية متطرفة، لأنها ستفقد تعاطف العالم كله معها، فمصر رمانة الميزان فى الشرق الأوسط، وإذا تديّنت الدولة فإنها ستتدين بالوسطية، والتديُّن الذى يعطى الحقوق للأقليات المدنية والدينية، ومصر لم تبقَ الآن دولة دينية، حتى وإن كانت بالدستور مسحة دينية.




الوطن

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
البابا أحذر الأقباط من دير الأنبا كاراس والشخص المزوّر
الأنبا موسى: الأقباط يؤيدون ترشح السيسي للرئاسة
مقابلة- بابا الأقباط الأرثوذكس: حكم الإسلاميين يهمش الأقباط في مصر
الأنبا موسى: أحذر الإسلاميين من «غضبة الأقباط» إذا حاولوا الانفراد بالحكم
أراهن على أصوات الأقباط .. وأفكار المرشحيين الإسلاميين ضد الوطن عمرو موسى


الساعة الآن 11:25 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024