كنيسة أورشليم تعرج بين الفريقين
فى سنة 346 م عاد البابا أثناسيوس من المنفى الثانى فذهب إلى أنطاكية ليقابل أمبراطور الشرق قسطنطيوس الذى سمح له بالعودة إلى كرسيه وفى طريق عودته مر على أورشليم فإستقبله اساقفتها إستقبالاً حافلاً ، وعقدوا مجمعاً أشادوا فيه بأرثوذكسية أثناسيوس ، بل أنهم كتبوا رسالى بخط أيديهم إلى إكليروس وشعب الإسكندرية يهنئونه بعودة أثناسيوس ، وهكذا رأى المؤرخين أن أساقفة أورشليم كان منحازاً نحو الأرثوذكسية نوعاً ما ، وظل الحال أرثوذكسياً فى أورشليم حتى سنة 348م .. ولكن فى السنتين التاليتين من 348 - 350 م بدأ ألأسقف كيرلس الأورشليمى (رسم اسقفاً على أورشليم سنة 350 ) قبل أن يرسم أسقفاً فى إلقاء عظاته ، ومن دارسة هذه العظات يمكن بوضوح إكتشاف بداية ونو ما يسمى بنصف الأريوسية (3) فى اورشليم على يد هذا المعلم العملاق حتى قبل أن يصير أسقفها ، وما يعرف عنه أنه كان من جماعة الأوريجانيين ومن المقاومين لإيمان نيقية فيما يخص بــ " الهوموؤسيوس " (4) والذى يعنى مساواة الإبن مع الآب فى الجوهر وكان يستعمل بدلاً منها " الممائلة " فقط مستخدماً الألفاظ الإنجيلية .
(1) كتاب حقبة مضيئة فى تاريخ مصــر - بمناسبة مرور 16 قرناً على نياحته - القديس أثناسيوس الرسولى البابا العشرون 296 - 273 م سيرته , دفاعه عن الإيمان عند الأريوسيين , لاهوته - العلامة الروحانى الأب متى المسكين - عدد صفحاته 824 صفحة- الطبعة الثانية 2002 م ص 220 وما بعدها
(2) الكنيسة القبطية الأرثوذكسية - كنيسة علم ولاهوت - طبعة تحضيرية 1986 م - القمص تادرس يعقوب ملطى
(3) أجمع المؤرخين أن الأريوسية كانت تتكون من عدة طوائف ، ومن المرجح أن كيرلس الأورشليمى كان من طائفة الأريوسيين الأولى
(4) a - Cyril of Jerusal. cat. V. 12
b - Caspare IV. pp. 146- 162.