هل ستتبع المسيح حتى في وقت الإضطهاد؟
فكر بطرس أن وصية المحبة،
سهل تتميمها، لأنها تحرر الانسان من نير الفرائض،
مما يتيح له أن يظهر ما في نفسه.
وانطلاقاً من أفكاره السطحية عن الولاء،
أراد أن يحفظ ليسوع الأمانة،
حتى في مناخ الخيانة والأضطهاد.
فعزم بسرعة على خدمة يسوع والذود عنه.
لم يدر في خلده،
أن أحداً لا يستطيع تلقائياً أن يحفظ وصية المحبة
كما أرادها الله.
لنذكر أن الشيطان خصمنا، قوي جداً،
وهو يحاول بتجاربه الكثيرة أن يضعف محبتنا.
وأنه ليوقع بسهولة،
بكل ذي أفكار سطحية وحماس عابر.
إن الشرط الأول لدخول المحبة إلى حياتنا،
هو الاعتراف بعدم قدرتنا،
والانكسار أمام الله.
لأن المنكسر الروح يتكل على ذراع الرب.
لقد فكر بطرس أنه زعيم،
وعنده كل المؤهلات التي تخوله أن يكون قدوة للآخرين.
وهذه هي علة سقوطه المريع،
وإنما الرحمة صيّرته مثالا في نيل النعمة.
إلى الآن لم يكن بطرس قد فهم تماماً طريق حمل الله،
ولا أدرك مرامي تحذيراته.
لأن اعتداده بنفسه أعمى بصيرته،
ولم تكن قوة الروح القدس قد حلت عليه بعد.
الروح القدس هو الذي يفتح عيون أذهاننا،
لكي ندرك مقاصد الله،
وبدونه نبقى مساكين ضعفاء عمياً.
كان يسوع في طريقه إلى الصليب،
فالقبر، ولكن القبر لم يكن في وسعه احتجازه،
لأنه كان في طريق العودة إلى أبيه.
أي طريقه ابتدأ بالاضطهاد والاحتقار،
وكل ما لا يحبه الإنسان الطبيعي.
وهكذا يكون شأن كل من يحب يسوع،
أن يمر في الضيقات، وفي أحيان يُرفض،
ويكون عرضة للاستهزاء.
طوبى لك إن تألمت لأجل المسيح،
أو طُردت أو عُيرت لأن ربك وفاديك، لن يتركك.
" ستتبعني أخيراً"
(يوحنا ١٣ : ٣٦).
أيها الآب السماوي
نعترف بضعفنا وعدم قدرتنا وضعف أيماننا.
ثبتنا في محبة ابنك.
واجعل هذه المحبة أن تملأ القلوب في العالم.