منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 12 - 2012, 07:11 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,281

تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء السادس
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء السادس

تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب
متى 1: 18- 25 , 2: 1- 15
لوقا 1: 26- 56 , 2: 1- 39
الجزء السادس

مقدمة

من المعلوم أن أوغسطس قيصر كان الملك العظيم المقتدر وكان له السلطان المطلق على المسكونة ومملكته هى رابع الممالك الأربع التى تنبأ عنها دانيال وكانت أسرائيل وأرضهم تحت أمره بسبب خيانتهم لإلههم ,وكان هذا الملك الوثنى متسلطا على الشعب الذى أفرزه الله وعلى مدينتهم المقدسة التى أختارها الله لوضع عرشه فيها ,لولا خطيتهم لم يكن ذلك من الأمور الممكنة ولكن الخطية تفسد جميع الأمور الحسنة إذا دخلت ! وتنتج أحوالا محزنة جدا ,ولم يكن يظن أحد إطلاقا فى أيام داود وسليمان مثلا أن المسيح له المجد المتنبأ عنه يولد تحت سلطة ملك وثنى ,ولكن هكذا صار ,ولكن أيضا نرى أن يد الله فوق جميع أعمال الناس ,فإن أتفق بعنايته أن عمانوئيل يولد فى ظروف كهذه فنراه يحول سوء حالة شعبه وأوامر الملوك إلى إجراء مقاصده هو ,فجميع الأمور تعمل معا حسب مسرة مشيئته, وقد قصد الأمبراطور الرومانى أن يجرى إكتتاب المسكونة فذهب كل واحد لمدينته ليكتتب والوحى يذكر هنا هذا لكى يرينا إنحطاط إسرائيل وعبوديتهم للأمم كما سبق نحميا وأقر بلسانهم قائلا نحميا 9: 36- 37 36هَا نَحْنُ الْيَوْمَ عَبِيدٌ وَالأَرْضَ الَّتِي أَعْطَيْتَ لِآبَائِنَا لِيَأْكُلُوا أَثْمَارَهَا وَخَيْرَهَا هَا نَحْنُ عَبِيدٌ فِيهَا 37وَغَلاَّتُهَا كَثِيرَةٌ لِلْمُلُوكِ الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ عَلَيْنَا لأَجْلِ خَطَايَانَا وَهُمْ يَتَسَلَّطُونَ عَلَى أَجْسَادِنَا وَعَلَى بَهَائِمِنَا حَسَبَ إِرَادَتِهِمْ وَنَحْنُ فِي كَرْبٍ عَظِيمٍ. ,وقدرأينا فى الأصحاح الأول من أنجيل معلمنا لوقا أن الأتقياء شعروا بحالتهم السيئة فلذلك فرحوا بأن الله شاء وأفتقدهم فى مذلتهم ,وكما قلت أن من الأمور العجيبة أن الأمر الصادر من الملك الوثنى بإكتتاب المسكونة إنما تمم مقصد الله إذ جعل يوسف وأمرأته المخطوبة يذهبان إلى بيت لحم الموضع الذى قالت النبوات أن المسيح يولد فيه ,وتحركت المسكونة كلها لإجراء تلك الحادثة الصغيرة فى أعين الناس ,فلما حضر يوسف إلى مدينته تم المطوب بحضوره , وقد رأينا أن أبن الله قد ولد فى هذا العالم ولكنه لم يجد موضعا فيه ,فإنه يمكن للناس غيره أن يجدوا مبيتا فيه لأن لهم الوسائط المناسبة لراحتهم ونراهم يتسابقون معا من أجل الحصول على البيوت الفاخرة والمعيشة المترفه حتى المسافرين يفوزون بالقبول فى المنازل المعينة لهم ولكل واحد الترحيب والكرامة والأعتناء بحسب غناه وشرفه ,وأما أبن الله (المخلص) فلم يجد شيئا من ذلك بل ولد فى حظيرة ووضع فى المزود ,وهذه هى الحقيقة كان لايوجد فى العالم موضع لله ولا قبول لما هو من الله فمن ثم نرى معظم المحبة التى حملته أن يفتقد الناس ويولد فى وسطهم مختبرا الجفاء والنفور وعدم الإعتبار من أول دخوله إلى هذا العالم الذى كون به ,ولكن العالم كان مبتعد عنه إلى هذا المقدار ختى أنه لم يلتفت إلى ملكه الحقيقى حين تنازل من علو سمائه وحضر فيه ,فأبتدأ حياته على الأرض فى مزود للبقر وأنهاها على خشبة الصليب ,وفى طريقه لم يكن له أين يسند رأسه , لنطلب نعمة لكى نتمثل به تابعين خطواته ,على أننا نرى أنه قد سبقنا وغلبنا فى طريق الأتضاع والوداعة ,فصار الكلمة جسدا وحل الأقنوم الثانى بين الناس وأصبح طفلا صغيرا مشتركا أشتراكا حقيقيا فى ضعف الجنس البشرى ومختبرا أحوال الحياة ,لم يدخل العالم كامل القامة والقوة الأنسانية مثل آدم الذى خلقه الله كاملا بدون إن يجتاز أحوال الطفولة والصبا ,فكان آدم أبن الله بإعتبار خليقته كاملا من يد الله ,وأما يسوع فأتى مولودا من أمرأة بإعتبار ناسوته فكان من نسل المرأة..نعم..وأبن الأنسان أيضا يعنى أنه أنتسب إلى الجنس البشرى الموجود قبل تجسده ,خلاف آدم الذى لم يكن من نسل المرأة ولا أبن الأنسان.
