|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصعوبات التي تقف ضد فهم الإنسان للثالوث القدوس ؟ + مشكلة الأرقام مابين الواحد والثلاثة أن عطايا الله في الأساس لم تُأسس على قدرة الإنسان من الاقتراب من الله، ولا حسب فكره الشخصي ومعلوماته عن الله الحي، بل عطايا الله تأتي للإنسان في الأساس حسب جود الله وصلاحه ومشيئته في أن يُعطي للإنسان حياة منه ليحيا للأبد في شركة، هذه الشركة التي ينكرها الكثيرين إذ أنهم يعترفون بالله الجامد حسب التفكير الطبيعي للإنسان البعيد عن المحبة والتي لا يقدر على اكتشافها في مطلق قوتها، لأن الله محبة يشهد لذاته ومن محبته يفيض على الإنسان فيدخله في شركه خاصه معه على مستوى اللمس من جهة كلمة الحياة والقوة في الإنسان الباطن ليعيش بقوة الله ومجده، والإنسان عادة لا يستطيع من ذاته أن يعرف من هو غير منظور، لا يراه ولا يسمعه، وعنده معوقات تعوقه عن معرفه الكامل في ذاته ، القدوس الغير مفحوص وغير المدرك في كماله... فإذا كان الإنسان كل خبرته وتعليمه هو محصلة المجتمع بكل ما فيه من تعليم وفكر سائد وظنون وخبرات متنوعة مختلفة من جيل لجيل، قد تتطور أو تُصحح إذ قد كُشف خطأها أو فشلها مع الوقت والتجربة والخبرة. ومن محصلة خبرة الإنسان تلك وفكره، بل وتعليمه من واقعه العملي المُعاش، تسود عليه أفكار تغلق وتسد الطريق للرؤية الصحيحة لله القدوس الحي، حسب ما أعلن عن نفسه، بل الإنسان عادة يحصُر الله ويخضعه لفكره وظنونه الخاصة حسب ما يرى أن هذا هو ما يناسب الله أن يكونه، وبات من الواضح أن تستحيل رؤية الإنسان عقلياً - بحسب العلم أو التفكير السامي الذي يعتقده - أن يرى أن لله جوهر واحد له ثلاثة أقانيم، فهو يُعلي الله فوق التعددية الذي بها يحسب الثالوث كحساب عددي 3، فكيف يوجد ثلاثة أقانيم كعدد في جوهر واحد، ويرى أنه من العبث القول أن الله ثلاثة أقانيم في جوهر واحد لا انفصال فيه، وحتى عند التجسد يبقى الآب والابن بدون انفصال مع الروح القدس!!! عموماً فقر الإنسان المدقع في المعرفة الإلهية بإعلان الله عن نفسه بالروح والحق في القلب برؤية واضحة حسب مسرة الله وحده، جعل الإنسان يتجه بسلبية لمعرفة الله والتحدث عنه، لأنه دائماً يضع الله في مقارنه مع ما هو عكس ما يكونه، أي أنه يتجه في الشرح والحديث عن ما هو ليس الله وما لا يستطيع أن يكونه، فالإنسان يرى الله في قداسة بالمقارنة للخطية، وهذا خطير وخطأ فادح لأن قداسة الله ليست عكس الخطية كنوع من المقارنة لإظهار قداسة الله المطلقة، لأن الله قدوس أزلاً ليس بالمعنى العكسي للخطية وعدم النقاوة التي للإنسان، لأن هذا شرح سلبي لا علاقة له بالله مطلقاً، بل هو له علاقة بعقلية الإنسان وافتراضه الخاص حسب خبرته في الخطية والشر... لذلك نفهم لماذا لم يقبل بعض الخدام وبعض الشراح أن الله خلق آدم وحواء منذ البداية وفي استطاعتهم ممارسة الجنس في الجنة وقبل السقوط، حسب ما هو واضح من النص نفسه، وقال البعض أن الله سيجعلهما يتناسلا بشكل آخر