المتغيرات والاحتياجات
البابا تواضروس الثانى
المحاضرة ألقيت بتاريخ 3 ديسمبر 2012 فى مؤتمر الإيمان و السجون بدير الأنبا بيشوى العامر (مكتوبة مخصوصا لمنتدى الفرح المسيحي)
القراءة من رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبى أصحاح 2 عدد 12 و 13
" إذا يا أحبائى كما أطعتم كل حين ليس كما فى حضورى فقط بل الأن بالأولى جداً فى غيابى تمموا خلاصكم بخوف ورعده . لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا م أجل المسرة " فليبى 2 : 12 و 13
نحن نحاول أن نرسم صورة لهذا العالم الذى نعيش فيه على ضوء بعض المعلومات :
1
الإنسان يتكون من فكر ( عقل ) + عمل ( يد ) + قلب ( مشاعر )
Head Hand Heart
وهذا هو تعريف الإنسان وهذه الثلاثة قد خلقها ولكن حدث تشتت علي هذا النحو
العقل تشتت خلال الـ Midia رسائل الإعلام
اليد تشتت خلال الـ Market الأسواق و التعاملات
القلب حيث موضع سكنى الله فى الإنسان تشتت خلال الــ Money المال ولذلك نحن أمام
Midia Market Money
وصار كارت الــ Visa هى المعابد التى يعبد فيها الإنسان وهكذا أصبح الإنسان عبداً لهذه الأمور الثلاث .
الفكر مشغول بوسائل الإعلام Head Midia
واليد مرتبطة بالأسواق و الشراء Hand Market
و القلب مستعبد للمال Heart Money
ونتج عن ذلك ما يلى : -(مكتوبة مخصوصا لمنتدى الفرح المسيحي)
أولاً – عقد الإنسان بدأ يبحث عن الفضائح Scandies
و المجلة التى تتخصص فى الفضائح هى التى يزداد توزيعها وهذا ما أطلق عليها الجرائد الصفراء .
ثانياً – يد الإنسان بدأت تنشغل بالرياضة Sport
ثالثاً – القلب صار مشغولاً بالجنس Sex
ولا شك أن الله قد خلق الإنسان فى صورة رائعة جداً فهو تاج الخليقة ، ولكن التغيرات قد حدثت فى كيان الإنسان ، وصارت صورة الإنسان مؤلمة جداً وعندئذ حدثت تغيرات كثيرة جداً .
1 ] أول متغير هو حدوث أزمة مالية تهدد بالبطالة وتنتج عن ذلك سرد توزيع الثروة ، ونتج عن البطالة قضية أطفال الشوارع Homless وازدادت الجريمة جداً ونشأت كذلك حالات النصب على كل المستويات وإنهيار اقتصاديات بعض الدول مثل اليونان . (مكتوبة مخصوصا لمنتدى الفرح المسيحي)
2 ] و المتغير الثانى هو الهجرات الواسعة الداخلية والخارجية بحثاً عن المال
أو بحثاً عن زيادة العلم أو بسبب لم الشمل أو نتيجة الضغوط الاقتصادية ،
أو الاجتماعية ولذلك تغيرت خطة التنمية ، وكانت النتيجة هى تناقص أعداد المسيحيين فى منطقة الشرق الأوسط وهذا هو ما نراه الأن أن المسيحيين
فى الشرق الأوسط و شمال أفريقيا قد هربوا .