الرعاه المتبدين :
ومعلمنا لوقا يواصل سرد الأحداث 8وَكَانَ فِي تِلْكَ الْكُورَةِ رُعَاةٌ مُتَبَدِّينَ يَحْرُسُونَ حِرَاسَاتِ اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ،وقريب من هذا المكان بيت لحم وعلى بعد مسافة قليلة جدا كان فى حقل بيرعى فيه هؤلاء الرعاه أغنامهم وهذا الحقل هو الذى ذكرته فى الجزء الخامس وهو فى سفر التكوين 35: 21 21 ثُمَّ رَحَلَ إِسْرَائِيلُ وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ وَرَاءَ مَجْدَلَ عِدْر وذكرنا أن يعقوب أرتحل إلى مجدل عدر وهو المكان الذى ظهر فيه الملاك للرعاه وبشرهم بميلاد المسيح ,وحتى هذا المكان تنبأ عنه ميخا النبى ميخا 4: 8 8وَأَنْتَ يَا بُرْجَ الْقَطِيعِ أَكَمَةَ بِنْتِ صِهْيَوْنَ إِلَيْكِ يَأْتِي. وَيَجِيءُ الْحُكْمُ الأَوَّلُ مُلْكُ بِنْتِ أُورُشَلِيمَ». يعنى ملك بنت أورشليم حايجيلك يا برج القطيع ,وهو الذى كان مخصص للرعاه علشان يراقبوا بيه الأغنام بتاعتهم ,ومن هنا نقدر نفهم أن هؤلاء الرعاه لم يكونوا رعاه عاديين أو مجرد رعاه بيرعوا أغنام ,لأنه معروف أن أورشليم كانت مدينة مقدسة ولم يكن مسموح بأن أى حيوانات تربى فيها ,ولذلك كانت الحيوانات تربى فى أماكن بعيدة ,ومش مسموح لأى رعاه يقربوا لأورشليم إلا لمجموعة أو فئة معينة التى تختص برعاية الخراف الهيكلية أو التى ستقدم ذبائح فى الهيكل ,وهؤلاء فقط كانوا مسموح لهم وكان المكان بتاعهم فى مجدل عدر وكان ليهم برج القطيع هذا ليراقبوا حراسات الليل ولذلك يقول معلمنا لوقا لفظ رعاة متبدين الذى يعنى رعاه من البادية أو الصحراء ,وكان برج القطيع مشيد على حدود بيت لحم وكان للحراسة حتى أن كلمة رعاه أطلقت الآن على الكهنة لأنهم بيرعوا أو بيقدموا الحمل الحقيقى من أجل خلاص البشرية ,وهم اللى بيقدموا الذبيحة وعلشان كده أعطوهم لقب الرعاه ,وكما قلت لم يكن هؤلاء الرعاه عاديين ولكنهم كانوا مخصصين لخدمة الذبائح الهيكليه التى ستقدم كذبائح فى الهيكل يعنى كانوا من أصحاب الوظائف الهيكلية 9وَإِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ وَقَفَ بِهِمْ، وَمَجْدُ الرَّبِّ أَضَاءَ حَوْلَهُمْ، فَخَافُوا خَوْفاً عَظِيماً. 10فَقَالَ لَهُمُ الْمَلاَكُ: «لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: 11أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ وكأن الملاك لما ظهر لهم عايز يقول لهم أنتم بترعوا الخرفان التى ستقدم ذبائح طيب أنا ببشركم بفرح عظيم أن مهمتكم أنتهت لأن الحمل الحقيقى الذى سيقدم مرة واحدة عن العالم كله ولد لكم اليوم ,وهذا الحمل هو المخلص المسيح الرب ,يعنى كان الملاك بيبشرهم بأن مهمتهم بعد تعبهم لرعاية الغنم لحساب الهيكل ومن سهر الليالى ومن تحمل شتاء البرد القارص ,وعايز يقول لهم أن الوقت أنتهى علشان الهيكل نفسه يتقفل وأن الرعاه وقطعان الغنم كلها تسرح لأن حمل الله الذى يرفع خطية العالم كله قد جاء ليقدم نفسه عوض عن آلاف من هذه الخراف , فكان أول بشارة بميلاد المسيح لابد أن تقدم لهؤلاء الرعاه المتبدين ,وهذا يرينا مين اللى يقدر يعاين ميلاد المسيح أو مين اللى يقدر يقترب من هذا السر العجيب سر التجسد ,وهو الأنسان الساهر على خلاص نفسه وعلى خلاص الآخرين لأن هؤلاء الرعاه كانوا سهرانين يحرصوا الخرفان التى ستقدم من أجل الخلاص وكأنهم كانوا بيرعوا موضوع خلاصهم وليس خلاصهم هم فقط بل خلاص كل الناس وعلشان كده الأنسان اللى بيحرص و بيسهر على خلاصه وعلى خلاص اللى حواليه ,هذا هو الأنسان اللى يقدر يفهم ويعاين ويتمتع بسر التجسد وأستحقوا أن يكونوا هم أول ناس تعلن ليهم السماء بهذه البشرى ,وكلمة مجد الرب أضاء هى نفس الكلمة التى كانت بتستخدم فى العهد القديم مجد الشاكيناه ,طيب أيه هو مجد الشاكيناه ده؟ أنم عارفين أن داخل خيمة الأجتماع بداخل قدس الأقداس فى تابوت العهد وكان فوق تابوت العهد فى غطاء وكان على الغطاء أثنين ملائكة كاروبيمين ,وكان حضور الله يعلن بواسطة نور يظهر مابين الكاروبيمين ,وهذا ما نسميه مجد الشاكيناه وهو دليل على حضور الله ,و كون لوقا أستخدم نفس التعبير ومجد الرب أضاء حولهم ,يعنى حضور الله شخصيا ,وأستطاعوا أن يعاينوه ولذلك يسموا ملاك الرب ملاك الحضرة الإلهية ,وهو أعلان حضور الله بواسطة هذا الملاك لأن الأنسان ماكنش يقدر يرى الله ويعيش ,فكان الله إما يظهر فى صورة أنسان بشبه جسد أو يظهر فى صورة ملاك وهذا ما يفسر لنا عبارة خافوا خوفا عظيما ,طيب ليه خافوا ده الأنسان من ربنا طيب لما الأنسان يقرب من أصله ومصدره وسر وجوده يقوم الأنسان يخاف ,والمفروض أن الأنسان يفرح ,ولكن اللى حصل أن هذا الخوف كان نتيجة عوامل معينة أن كانت الخطية موجودة بين الله وبين الأنسان كفاصل وكحد للعقاب والدينونة وعشان كده بيقول لا يرانى أنسان ويعيش يعنى ما يقدرش الأنسان فى خطيته وفى دنسه وفى نجاسته أنه يوجد فى حضرة الله الكلى القداسة والكلى الطهارة والنقاوة وعلشان كده بنشوف أن ظهورات العهد القديم كلها ,أن الأنسان لما كان يرى رؤية سماوية بيخاف ,ونشوف هنا أن ربنا نزع هذا الخوف منهم ,وهذا يفسر لنا فى أوقات كثيرة أن ليه ساعات الناس بتهرب من الصلاة أو ما بتحبش تصلى ,لأنها بتخاف من الصلاة , لأن لو الأنسان بيصلى فعلا ,فالصلاة هى عبارة عن مواجهه بين الأنسان وبين الله ,والأنسان عارف كده أنه لو صلى فعلا حينفضح قدام ربنا وحينكشف وحايخاف وحيبقى فى رعب ,وعلشان كده حتى لو وقفنا نصلى نقوم نسرح أو نفكر فى حاجة تانيه ,والسرحان هو نوع من الهروب لأننا مش عايزين المواجهه لأنه فى خوف ,ولكن فى ميلاد المسيح وفى تجسد المسيح ,المسيح نزل مخصوص علشان ينزع حاجزهذا الخوف منا ,ولذلك أول كلمة قيلت للبشرية الممثلة فى هؤلاء الرعاة لما أتولد المسيح هى كلمة لا تخافوا ,لأن المسيح جاء مخصوص علشان ينزع حاجز الخوف اللى بين الأنسان وبين الله , واللى جعل واحد زى الأنبا أنطونيوس يتجرأ فى وقت من الأوقات وقال أنا لا أخاف الله ,ولما سألوه ليه ما بتخافش ربنا ,فقال علشان أنا بأحبه وقال كما قال يوحنا فى رسالته الأولى 4: 18 18لاَ خَوْفَ فِي الْمَحَبَّةِ، بَلِ الْمَحَبَّةُ الْكَامِلَةُ تَطْرَحُ الْخَوْفَ إِلَى خَارِجٍ لأَنَّ الْخَوْفَ لَهُ عَذَابٌ. وَأَمَّا مَنْ خَافَ فَلَمْ يَتَكَمَّلْ فِي الْمَحَبَّةِ. يعنى المحبة تطرح الخوف إلى خارج وهذا هو معنى التجسد أن حالة الخوف والفزع اللى كانت موجوده فى الأنسان أتشالت بتجسد المسيح ,لذلك كانت أول بشارة وجهت للبشرية ماتخافوش ,ولو لاحظنا هنا ملاحظة عجيبة جدا أن فى حياة السيد المسيح على الأرض لما نزل وتجسد ,أن كل عمل المسيح ليس فقط الفداء و الخلاص والغفران والألام ودى كانت الحاجة الرئيسية اللى باينة قدامنا ,ولكن المسيح شاف كل حاجة رئيسية بيخاف منها الأنسان وتعامل معاها علشان ينزع منها الخوف اللى فى هذه الأشياء , طيب يعنى أيه الكلام ده ,الحقيقة هو شاف الأنسان بيخاف من الشياطين وشافه بيخاف من الحيوانات ومن الحشرات ومن التعابين وفى الحال أعطاه سلطان عليهاكما فى لوقا 10: 19 19هَا أَنَا أُعْطِيكُمْ سُلْطَاناً