غير ما نعرفه اليوم، وهذا كله نتاج فكر الإنسان المشبع بخبرة الشر حتى أنه فرضه على الله من جهة الطهارة والقداسة، وهذه عينها توضح سقوط الإنسان المروع في الشر حتى أنه أنكر عمل الله في خليقته واعتبره شرّ، بل صار حائط صد منيع لمعرفة الله عموماً، وصُنع ما هو غير الله ليكون تمثال الإنسان محصور فيه الله الذي يعرفه هو وخلقه لنفسه بتفكيره الشخصي، وأي خروج عن هذه الصورة التي رسمها يعتبر كفر وإلحاد حتى لو الله نفسه ظاهر في ما هو غير ما وضعه من تفكير وقاعدة حاصراً فيها الله الذي لا يُحصر في صورة ولا تفكير ولا علم بشري دائم التغيير والتطور ... عموماً – لا بد لنا من ان نعي أنه – إذا لم نستطع أن نقول شيئاً إيجابياً عن ما هو الله، فبالتالي نحن في الحقيقة لا نقدر أن نقول بدقة أي شيء عن ما هو ليس الله، لأنه لا يصح إطلاقاً التحدث عن الله بمفاهيم سلبية جوفاء، فلا نستطيع أن نتحدث عن ما لا يكونه الله أولاً أن لم نستطع أن نعرف من هو الله بحسب ما يكشفه الله عن ذاته بإعلان من جلاله شخصياً !!! عموماً أمامنا مشكلتين تعوقان معرفة الله الحقيقية، المشكلة الأولى خبرة التعدد والأرقام، والمشكلة الثانية معرفة الله من خلال أعماله، أو حصر معرفة الله من خلال أعماله الظاهرة عياناً أمامنا في الخليقة وعقلية الإنسان نفسه، وبتلك المشكلتان نخرج خارج معرفة الله وننشأ وثن مبني في الفكر ونعبده لأننا نظن أن هذا هو الله، وبذلك نعتبر عابدي وثن وليس الله الذي يُظهر ذاته، ويحتاج منا أن نفرغ عقلنا من كل وثن خلقناه وكل فكره وضعناها وخلقناها في عقلنا، لأن ليس الإنسان هو الذي خلق الله، بل الله هو الذي خلق الإنسان وأوجده، ولا زال بعضاً من الناس صنعوا صنم الإلحاد ليعبدوه في عقلهم العلمي الذي لا زال محدود في علمه مهما ما وصل من نتائج مبهرة وعظيمة للغاية، ولا زالوا يطالبون معرفة الله علمياً ليقنعوا بوجوده ويؤمنوا به، فهم يريدون الله المفحوص أمام العين وتحت المجهر، ولكن الله وحده هو الذي يعلن ذاته ويكشف عن نفسه ...
خبرة التعدد والتنوع الرقمي هو أول درس عملي يتلقاه ويتعلمه الإنسان منذ بداية وعيه في الطفولة، إذ أنه يجد أول من ظهر حوله، هما أبوان مختلفان شكلاً بحسب الطبيعة، وكل واحد فيهم منفرد عن الآخر، له شكل وله هيئه، هذا واحد منفصل عن الآخر الواحد المنفصل، وبجمع هذا مع ذاك يبقى العدد أثنان، ويحيط به أيضاً معهما الجد والجدة ... الخ، الخ... بل وتتكاثر الأعداد والأرقام مع البلوغ والتقدم في العمر إذ يجد في الشارع أيضاً أعداد من الناس مختلفة في كل شيء من جهة الطول والقصر والسمنة والنحافة والعمر والملبس والطباع... الخ، بل ويجد أن العالم فيه ملايين بل بليارات من البشر بألوان واشكار مختلفة كثيرة للغاية. ومع الخبرة والصداقات المتنوعة يدرك الإنسان الفوارق في الطباع، وهذا كله – كما رأينا – يطبع في عقل الإنسان شعوراً عميقاً واضحاً بالعدد والتعدد، ومنذ طفولته يتعلم الأرقام والأعداد وهي ظاهره أمام عينيه في كل شيء وهي