منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 12 - 2012, 04:48 PM
الصورة الرمزية بنتك انا
 
بنتك انا Female
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  بنتك انا غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 84
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 35
الـــــدولـــــــــــة : فى ارض الغربة
المشاركـــــــات : 23,149

تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا أريحكم " متى 11 : 28






سبق لكل منا أن سمع أو قرأ لا بل حفظ و ردد هذه الآية !!!
تُرى أي شعور ينتابك وأنت تقرأ هذه الآية ؟ وأي مشهد يترأى لك ؟ هل وصلتك دعوته؟
هلموا اليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال ، حيث أنا هناك الراحة لكل متعب وقلبي واحة لكل مُثقل و صدري متكأ لكل منهك .
حين أقرأ هذه الآية يترأى لي السيد المسيح تحيط به جموع غفيرة من البشر من مختلف الالوان والاجناس ومختلف الطبقات الاجتماعية . لكل منهم طلبة خاصة ، فمنهم من جاء مقيدا بالشرور والخطايا يلتمس الغفران ومنهم من جاء ملتمسا للعون ومنهم من جاء ينشد العزاء وراحة البال و منهم ... ومنهم .... . هذا هو السيد المسيح مريح التعابى ، تأتي اليه النفوس المثقلة فتستريح ، وتأتي اليه القلوب المرتاعة فتطمئن وينظر اليه الحزانى فيتعزون ، ويلتمسه الخطاة فينالوا باسمه الغفران . الجميع من كل حدب وصوب يأتون اليه ،فهو الذي :" أحزاننا حملها وأوجاعنا تحمّلها " وهو "المجروح لأجل معاصينا " ، "المسحوق لأجل آثامنا " و "بحبره (دمه) شفاؤنا" .
"تعالوا اليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الاحمال وأنا أريحكم " ما أروعها من كلمات تكشف مدى محبة الله لنا وغنى رحمته و تعبرعن شوقه العارم لضم جماهير التعابى والمثقلين الى صدره الذي يتدفق حنانا ومحبة. هو الذي يعطي راحة لا قوة في الوجود تعكر صفوها ، أما السلام الذي يعطيه فعميق عمق المحيط ، وليس للعواصف تأثير عليه .
فلا الآلام ولا النوائب تعكر راحتنا في المسيح يسوع أو تسلب فرحنا في الرب الذي هو منبع كل قوة لاحتمال عذابات هذه الحياة . أما عن الموت فطوبى للأموات الذين يموتون في الرب منذ الآن ، نعم يقول الروح ، لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم (رؤيا 13: 14). انهم يستريحون في منازل الآب في المكان الذي أعده المسيح يسوع . هناك لن يكون تعب ولا وجع ولا حزن وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم (رؤيا 21: 3- 4).
قد يستريح البشر من امراض الجسد ،لكن أصح الاصحاء معرض للضعف .أما في ديار الرب لن يشكو أحد من ضعف الجسد فالمسيح يسوع سيغير شكل جسد تواضعنا الى شبه جسد مجده . وقد يستريح التعابى في هذا العالم من الفقر ، لكن أغنى الأغنياء يحتاج الى بر الله من أجل راحة ضميره .قال الرب يسوع "احذروا وتحفظوا من كل بخل لأنها ليست حياة أحد بكثرة أمواله" لوقا 12: 15 . وقال الحكيم :"أي فائدة للإنسان من جميع تعبه ومن كآبة قلبه التي عاناها تحت الشمس . إنما أيامه كلها أحزان وأعماله كروب حتى في الليل لا يستريح قلبه " جامعة 2: 23 – 24 . أما في ديارالرب فلن يكون عوز ، لأن المتقين يتمتعون بميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل.
لنقرأ معا ماذا يقول أشعيا في الفصل 26 آية 17- 19، يقول :" كما أن الحبلى التي قاربت الولادة تتضور وتصرخ في مخاضها هكذا كنا أمامك يا رب . حبلنا تضورنا وكأنا ولدنا ريحا فلم نجعل خلاصا في الارض ولم يسقط سكان المسكونة .ستحيا موتاك وتقوم أشلائي . استيقظوا ورنموا يا سكان التراب .نداك ندى النور والارض تسقط الجبابرة ".
إن جماعة المؤمنين الذين يعيشون في مخافة الله ،يدخلون في حالة مخاض لينجبوا خلاصاً . و عندما نسمع آلامهم نتوقع ميلادًا جديدًا، حيث يموت الإنسان القديم بكل أعماله ويولد الإنسان الجديد الذي على صورة خالقه. وشعب الله حتى وإن كانوا أمواتًا فسيحيون. فأي راحة وأي فرح و سلام نشعر به !!! نعم ،فمكان راحتنا هو بقرب الله وبهجتنا بقرب قلب الله!!!