لِتَدُوسُوا الْحَيَّاتِ وَالْعَقَارِبَ وَكُلَّ قُوَّةِ الْعَدُوِّ، وَلاَ يَضُرُّكُمْ شَيْءٌ. وشاف الأنسان خايف من بكره وماذا سيحدث بكره والمسيح قاله فى متى 5: 34 34فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ. وشاف الأنسان خايف من المرض شفاه من المرض وشافه خايف من العجز والضعف ,وتعامل المسيح مع العجز ومع الضعف كمثال المرأة المنحنية اللى بقالها 18 سنة منحنية وفى ضعفها الشديد جدا المسيح نصرها على هذا المرض ,وشاف الأنسان خايف من أخوه الأنسان وقاله كما فى لوقا 12: 4- 5 4وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ يَا أَحِبَّائِي: لاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ، وَبَعْدَ ذَلِكَ لَيْسَ لَهُمْ مَا يَفْعَلُونَ أَكْثَرَ.5بَلْ أُرِيكُمْ مِمَّنْ تَخَافُونَ: خَافُوا مِنَ الَّذِي بَعْدَمَا يَقْتُلُ، لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يُلْقِيَ فِي جَهَنَّمَ. نَعَمْ، أَقُولُ لَكُمْ: مِنْ هَذَا خَافُوا! وكان الأنسان خايف من الموت راح المسيح بموته داس الموت ,فكل حاجة الأنسان كان خايف منها المسيح تعامل معاها ,لدرجة أنه شاف الأنسان خايف من ربنا وقال له لأ أنا حأعلمك تنادى ربنا (أبانا الذى فى السموات) ولذلك جاء المسيح مخصوص فى تجسده لكى ينزع مخاوف الأنسان اللى كان الأنسان خايف منها ,وكمان الأنسان خايف من الخطية لأن الخطية قوية جدا وطرحت كثيرين قتلى وكل قتلاها اقوياء وأعطاه النصرة على الخطية كما فى رومية 6: 14 14فَإِنَّ الْخَطِيَّةَ لَنْ تَسُودَكُمْ لأَنَّكُمْ لَسْتُمْ تَحْتَ النَّامُوسِ بَلْ تَحْتَ النِّعْمَةِ. وأدان الخطية فى الجسد ,يعنى كل حاجة الأنسان كان خايف منها المسيح تعامل معاها علشان ينزع مخاوف الأنسان وكأن المسيح جاء خصيصا فى الجسد لكى يكون كل ذى جسد ليس بخائف ,وجاءت تلك الآية التى تتردد بأستمرار (لا تخافوا) لا تخف لأنى معك ,وشاف الأنسان خايف من الطبيعة ومن ثورة البحر وهيجان الرياح ,فأعطاه السلطان وهدأ له البحر ولذلك نستطيع أن نفهم آية سفر الرؤيا على الناس اللى مش حايقدروا يدخلوا الملكوت وعلى رأس القائمة التى لن تدخل السماء 21: 8 8وَأَمَّا الْخَائِفُونَ وَغَيْرُ الْمُؤْمِنِينَ وَالرَّجِسُونَ وَالْقَاتِلُونَ وَالزُّنَاةُ وَالسَّحَرَةُ وَعَبَدَةُ الأَوْثَانِ وَجَمِيعُ الْكَذَبَةِ فَنَصِيبُهُمْ فِي الْبُحَيْرَةِ الْمُتَّقِدَةِ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ، الَّذِي هُوَ الْمَوْتُ الثَّانِي». طبعا الخائفون على رأس القائمة طيب ليه يا رب ؟ نعم لأن معنى أن واحد خايف أنه لم يستفد بالعمل اللى عمله الله علشانه ولم يستفد بتجسده , يعنى واحد ظل محتفظ بالمخاوف بتاعته بداخله ,هذا أنسان لم يعرف ربنا ولذلك لن يستطيع أن يدخل السماء ولذلك خطيرة جدا أن تكون بشارة الملاك لينا لا تخافوا وأحنا مازلنا مرعوبين من مخاوفنا سواء ليها وجود أو من خيالاتنا , وتأتى كلمة الملاك فها أنا أبشركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب ,والحقيقة وأحنا بنتأمل بنضع معانى سر التجسد ,وما معنى أن المسيح تجسد ؟ تجسد المسيح جعل مخاوفنا أنتزعت وقضى عليها وأذا كان مفيش خوف فى حياة الأنسان ففى الحال يأتى مكان الخوف فرح ,بيقول عليه الملاك أنه فرح عظيم ,والحقيقة المشكلة هنا طيب أحنا أحتفلنا بكام عيد ميلاد؟ طبعا كثير ,والسؤال التالى طيب ليه مفرحناش بهذا الفرح العظيم ,والملاك بيتكلم ومش ممكن يكون الملاك كذاب لأن كلمته صادقة أن هذا فرح عظيم ,لأن معنى ان المسيح تجسد من أجلى أن هذا فرح عظيم لا نستطيع التعبير عنه ,طيب ليه ما بنفرحش؟