و السؤال الأن :
من الذى يشهد للمسيح ؟
3 ] الاتجاه الدينى هو الغالب باستمرار وبصفة عامة ونتج عن ذلك صدام الحضارات وظهرت المذاهب والأديان و الثقافات والفكر الطائفى ولا شك أن الاتجاه الدينى له تأثير كبير فى أوروبا وأمريكا ، وظهرت نظرية الأديان كالألوان
( التعددية ) ونظرية الإخلاص أهم من الخلاص وسقطت حدود الجغرافيا وزهر التوحد – ليس وحده العالم بل التوحد . والتليفزيون هو الذى يوحدنا ونتيجة ذلك ظهرت و السحر و الأرواح والأحلام وشخصيتك من خلال البرج الخاص بك وظهرت أيضاً قنوات متخصصة فى السحر وتفسير الأحلام . (مكتوبة مخصوصا لمنتدى الفرح المسيحي)
4 ] الإباحيات :
العالم الأن فى إباحية Sex oniented
وكل شئ موجه من ناحية الاباحيات قنوات ومواقع عديدة أخدشت صورة العفة وظهر العالم عارياً وظهرت أيضاً خطايا الزنا و النجاسة فى المواقع المقدسة ومع الأشخاص المكرسين ، وسقط الإنسان فى هذه الضعفات .
والسؤال الأن :
كيف نحفظ نقاوة حياتنا ؟
5 ] صانعة التسلية و الترفيه :
صارت صناعة رئيسية ، و الوجبات السريعة Take away وأصبحت كاملة لا يدخلون المطبخ وينشغلون بكيفية تقديم أشياء فى منتهى الجاذبية ، وانتشرت أفلام الكارتون بشكل ساحق فى العالم وظهرت الأغانى D. J وانتشرت الحفلات بعد الأكاليل و المهم فى ذلك التسلية و الحفلة التى بعد الأكليل .
وظهرت تجارة الأيس كريم ، فى أوروبا على سبيل المثال ينفق 13 مليار يورو
( 13 الف مليون يورو ) على تجارة الأيس كريم .
والسؤال الأن هو :
ما هو نصيب كنيستنا من هذه الصورة التى شرحناها سابقاً
1 ] اختلاط البعد الروحى بالبعد الاجتماعى :
وكثيراً ما يضفى البعد الاجتماعى على البعد الروحى ولكن ما هى مسئوليتنا عندئذ ؟ إن كنيستنا هى أولاً كيان روحى ، المناراتان و القبة هى شكل اليدين المرفوعتين للصلاة ويجب أن نضع أمامنا البعد الروحى أولاً وأن يكون هذا البعد الروحى كياناً كبيراً ، وأن البعد الاجتماعى بالروحانية .
2 ] الإمكانيات الكنسية فى ازدياد :
الأنشطة و السفريات و
– الإمكانيات الكنسية يجب أن توجه توجيهاً صحيحاً والإسراف و الخوف أن هذه الإمكانيات تشغلنا عن الهدف وهو خلاص النفوس وأن تكون هذه الإمكانيات سبباً فى تمجيد الذات ( أنا عملت ...... أنا أنشأت ........ أنا أشريت ........... الخ )
والقديس يوحنا فم الذهب يقول عن الفقراء أنهم هم حراس الملكوت ويقول
أيضاً : ما معنى أن تغطى المذبح بذهب وتترك المذبح الحى ( الفقراء ) عرياناً . (مكتوبة مخصوصا لمنتدى الفرح المسيحي)
إن الله منحنا الإمكانيات لسد احتياجات أخوتنا المحتاجين .
3 ]نقص روح التكريس الحقيقى لدى الشباب
وبدات الاشتراطات المطلوبة بدأت تتنازل ، ولكن التكريس الحقيقى هو التهاب القلب لخدمة المسيح ، والكنيسة الحية هى التى تقدم مكرسين حقيقيين
( راهبات – كهنة ) حقيقيين .
4 ] تزايد المشكلات الأسرية بصورة مفزعة
وهذا ناتج عن ضعف تكوين الأسرة وضعف وحدتها ، وتقول الاحصائيات أن كل خمس قضايا أسرية أمام المحاكم من بينها حالتين تخص المسيحيين . (مكتوبة مخصوصا لمنتدى الفرح المسيحي)
- ويلاحظ أن المشكلات الأسرية تستنزف وقت الكاهن و الخادم وهذا ينعكس على وقت الافتقاد ويقول القديس يوحنا فم الذهب :
أن الأسرة هى جمال الكنيسة وهى ايضاً قوة الكنيسة . أن الضعفات التى تظهر على الأسرة بعد تكوينها إنما تؤثر على مستقبل هذه الأسرة .
