رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
" لأن الأعمال التي أعطاني الآب لأكملها هذه الأعمال بعينها التي أنا أعملها هي تشهد لي أن الآب أرسلني " ( يوحنا ٣٦:٥). يصف الكتاب المقدس المسيح بالشاهد الأمين فهذا الشاهد الأمين أعلن ذاته وأظهر جوهره الإلهي. وكذلك الآب أعلن مجد ابنه لأنبياءه المغبوطين. ومنهم يوحنا المعمدان الذي شهد له أمام جمهرة الناس، معلناً أنه حمل الله، وكذلك الآب نفسه شهد له قائلا: "هذا هو إبني الحبيب الذي به سررت" (متّى ٢ :١٧ )، "والروح القدس شهد له أيضا حين نزل عليه مثل حمامة" (متّى ٢ :١٦ ). لقد كانت شهادة المعمدان نوراً يبعث الرجاء في النفوس ويبدد ظلمة تاريخ البشر الطويل. غير أن كثيرين من الناس اعتبروا هذا الحادث كمعجزة مسلية عابرة، وليست فرصة أخيرة للخلاص. لم يكن المسيح في حاجة إلى شهادة الناس، لإثبات عظمته. لأن أعماله الإلهية خلال خدمته أعظم برهان على أنه إبن الله الحي. ولكنه استشهد الآب، وهو أصدق الصادقين. ولعل المسيح تنازل عن شهادته لنفسه انسجاماً مع تواضعه، الذي اقتضى أن لا يطلب مجد نفسه. ومع ذلك فقد أشار المسيح إلى شهادة يوحنا المعمدان، وقال أنها شهادة حق. وكان على الفريسيين أن يقتنعوا بشهادة يوحنا المعمدان. لأنها شهادة صادقة. لم يقل المسيح أنه شهد لي، بل قال شهد للحق. وبما أن المعمدان كان قديساً صالحاً خبيراً بالإلهيات، صارت شهادته إثباتاً كافياً لدعوى المسيح، لو أنه أراد أن يستند على شهادة بشر. وإنما أشار إلى شهادة يوحنا لمنفعتهم، فلو أصغوا إليه لخلصوا. كان يوحنا يومئذٍ في السجن، ومع ذلك خدمه المسيح ووصفه بالسراج الموقد المنير، باعتبار كونه مرسلاً، ليهيء قلوب الناس لقبوله. وكذلك الأنبياء في العهد القديم، شهدوا للمسيح أيضاً. وأشاروا إلى مجيئه، وحسبوه ذروة تاريخ العالم. وقد تنبأوا بكل دقة عن تجسده وحياته وموته وقيامته، ولكن اليهود لم يؤمنوا، بل بقوا منتظرين مسيحاً آخر، متوقعين أن تدلهم النبوات على مسيح حسب أفكارهم. وبهذا شطوا، وانفصلوا عن العالم. وإلى اليوم ما زال الله يشهد لإبنه بواسطة الروح القدس، العامل في الناس، مستخدماً أيضاً الكتب والإذاعات والحوادث الكونية. فهل تأتي إليه، لتحصل على الحياة الأبدية؟ إن كنت لا تفهم أقواله، فآمن به لأجل أعماله! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|