الحقيقة ما بنفرحش لحاجة من الأتنين ,يا أن يكون هناك عطل فى أننا نسمع هذا الخبر وهو أن ميلاد المسيح مفرح يعنى ما سمعناش أو فى عطل فى الفهم أو قد نكون سمعنا ولم نفهم يعنى ليه المسيح أتولد ,ولذلك مهم جدا فى أحتفالنا بعيد الميلاد مش أن أحنا نيجى الكنيسة بالليل ونقف ونتشيك ونأكل ونتفسح ,المهم ما يبقاش فى عطل فى السمع ولا فى الفهم لكى يستطيع الأنسان أن يكون له فرحة عظيمة جدا ,والملاك هنا بيبين لهم سبب هذا الفرح العظيم أنه ولد لكم اليوم فى مدينة داود مخلص هو المسيح الرب ,يعنى سر هذا الفرح العظيم هو هذا المولود المخلص المسيح الرب ,وأن البشارة المفرحة أنه ولد لكم يعنى هذا الميلاد يختص بيكم وهنا تمت نبوة أشعياء اللى قالها 9: 6 6لأَنَّهُ يُولَدُ لَنَا وَلَدٌ وَنُعْطَى ابْناً وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ وَيُدْعَى اسْمُهُ عَجِيباً مُشِيراً إِلَهاً قَدِيراً أَباً أَبَدِيّاً رَئِيسَ السَّلاَمِ. أن هذا الولد خاص بينا أحنا وهو مخلص ,لكن ياترى أيه مفهوم هذا المخلص؟ كلمة يسوع تعنى مخلص ,والمسيح تعنى الممسوح ,والرب اللى هى يهوه أو أدوناى ,والحقيقة أن فى سببين بيجعلوا الأنسان مايقدرش يفرح فرحة ميلاد ربنا وبيعطلوا هذا الميلاد ,وهما 1- الخطية طبعا ,يعنى لو فى خطية بداخلى وأنا متمسك بيها ومش عاوز أتوب عنها لا يمكن أن أنال الفرح ,2- عدم المحبة ,أو لو أنا فيا بغضة تجاه آخر أو مش قادر أحب واحد ,فلا يمكن أن نستطيع أن نشعر بفرحة ميلاد المخلص , والحقيقة هذان السببان هما اللى بيعطلوا أى فرحة فى حياة الأنسان (الخطية وعدم المحبة) ولكن لو كانت حياة الأنسان خالية من الحاجتين دول ,عندها يستطيع الأنسان أن يتمتع بهذا الفرح لأن الخطية تمثل عدم السمع ومعنى ذلك أن الخطية بتسد الآذان ,بينما الأنسان اللى بيكره بيعطل الفهم ولا يستطيع أن يفهم يعنى أيه أن المسيح أتولد من أجله وأن دى فرحة عظيمة ,وبعدين قال الملاك 12وَهَذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلاً مُقَمَّطاً مُضْجَعاً فِي مِذْوَدٍ». يعنى أعطاهم علامة ليتعرفوا على شخص المسيح من خلالها ,وهذه العلامة لها شقين أن فى طفل مقمط وهذا يعنى ملفوف وهم بيلفوا الطفل الصغير ولا يجعلوه يلبس ملابس واسعة فى الشتاء لأن الهواء ممكن يدخل له فيبرد ,يعنى كنوع من التدفئة بيلفوا الطفل ويغطوه ,ويلفوه بقطع من القماش علشان تكون ماسكه عليه ومانعة الهواء والبرودة عنه ,وقال الملاك يكون أيضا مضجعا فى المزود ومفيش حد غيره فى المزود ,وهذه هى العلامة التى أستدل من خلالها الرعاة على شخص المسيح لما نزلوا لبيت لحم ومن مجدل عدر من برج القطيع يدوروا فى المزاود الموجودة فى بيت لحم عن هذه الصفات ,عن طفل لسه مولود ومقمط وموجود فيه ,وأذا دى كانت هذه علامة المسيح أن طفل مولود ومقمط وموضوع فى مزود ,وكانت أول علامة عن المسيح أنه أخلى ذاته وهى علامة الأتضاع ,فهو أخلى ذاته من كل مجد من كل بهاء وصار طفلا مضجعا فى مزود وهذا هو الذى فى صورة الله فى المجد والبهاء ,بهاء مجده ورسم جوهره ,وكأن الله اللى خلقنا على صورته لم يتردد أنه يعود ويأخذ صورتنا ,فهو خلقنا مثله ولكن لما تجسد أخذ شكلنا ,والحقيقة أخذ شكلنا فى أقل صور المجد والكرامة ,وعلى العكس تماما لما خلق الله الأنسان الأول خلقه على صورته ومثاله فى المجد والكرامة والحرية والأرادة ,ولكن لما هو جاء وأخذ صورة الأنسان أخذ أقل صورة للأنسان فى المجد والكرامة أو صورة المزود علشان يفدى الصورة اللى خلقها على صورته ,وأذا كانت الأرض سكتت عند ميلاد المسيح ولم يشعر به أحد ولكن السماء لم تسكت وترنمت وفرحت ولذلك يقول:
