رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يؤدي نقص المهارات في القضايا العاطفية والانفعالية والاجتماعية المتنوعة، إلى حدوث قلق وخوف من الاقتراب من الخاطب أو الزوج كثيراً ما نسمع عن انتهاء خطوبة ما بسبب تغير رأي الفتاة الشابة أو الأكبرسناً بعد موافقتها ،وهي تقدم تبريرات واهية غير مقنعة. وكذلك تنتشر حالات الطلاق السريع الذي يدوم أياماً بسبب رفض المرأة لزوجها بشكل مفاجئ. وتكثرالتفسيرات والتبريرات والاحتمالات، وبعضها مقنع ظاهرياً لإسكات الناس وأقاويلهم، وبعضها فيه أذى وإيذاء لهذا الطرف أو ذاك، وبعضها مهذب أو غيبي مثل " إنهما لم يتفقا " أو " الزواج قسمة ونصيب " أو " لم يكتب النجاح لهذا الزواج ". وبالطبع هناك أسباب أخرى معقولة ومفهومة للفشل السريع للخطوبة والزواج بعد الموافقة عليه من قبل الفتاة مثل اتضاح معلومات جديدة سلبية لم تكن معروفة عن الرجل أو كذبه واحتياله أو أن الفتاة مرتبطة عاطفياً بشاب آخر وغير ذلك. التفسيرات النفسية لحالات الخوف من الزواج عند المرأة تؤكد على عدة نقاط تشكل خلفية وأسباب هذه المشكلة الشائعة . وجود عقد وصراعات نفسية داخلية عند المرأة تتعلق بعلاقتها بأبيها وأمها حيث نجد أن هناك تعلقاً خاصاً بالأب وقرباً منه مع ابتعاد نسبي عن الأم وعن تمثلها داخلياً، ويحدث ذلك لدى كثيرات ولكن تجارب الحياة المتنوعة والتبصرالنفسي يجعل مثل هذا الصراع والقلق الناتج عنه خافتاً أو مقبولاً أو مسيطراً عليه دون سلوكيات متطرفة غير مقبولة أو مرضية ،حيث يمكن للمرأة عندها أن تتفهم حبها لأبيها وتعلقها به وأن تتمثل جوانب في شخصية أمها كأنثى مثلها مما يجعلها أكثر صحة وتوازناً من النواحي النفسية العميقة.وأما عندما تكون هذه الصراعات حادة والفتاة تنحاز لأبيها وتتمثل أدواره بعيداً عن أمها فالصراع سيبقى حاداً وخطراً. ويمكن له أن يظهر على شكل خوف مرضي من الزواج وعند اقتراب الزواج تتغيرالمشاعر والآراء تجاه الخطيب أو العريس بشكل سلبي. حيث يمثل الزواج والحب إثارة لتعلقها بالأب ومنافستها للأم . ضعف الذكاء العاطفي والذكاء الاجتماعي حيث يؤدي نقص المهارات في القضايا العاطفية والانفعالية، ونقص مهارات التعامل مع الآخر والمهارات الاجتماعية المتنوعة، إلى حدوث قلق وخوف شديدين من الاقتراب من الخاطب أو الزوج. وتجد المرأة نفسها ضعيفة غير قادرة على فهم الرجل والامتداد إليه وهي تطالبه بأن يفهمها ويتودد إليها دون أن توضح له ما تريد،وكل ذلك يمكن أن يؤدي إلى تغيرات مفاجئة في رأي الفتاة وإلى رفضها إتمام الزواج . ويحدث ذلك بسبب نقص الخبرة والثقافة وفقر البيئة الشخصية من النواحي العاطفية والاجتماعية ومشكلات الأسرة المتنوعة . ولابد من إعداد الفتاة عاطفياً واجتماعياً وزيادة مهاراتها وذكائها في هذه الميادين وليس في مجال الذكاء العام أو الدراسي فقط الجهل العام بالقضايا الجنسية ويمكن أن يكون سبباً في الخوف من الزواج ومن المضي فيه ولاسيما عند الفتيات الأصغر سناً حيث يلعب الجهل بالقضايا الجنسية دوراً هاماً في زيادة القلق والتوتر والخوف. تؤدي المعلومات الخاطئة إلى تشكيل الخوف المرضي وردود الفعل التجنبية والابتعاد المفاجئ والهروب من الزواج . ولابد هنا من تصحيح المعلومات بلغة مبسطة مفهومة من قبل الأهل والمقربين والخبراء ،ولابد من تحسين الوعي الصحي الجنسي الصحي مما يساهم في الوقاية والعلاج. الخوف والقلق من فقدان العذرية يمكن أن يكون ذلك سبباً في الخوف من الزواج ومن المضي فيه وبعض الفتيات يعشن قلقاً ورعباً ولفترات طويلة من أنهن ربما فقدن عذريتهن بسبب ركوب الدراجة أو الحصان أو الألعاب الرياضية، أو بسبب رض أو سقوط، أو بسبب ممارسة العادة السرية أو الممارسات الجنسية السطحية وغير ذلك. عندما يقترب الزواج تزداد هذه المخاوف والأفكار السلبية المرتبطة بالفضيحة وما يمكن أن ينتج عنها من مشكلات ومخاطر قد تصل إلى الموت في بعض البيئات ويتطلب ذلك حواراً وتطميناً وتصحيحاً للمعلومات الخاطئة المرتبطة بغشاء البكارة ،ويمكن إجراءالفحص الطبي للتأكد من الوضع. الصدمات الجنسية والتحرش الجنسي وكل ذلك يمكن أن يشكل أسباباً خاصة لفهم الخوف من الزواج أو المضي فيه والإيذاء الجنسي للفتيات في مرحلة الطفولة وما بعدها ليس نادراً .. وهو يحدث من قبل الأهل والغرباء. ويمكن أن تكون له آثار نفسية بعيدة المدى كلما كان متكرراً أو مؤذياً وكثير من الفتيات يعانين من آثار ذلك ولا يتحدثن عن تلك الذكريات ويخفينها ،وعندما يأتي الخاطب أو الزوج تستعاد ذكريات وآلام نفسية ومشاعر ذنب متنوعة يمكن أن تؤدي إلى رفض الزواج . وهنا لابد من الوعي التربوي وحماية البنات في مرحلة الطفولة ولابد من الحوار والاستشارة النفسية المفيدة وتشجيع الفتاة على نسيان الماضي وتفهمه وفتح صفحة جديدة مع نفسها ومع الحياة. ويمكن أن يفيد ذلك مباشرة في تعديل الخوف من الزواج أو أنه يحتاج لوقت أطول لتفهم الصدمات الجنسية والسيطرة عليها. وأخيراً .. لابد من الإشارة إلى احتمال وجود أكثر من سبب واحد في نفس الحالة مما يضيف تعقيدات وجهود إضافية للسير في طريق حلها ومعالجتها ولابد من القول أن علاقة المرأة بالرجل وزواجهما ليست سهلة أبداً،والخوف من الزواج بالنسبة للمرأة مشكلة حقيقية تحتاج إلى جهود عديدة وتفهم وصبر. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|