قديما هتف داود قائلا:" لما تكاثرت الهموم داخلي ، سَرّت نفسي تعزياتك "مزمور 93(94):19. في الحقيقة كثيرة هي هموم دنيانا،لكنها لا تعني بالضرورة يأسا للمهمومين. قد تأتي الهموم من أفكار شريرة أو تنتج عن ريبة و شك أو عقد نفسية أو .... . وبين هذه وتلك ينتاب الانسان شعور بانقباض النفس ، فيعيش مهموما بينما كان في استطاعته الفرح لو أنه لبى راعي النفوس ومخلصها الذي قال :" توجهوا اليَّ واخلصوا يا جميع أقاصي الارض فإني أنا الله وليس آخر"أشعيا 45: 22 . وتراوده أفكار مظلمة ، بينما كان بإمكانه أن يحيا في النور لو أنه التجأ الى الرب يسوع الذي قال :"انا نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة "يوحنا 8: 12 .
هذا ما فعله داود حين ألمّت به البلايا وعصفت بقلبه الهموم ، فأراحه الله و أعطاه فيضا من سلامه الذي يفوق كل عقل ،فكتب لنا من عمق اختباره يقول :" فوض الى الرب طريقك وتوكل عليه وهو يفعل .و يخرج كالنور برك وكالظهيرة قضائك " مزمور 36(37):5- 6 . ما أعظمه من إمتياز لا يحاول الكثيرون الاستفادة منه، بل وللتخلص من همومهم يلجأون الى وسائل تزيدهم هما وبؤسا من ادمان الخمور والمخدرات و .... . هؤلاء لا يخدعون سوى أنفسهم ، فهم وكما يقول الشاعر :" كالمستجير من الرمضاء بالنار".
قال سليمان في أمثاله :" أ يأخذ إنسان ناراً في حجره ولا تحترق ثيابه . أم يمشي أحد على الجمر ولا تكتوي قدماه " أمثال 6: 27 ، في الواقع كل تصرف خاطيء وكل ممارسات رديئة تعود بنتائج مفجعة تقوّض صروح الاستقامة والفضيلة و تهلك النفس .
"لما تكاثرت الهموم داخلي"، تلك الهموم التي تنبع بالتأكيد من إرادتي الحرة، "سَرّت نفسي تعزياتك "، هذه التعزيات ليست فقط تنزع الهموم من القلب، بل وتنعم عليه بالبهجة والحبور. ففي وسط التجارب والأحزان لا تتركنا تعزيات الله.
و"يبرهن كتاب الله المقدس في عدة عبارات أنه لابد للإنسان أن يعاني من اضطراباتٍ في هذه الحياة، كما تُتاح له تعزيات كثيرة أيضًا. وفي وسط تلك الأمور جميعها، فإن روحًا تتسم بالعزيمة القوية واليقظة وإدراك الحق، يجب أن تغلب الضيقات الراهنة، وتتطلع إلى تلك الوعود بالفرح الأبدي. إن التعزيات تفوق الضيقات والأتعاب حقًا وفعلًا، لأنها تمنح الهدوء والطمأنينة وسط الصعاب الحالية، وتعطي الرجاء في الأمور العتيدة. لهذا يقول بولس الرسول أيضًا: "إن آلام الزمان الحاضر، لا تُقاس بالمجد العتيد" (رو 8: 18). حقًا إنها لا تستحق أن تُقارن بالتعزية" -القدِّيس أمبروسيوس.
إن الهموم بلا تعزيات كحجري رحى يسحقان الانسان المهموم ، أما تعزيات الرب فهي الصليب الذي يحمله الانسان ويسير خلف المسيح يسوع و بالنعمة يحوله المسيح نيرا هينا وحملا خفيفا ،يمنح حامله الراحة والسعادة .
نقرأ في الانجيل بحسب البشير مرقس أن المسيح يسوع إذ رأى تلاميذه مجهدين مهمومين قال لهم :" تعالوا أنتم منفردين الى موضع خلاء واستريحوا" مرقس 6: 31 . ونحن كم يجب أن نشكر الرب الاله ، لأنه أعد لنا بيوتا لنستريح فيها من أتعابنا . والأهم أنه هنا معنا ، وهو على استعداد لأن ينزع منا القلب المتعب المهموم ويهبنا قلبا مفعما بالطمأنينة والسلام. فلنوجه أنظارنا اليوم والآن الى مريح التعابى .
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم
تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم.
"تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم"
تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم
تعالوا الىّ ياجميع المتعبين والثقيلى الأحمال..وأنا أريحكم


الساعة الآن 03:18 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024