تعتبر احتياج يومي، فمن منا يستطيع ان يعيش بدون أرقام يجدها في كل شيء ظاهرة،!!! وهذا بالتالي أثر تأثير سلبي ومباشر على معرفة الله كثالوث قدوس في عقلية الإنسان، فحينما يسمع أي شخص كلمة [ الثالوث ] يذهب بعقله فوراً وبلا تردد بل وبتلقائية شديدة – بسبب خبرة الطفولة والنمو والإدراك والتأثر الطبيعي بالأرقام – إلى رقم 3 ويتهم كل من يتحدث عن الله ثلاثة بالشرك والتجديف، بل وحينما يُحلل – الكثير من الخدام – موضوع الثالوث القدوس ليقنعوا به الآخرين أو يشرحونه، يأتي على الفور بالشرح المقنع للعقل وهو نتيجة حاصل ضرب 1×1×1 = 1، في حين أنه لو ظللنا نأتي بحاصل ضرب 1× ألف مليون واحد ستظل النتيجة = 1، وهذا لا يختلف عن من يظن أننا نقول الله بحسب العدد = 3، لأن حاصل ضرب رقم في رقم ليس هو الله، وبالتالي هذا كله لا ينطبق على الله الثالوث القدوس، وبالتالي يصير مغلوطاً في شرح الثالوث القدوس ومعرفته !!! ومشكلة التعددية والشكل الذي رأيناه منذ الطفولة أن هناك أول وثاني وثالث، من جهة الأب والأم والابن ثم بدوره يأتي بابن آخر، فيصير ابن وأب وجد... الخ، فصار في نظرنا أنه يوجد ترتيب، كما ندخل في شرح مغلوط عن الله الثالوث القدوس لنتحدث عن أقنوم أول وثاني وثالث، مع أن ذكرها كثير من الشراح لا على أساس أن هناك ترتيب في الله من جهة الأولوية في الترتيب، بل على اساس أن الآب هو المبدأ ويخرج منه الابن والروح، ومن جهة ترتيب الإعلان بالنسبة للإنسان وإدراكه للأقانيم الإلهية !!! ولكن الله ثالوث قدوس مساوي، ليس فيه أول وثاني وثالث من جهة الترتيب، أو له بداية أقنومية، لئلا يصير هناك ما هو قبل وما هو بعد، وبذلك لا يكون الله جوهر واحد، ويصير 3 آلهة فعلاً، وهذا بالطبع ليس الله لأن الله واحد ولا يقبل العدد ولا التعدد لذلك لن يكون فيه أول ولا ثاني ولا ثالث من جهة الترتيب الأقنومي، وحاشا بالطبع ان نقول على الله هذا الكلام...
فالله ثالوث قدوس وجوهر واحد غير منفصل قط، وذلك حسب شخصه وطبيعته التي يعلنها وحده فقط لعبيدة الأتقياء والذين دعاهم لمجده، فهو الكائن بذاته أصل الكيان وكل موجود، بل هو الوجود الحقيقي لكل موجود والحياة المطلقة التي منه تنسكب على كل من يقترب منه ويطلبه ويعرفه نفسه ويظهر له ذاته حسب قدرته وليس حسب فكر الإنسان، لأن فكر الإنسان ينبغي ان يخضع لله وليس العكس، لأن فكر الله وكل ما يخص طبيعته لا يخضع للإنسان ولا يقع تحت قوانين الطبيعة بأي حال، لذلك يحتار العلماء والمفكرين لأنهم لا يرون ما يعلنه الله للبسطاء وجهلاء العالم الطالبين وجهه، ويعتبرون أن فكرة الله من أساسها تخص الجهلاء والفقراء في الفكر والعلم وحدهم ويعتبرون ان الدين أفيون الشعوب، ولا يوجد شيء اسمه الله لأنه من اختراع البشر، وايضاً الذين لا يعرفون طبيعة الله بإعلان يحدونه في فكر ضيق ويحصرونه في وحدة الرقم ولا يستطيعون ان يؤمنوا بطبيعة الله كما أعلنها عن نفسه كثالوث قدوس مساوي... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|