الجند السماوى :
13وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ: 14«الْمَجْدُ لِلَّهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ». كانت أنشودة الملايكة اللى ترنمت بيها السماء أو تلك التسبحة المثلثة 1- مجد لله فى العلا 2- صار على الأرض سلام 3- وصار فى الناس المسرة ,والحقيقة هذه التسبحة المثلثة مرتبطة بعضها ببعض ,أو بمعنى آخر كل ما نعطى لله مجده كل ما الأرض ما يبقى عليها سلام وكل ما الناس تعيش فى الفرح ,يعنى الثلاثة مرتبطين جدا ببعض ,أعطى لربنا مجده فى حياتك تعيش فى سلام وتمتلىء بالفرح ,ولو ما أعطيتش ربنا مجده لن تستطيع أن تكون فى سلام ولن تتمتع بالفرح ,ولو تأملنا فى المقابلة اللطيفة ما بين ميلاد السيد المسيح وما بين هذه الأنشودة وما بين خلقة آدم الأنسان الأول وكما نعرف لما ربنا خلق آدم (وجبل الرب الإله آدم ووضعه فى جنة عدن) ووكلمة جنة يعنى جنينه وكلمة عدن معناها بهجة أو مسرة وفرحة أو بمعنى آخر أن الله وضع الأنسان داخل جنينة البهجة والمسرة ,ولكن بالرغم أن الأنسان كان عايش فى وسط البهجة والمسرة لكن ماكانش شبعان وغلط و أشتهى ,ولكن لما أتولد المسيح ربنا عكس الوضع بدل ما الأنسان كان عايش فى البهجة والمسرة جاء المسيح وقال لأ أنا حأدخل البهجة والمسرة داخل الأنسان ,يعنى المسرة والبهجة تبقى داخل الأنسان وليس الأنسان داخل البهجة والمسرة ,وجعل السرور والبهجة داخل الأنسان ,والحقيقة أحيانا كثيرا ما نرمى أحزاننا على الظروف ,ونقول آه لو كانت الظروف اللى أنا عايش فيها كويسة كنت عشت مبسوط لكن هنا ربنا عايز يقول لك أن العيب ليس فى الظروف لكن العيب بداخلك ,لكن الأنسان الجديد أو أنسان المسيح ممكن يبقى عايش فى ظروف خارجية مرة جدا ولكن بداخله بهجة ومسرة ,ولو شفنا أيوب نجده قد مر بظروف صعبة ومرة جدا لدرجة أن أمرأته قالت له سب يومك وألعن الله وموت ,ولكن أيوب لم يغلط ولم يفعل كما قالت لأن ربنا كان واضع البهجة والمسرة جواه ,وأيضا بولس الرسول وهو فى سجن فيليبى وهناك رائحة نتنة وظلمة ومساجين وواخد علقة جامدة ولكن بالرغم من كل الظروف السيئة اللى كان موجود فيها إلا أنه هو وسيلا كانوا بيسبحوا ربنا ,وهو ده الأنسان الجديد اللى أصبحت المسرة جواه ولذلك بيقول وبالناس المسرة ,يعنى المسرة صارت داخل الناس .
شهادة الرعاة :
15وَلَمَّا مَضَتْ عَنْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ إِلَى السَّمَاءِ، قَالَ الرُّعَاةُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «لِنَذْهَبِ الآنَ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ وَنَنْظُرْ هَذَا الأَمْرَ الْوَاقِعَ الَّذِي أَعْلَمَنَا بِهِ الرَّبُّ». 16فَجَاءُوا مُسْرِعِينَ، وَوَجَدُوا مَرْيَمَ وَيُوسُفَ وَالطِّفْلَ مُضْجَعاً فِي الْمِذْوَدِ. 17فَلَمَّا رَأَوْهُ أَخْبَرُوا بِالْكَلاَمِ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ عَنْ هَذَا الصَّبِيِّ. 18وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوا تَعَجَّبُوا مِمَّا قِيلَ لَهُمْ مِنَ الرُّعَاةِ. 19وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا. 20ثُمَّ رَجَعَ الرُّعَاةُ وَهُمْ يُمَجِّدُونَ اللهَ وَيُسَبِّحُونَهُ عَلَى كُلِّ مَا سَمِعُوهُ وَرَأَوْهُ كَمَا قِيلَ لَهُمْ.
