"خبأت كلامك في قلبي لكي لا أخطئ إليك"
(مز 119: 11 )
ما أحلى الطاعة والخضوع لسلطان الكلمة، فمكتوب :
"أنت أوصيت بوصاياك أن تُحفظ تماماً" (مز 119: 4 ) . "في حفظها ثواب عظيم" (مز 119: 4 ) . "إن حفظتم وصاياي تثبتون في محبتي كما أنى أنا قد حفظت وصايا أبى وأثبت في محبته" (مز 119: 4 ) . "إن أحبني أحد يحفظ كلامي ويحبه أبى وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً" (مز 119: 4 ) . "فإن هذه هي محبة الله أن نحفظ وصاياه. ووصاياه ليست ثقيلة" (مز 119: 4 ) . نرى من هذا ما يعطيه الله من أهمية لمعرفة كلمة الله وإطاعتها. وإذا فعلنا هذا، سيكون سؤل قلوبنا "يارب ماذا تريد أن أفعل؟".
إن أول خطية ارتكبها الإنسان كانت عصيان الله. نعم إن الخطية هي عمل شيء ما بدون التفكير في حقيقة أن الله له سلطان علينا. إنه فعل الإرادة الذاتية (1يو 3: 4 ) . وهكذا كل ما نفعله بدون الاستفهام عن مشيئة الله وإخضاع أنفسنا لها، ما هو إلا الخطية.
ويا له من مثال كامل لحياة الطاعة نراه في الرب يسوع! لقد جاء إلى الأرض ليفعل مشيئة الله (عب 10: 7 ،9). ولأجل هذا كان عليه أن يتعلم الطاعة (عب 10: 7 ) لأن الطاعة كانت شيئاً غريباً بالنسبة له كالله الأزلي. لكن وهو هنا على الأرض، استطاع أن يقول "لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه" (عب 10: 7 ) . "طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني وأتمم عمله" (عب 10: 7 ) .
ماذا كان وقع الأمر على الله أن يرى في هذا العالم حيث الناس لا يفعلون إلا إرادتهم الشخصية فقط؟ هذا الإنسان الذي عمل فقط مشيئة الله مع أن مشيئته الشخصية كانت كاملة ومقدسة!
وماذا يكون وقع الأمر بالنسبة لله حينما يجد حتى الآن أُناساً كل رغبتهم وسرورهم أن يخدموه، ولأجل ذلك يفحصون كلمة الله باجتهاد لكي يتعلموا أن يعرفوه ويعرفوا مشيئته! ويا لها من فائدة عملية وعظيمة نجنيها لأنفسنا من قراءة الكلمة، إذ تزداد معرفتنا وإدراكنا لها. إن قلوبنا تصبح سعيدة، بينما نحن نرى مجد الرب فيها، بجانب كل ما أعدته محبة الله لنا.