5 ] قلة نماذج القدوة الجيدة
على كل المستويات فى الأسرة و الكنيسة والعالم ندرت نماذج القدوة ولكن يجب أننا نعلم أننا لا نخدم بكلامنا بل بقدوتنا ولذلك يقول الرسول بولس : (مكتوبة مخصوصا لمنتدى الفرح المسيحي)
" كونوا متمثلين بى كما أنا أيضاً بالمسيح " 1 كو 11 : 1
وغياب نماذج القدوة اثر كثيراً على الخدمة أما نماذج القدوة فلها تأثير قوى جداً يقول القديس يوحنا فم الذهب :
" علمنى بحياتك قبل كلامك . إن هذا أفضل جداً "
و الأن نتحدث عن الاحتياجات :
1 ) الاهتمام البالغ بقضية التعليم :
و التعليم هو مفتاح التغيير و المقصود هو التعليم الحقيقى على كل المستويات ، سواء المستوى الإلزامى أو مستوى مدارس اللغات والتعليم المطلوب هو أيضاً التعليم الكنسى للآباء الكهنة و الخدام . (مكتوبة مخصوصا لمنتدى الفرح المسيحي)
ولا شك أن استثمار البشر هو أفضل استثمار وهكذا مثل البابا الكسندروس حين احتضن أثناسيوس منذ طفولته ثم صار البابا أثناسيوس الرسولى .
وهكذا يقول الرسول بولس :
" ولا تشاكلوا هذا الدهر ، بل تغيروا على شكلكم بتجديد أذهانكم لتخبروا
ما هى أرادة الله الصالحة الروحية الكاملة " رو 12 : 2
2 ) بناء الشخصية :
أن بناء شخصيات من تخدمهم هو أمر مهم جداً وأحياناً نحن ننخدع بالأعداد الكبيرة ، ولكن كنيستنا قائمة على التلمذة .
ويجب على كل كاهن أو خادم أن يهتم بثلاثة او أربعة تلاميذ يعلمهم ويتلمذهم .(مكتوبة مخصوصا لمنتدى الفرح المسيحي)
إن منظومة الأعداد الكبيرة قد تكون خادعة ولذلك يجب عمل برامج حقيقة خلالها يمكن تربية أولادنا تربية حقيقة .
وكذلك العظة يجب أن تكون موجزة وبها رسالة واضحة
وفى منظومة بناء الشخصية يجب أن نتجنب روح اليأس وروح الكسل وروح الامبالاه .
إن المتفائل يرى فى كل خطر فرصة ، و المتشائم يرى فى كل فرصة خطر
3 )الاحتياج الروحى والإيمان
إن الاحتياج الروحى والإيمان هو صمام الأمان القوى لكل إنسان
والاحتياج الروحى له أبعاد ثلاثة
+ الصلاة
+ الكتاب المقدس
+ الأسرار
4 ) الاحتياج للنجاح :
نجاح فى حياتنا ، وفى خدمتنا وفى أنشطتنا ، نجاح فى حياتنا الروحية وحياتنا الاجتماعية
ومتطلبات النجاح كما يلى
أ – نظام ( ن )
ب – جهاد ( ج )
جـ - إيمان وثقة فى الرب يسوع ( 1 )
د – حب للعمل و المخدومين ( ح )
وهذه هى سوائل النجاح عند الإنسان
العرق التعب
الدموع الصلاة المرفوعة
الدم الطاقة التى تبذل
5 ) الحياة جميلة
يجب أن نشرح للأخرين الذين نخدمهم أنه فى كل ظروف حياتنا أن الحياة جميلة ، والأحساس بهذا الجمال يحتاج أن نجدد الأمل كل يوم . (مكتوبة مخصوصا لمنتدى الفرح المسيحي)
ولنبدأ بداً حسناً ....... وهو يبدأ معنا
يا ليت روح الله يوجد فى بيوتنا وفى خدمتنا
البابا تواضروس الثانى