وحلاوة هؤلاء الرعاة أن حركتهم سريعة فى أنهم يحولوا الخبر اللى سمعوه إلى خبرة أو حاجة يجربوها ويذوقوها ويعيشوها ,وعلشان كده النفس الشاطرة اللى عايزة فعلا تتمتع هى لما تسمع كلمة الرب تحول الخبر إلى خبرة يعنى أختبار تذوقه ,ولكن ياما سمعنا تأملات وياما سمعنا عظات وياما قرأنا كتب ولكن ظلت عند حد السمع أو حد الخبر ,ولكن ما أجمل الأنسان أنه يحول الخبر إلى خبرة وليس هذا فقط ولكن بسرعة رائعة ,قوموا نذهب مسرعين نشوف الكلام اللى ربنا قاله لنا والكلام ده فعلا نختبره وألا لأ ,وكم تحتاج الكنيسة وكم نحتاج نحن أن نكون مثل هؤلاء الرعاه أننا نقول لبعض تعالوا نشوف الكلام اللى بيقوله ربنا لنا ,مش يبقى الواحد قاعد يسمع الوعظة , وعمال يقول أهو كلام ,وبالنسبه له أن هذا الكلام مجرد خيال للتسلية ولتضييع الوقت ولكن مين يحول الخبر إلى خبرة وأختبار حى يذوقه ,بمجرد ما أختفت الملائكة فى السماء شجعوا بعضهم البعض وقالوا نقوم ونذهب إلى بيت لحم وننظر هذا الأمر الذى أعلمنا به الرب ,والحقيقة كلنا نستطيع أن نضع هذه الآيه شعار لنا (وننظر هذا الأمر الذى أعلمنا به الرب) ,وأذا كنا سمعنا اليوم أن تجسد المسيح معناه نزع مخاوف الأنسان وأن تجسد المسيح معناه فرحة عظيمة وتستطيع أن تنظر هذا الأمر الذى أعلمك به الرب ,ولما جاءوا مسرعين تحققوا من العلامة اللى قالها لهم الملاك ووجدوا أنها علامة حقيقية ممكن أن يعيشوها ,ويقول التقليد أن مثل ما كان المجوس حاملين هدايا للمسيح ,أيضا الرعاة كانوا حاملين هدايا وكان معاهم لحم ولبن وقدموا اللحم ليوسف النجار واللبن لمريم العذراء وقدموا التسبيح لهذا الطفل الوليد ,وحاليا لو ذهبنا للقدس هناك كنيسة أسمها مغارة الحليب ولها قصة لطيفة لا أعرف مدى مصداقيتها لكن هى قصة لطيفة فى معناها , أن هذه المغارة هى التى دخل فيها الرعاة وزاروا العائلة المقدسة وبيقول التقليد أن فى نقطة لبن من العذراء مريم وقت على الحجر الموجود فى المغارة فتحولت المغارة كلها إلى النور الأبيض و إلى الآن موجودة بنفس اللون ولذلك اسموها كنيسة مغارة الحليب بجوار حقل الرعاه وأيضا المكان الذى ظهر فيه الملاك للرعاه هناك أيضا كنيسة أسمها كنيسة حقل الرعاة ,ودخل الرعاة وشافوا مريم أمه وعلى رأى الناس لما بيشوفوا طفل صغير مولود بيقولوا ده طالع لأمه أو يشبه أمه لكن ساعتها أتقال العكس أن أمه طالعه ليه لأن هو الأصل ,ما أشبه أمه بيه فى أتضاعها وفى طهارتها وفى نقاوتها وفى قداستها ,والعجيبة هنا أن الحيوانات فى المزود لم تؤذى المسيح وهو طفل وليد يعنى ماحدش عضه مثلا أو رفسه وكأن هذا تبكيت للبشرية التى ستصل إلى مدى شرها أنها ستصبح فى آدميتها أشد ضراوة من الوحوش لما حيعروه من هدومه ويعلقوه على خشبة الصليب ,وكأن العلامة اللى أخذوها الرعاة بأنه طفل مقمط مضجعا فى مزود ,هذه الأقمطة عبارة عن أربطة وهى علامة بتدل عليه ,كما صار الصليب علامة تدل على المسيح لأن المسيح أتربط على الصليب ,أتدقت أيديه بالمسامير ,وكأن الأقمطة هذه مثال لما سيحدث على خشبة الصليب و أذا كان المزود هو رمز للأتضاع ,فأيضا خشبة الصليب رمز للأتضاع لأن يوم دخوله وخروجه إلى العالم وهو مقمط مربوط فى منتهى الأتضاع وكانت بيت لحم هى البقعة الأولى على وجه الأرض اللى واجه فيها الأنسان الله وعاش ,الناس شافت ربنا فى بيت لحم وعاشت ,الرعاة نظروا المسيح الإله المتجسد وعاشوا ,وكما يقول أحد الآباء أن هناك نقطتين على الأرض خاليين من الخطية و بالتالى من الدينونة ومن الموت بيت لحم حيث ولد المسيح وحيث ولدت الحياة المتجسدةوالجلجثة حيث صلب المسيح وأستعلنت الحياة على خشبة الصليب للأنسان ,يعنى فى بيت لحم وفى الجلجثة أتلغى الموت وأتلغت الدينونه وأتلغت الخطية ,وأذا كنا نحن أيضا مدعويين مع