رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"مَنْ يستر معصية يطلب المحبة ومن يكرر أمراً يفرّق بين الأصدقاء" (أم 17: 9 ) إن مَنْ يستر المعصية يتمثل بالله ويحبه الجميع. لكن الذي يكرر أمراً بقصد الإساءة لغيره، فإنه يستمد قدوته من ذلك الروح الشرير الذي يُسمَّى "المشتكي على اخوتنا". بيد أن ستر المعصية ليس معناه الاستخفاف بالخطية والسماح للإثم في الآخرين أن يأخذ طريقه دون توبيخ. بالعكس هو يعنى أن تذهب بنفسك إلى أخيك المخطئ مدفوعاً بالرقة واللطف الأخوي، لشيء تدرب ضميره فيما يتعلق بمسلكه الذي يجلب الإهانة على سيده. فإذا نجحت مساعيك فلا ينبغي أن تذكر الخطية مرة أخرى. لقد سُترت ولا يجب أن يعرف أحد شيئاً عنها. ولكن للأسف أن هذا قلما يحدث بيننا! فإن الشر سرعان ما يُذاع، والنميمة تعمل سراً، وهكذا يتنجس الكثيرون وتذبل المحبة وتُهدم الشركة. إن الشخص الذي يجول مُردداً أموراً ليس لها ضرورة فعلية، إنما يورط نفسه في مهمة تعسة وذلك أنه يفرِّق بين الأصدقاء الأعزاء عن طريق خطواته الذميمة ويجلب التعيير على اسم الرب. إنها لمأساة أن شعب الله غير متنبه إلى هذا المسلك الشرير، مسلك النمام. إنه يجب الابتعاد عن هذا الشخص، كما يبتعد عن الأبرص النجس الذي ينجس مَنْ يقترب إليه. إن الله وحده هو الذي يجب أن يسمع قصة عار الأخ المحزنة. ففي أذنيه تعالى يجب أن يسكب كل شيء مصحوباً بصلاة حارة لرَّد نفس الأخ الذي ضل. أما إذا أصررت على إذاعة بيانات عن أخطاء أحد الأخوة في آذان القديسين رفقائك، فأنت إنما تحزن وتؤذى مَنْ تحاول أن تجعلهم يصغون إليك. قال واحد: لو أغواك مَنْ يريدك أن تقص عليه أشياء معيبة عن أخ غائب، فمن الأفضل أن تسأل نفسك هذه الأسئلة الثلاثة: هل الأمر صحيح؟ وهل هذا من المحبة؟ وهل هو ضروري؟ وأنا أضيف سؤالاً رابعاً: هل تكلمت مع أخي الغائب عن هذا الأمر شخصياً؟ وأنني أتصور نتيجة هذه الخطوات، فإنها ستغلق الباب في وجه كثير من التقولات. لقد كان ناثان النبي حازماً، استطاع أن يوبخ في دائرة خوف الله، وأن يستر الخطية حينما ظهرت التوبة (2صم12)، وفى سنبلط نرى مثال النمّام الذي سعى جهده لإيجاد فرقة بين نحميا وأخوته بمحاولة زعزعة ثقتهم في نزاهته واستقامة مسلكه (نح6). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|