هؤلاء الرعاة أننا نتعرف على المسيح ,وهذه لكم علامة تقدروا تعرفوا بيها المسيح ,والحقيقة نحن مدعوون دائما للتعرف عليه ولكن قل ونادرا من يجد المسيح منا ,قليل جدا من يجد المسيح وقليل جدا من يراه لأننا نطلبه فى غير المزود وفى غير الصليب ,والحقيقة نحن دائما لا نطلب مسيح المزود ومسيح الصليب وعلشان كده ما بنقدرش نتوب ,ولكن بنطلب مسيح المعجزات ,مسيح القوة ,مسيح العطاء , بالرغم من أن لم يستطع أحد أن يرى المسيح إلا فى هاتين العلامتين يا إما فى المزود يا إما على الصليب ,يعنى عمرنا ما بنبحث عنه فى الأتضاع لأننا دائما بنبحث عنه فى المجد علشان كدة ما بنشوفهوش وعلشان كدة ما بنقدرش نتمتع برؤيته ,ولكن اللى عايز يتعرف على المسيح وكما قلت كلنا مدعووين للتعرف على المسيح لن تستطيع أن ترى المسيح إلا فى المزود أو على الصليب ,المهم أنهم (الرعاة) قد قصوا على العذراء مريم ويوسف الكلام اللى سمعوه من الملائكة, وهنا لوقا بيلمح لنا أنه أستقى كل معلوماته من العذراء مريم بقوله أما مريم فكانت تحفظ كل هذا الكلام متفكرة به فى قلبها ,ولذلك بيقولوا أن الأمهات هم المؤرخ الطبيعى لسنى الطفولة الأولى , المهم رجع الرعاة فرحانين بيمجدوا ربنا ويسبحوه لأنهم تحققوا من الكلام اللى قيل لهم أو كل ما سمعوه ورأوه لأنهم قدروا يحولوا الخبر إلى خبرة وكانت الخبرة شركة بينهم وبين المسيح ,لما سمعوا بخبر ميلاد المسيح ,حولوا هذا الخبر إلى حياة شركة لأنهم ذهبوا أليه وجلسوا معه وأتفاعلوا معاه وليس فقط هذا بل أيضا بشروا كمان بيه وخدموه وحدثوا الناس باللى شافوه وسمعوه وهذا ما يقوله معلمنا يوحنا فى رسالته الأولى 1: 3 .3الَّذِي رَأَيْنَاهُ وَسَمِعْنَاهُ نُخْبِرُكُمْ بِهِ، لِكَيْ يَكُونَ لَكُمْ أَيْضاً شَرِكَةٌ مَعَنَا. وَأَمَّا شَرِكَتُنَا نَحْنُ فَهِيَ مَعَ الآبِ وَمَعَ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.يعنى دخلوا الشركة على طول مع ربنا ,وأن أردت أن تحول الخبر الذى تسمعه إلى خبرة ينبغى أن تحيا فى شركة مع الله مثل المجوس لما سمعوا الخبر حولوه هم أيضا إلى خبرة وإلى شركة أيضا ,عاشوا مع الصبى وجلسوا معاه وتفاعلوا معه ,وهنا تحول الرعاه إلى خدام يبشرون بكلمة الله لأنهم حولوا الخبر إلى خبرة ولما جربوه وأختبروه أخبروا الآخرين ,وهذا هو التدرج فى الحياه الروحية ,خبر بتسمعه ,بتعيشه ,وبعدين بتخبر بيه الآخرين لأنك مش ممكن تحتفظ بالخبر لنفسك لو أنت فعلا تذوقته وأختبرته ولذلك بهذا المعنى يتحول كل أنسان مسيحى إلى خادم ومفيش واحد يقول أنا مسيحى وهو ما بيخدمش ,ومعنى كلمة أنسان مسيحى أنه سمع الخبر وأختبر بالخبرة فلابد أن يحدث الآخرين ,والحقيقة هذه هى قصة ميلاد المسيح كما قدمها لنا القديس لوقا واللى سجلها فى المراحل الأولى وهى من أول ولادته فى المزود حتى سيتسلسل فى الطقوس اليهودية فى اليوم الثامن وفى اليوم الأربعين كما سنرى فى الأجزاء المتبقية القادمة 1- ختان المسيح وتقديمه للهيكل 2- سمعان الشيخ 3- نور أعلان للأمم 4- نبوة يوسف النجار 5- حنة النبية 6- الناصرى 7- زيارة المجوس 8- الهروب الى مصر 9- العودة إلى الناصرة.
وإلى هنا تم الجزء السادس والى اللقاء مع الجزء السابع راجيا أن يترك كلامى هذا نعمة فى قلوبكم العطشه لكلمة الله ولألهنا الملك والقوة و المجد إلى الأبد آمين.

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء السابع
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء السادس
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الثالث
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الأول
تأملات وقراءات فى الميلاد العجيب الجزء الثالث


الساعة الآن 11:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024