رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حياة الفضيلة والبر ((19)) بقلم قداسة البابا شنودة 17\10\2010 من له أذنان للسمع فليسمع (مر4 :9 :23 ) ومن أمثلة الذين سمعوا الكلمة واستجابوا تلاميذ المسيح.متي لاوى حالما سمع كلمة اتبعني ترك مكان الجباية وتبعه متى 9:9 وكذلك بطرس وأخوه أندراوس تركا السفينة والشباك والأهل،حالما سمعا عبارة هلم ورائي فأجعلكما صيادى الناس مرا:7ا،18 وكذلك فعل يوحنا ويعقوب.. ونفس الوضع أيضا مع شاول الطرسوسى«أع 9 »ولهذا قال السيد المسيح مطوبا تلاميذه: «أما أنتم فطوبى لآذافكم،لأنها تسمع ذلك لأن هناك اخرين لهم أذان لاتسمع مز 8 :اا دؤ 21:28 وما أكثر الأمثلة لهذا النوع وما أكثر أسبابها.. السيد المسيح نفسه كان كثير من معاصريه لهم أذان ولكنها لاتسمع. آذان لاتسمع أول أذن لم تسمح كانت لآدم وحواء.. سمعا الوصية وكأنهما لم يسمعا تذكرا الوصية بحذافيرها وعملا العكس! تك 3 لماذا؟ لأن كلمة أخرى قالتها الحية غطت على كلمة الله إليهما وكانت أكثر تأثيرا وأكثر إغراء وإذا كلمة الله وكأنها لم تسمع لذلك احترس من أن الكلمة يخطفهإ أحد منك كما قيل فى مثل الزارع أن بذارا خطفها الطير فلم تنبت «متى : 4 » ألقيت البزار اى نزلت على الأذن ولكن هناك من خطفها.. تسمع النصيحة أو العظة وتتأثر ويأتى إنسان أخر تأثير أخر يغطى على الكلمة ويخطفها منك ويترك عندك تأثيره هو. قايين سمع الإنذار من الله وكأنه لم يسمع!فلماذا؟ كانت هناك مشاعر وانفعالات فى القلب غطت على كلمة الله،،أزالت تأثيرها وكأنه لم يسمع! كانت مشاعر الحسد والحقد والغضب التى فى قلبه،كأنها حاجز قوى يمنع كلمة الله من أن تدخل فسمها كأنه لم يسمع.. كان مشغولا بسماع صوت الحقد والحزن الذى فى قلبه. قال له الله احترس الخطيئة أمامك ولاتزال تسود عليها احرص ألا تخطىء ولكن الانفعالات الداخلية كانت تمنعه من سماع النصيحة.. وبعد أن كلمه الله ذهب وقتل اخاه!! احترس إذن من انفعالاتك الداخلية ومن سيطرتها الشاب الغنى كلمه المسيح وقدم له كلمة منفعة ولكنه مضى حزينا ولم يسمع للرب متى 9 ا: 22 فلماذا؟ لأن هناك شهوة فى القلب تمنع وصول الكلمة للقلب مع إن هذا الشاب كان يحفظ الوصايا منذ حداثته ولكنه عند الوصية الخاصة بالمال لم يستطع أن يسمع لأن هنا كانت الشهوة المسيطرة التى تحجب كل وصية وكل كلمة وتصد وترد كإنسان مستعد ان يسمع لك فى كل شىء ماعدا شيئا واحدا لايستطيعه. هنا عدم السمع ليس مطلقا ولكنه فى شىء واحد فى نقطة الضعف فى الشهوة المسيطرة.. مثال سليمان الحكيم كان أحكم الناس جميعا وقد اخذ الحكمة من الله ولكنه من جهة شهوة النساء والتزوج بالنساء الغريبات لم يستطع أن يسمع كلمة الله ولم يكن قلبه امينا للرب مثل أبيه امل 1:11 - 10 ولم يحفظ ما أوصى به الرب.إذا وجدت أذنك لاتسمع أبحث ماهو السبب؟ اذهب إلى طبيب أذان يعالجك بل اذهب بالأكثر إلى طبيب قلب يكشف ما فى قلبك من شهوات مثل أى إنسان يخالف أباه وأمه ويخالف الوصية والكنيسة ويخالف القانون أيضا لأن هناك شهوة فى قلبه يريد أن يحققها والشهوة تصم أذنيه عن السماع. أحيانا يكون عدم السماح بسبب قساوة القلب.. ولذلك يقول الكتاب إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم عب 15:3 فرعون كان من هذا النوع القاسى القلب الذى لم يستطع أن يسمع لكل إنذارات الله ولم تؤثر فيه كل الضربات وكم من مرة صرخ إلى موسى وهرون ووعد بأن ينفذ ثم عاد كما كان.. والقساوة تولد العناد والعناد يمنع من سماع الكلمة: العناد الذى يغلق القلب ويغلق الفكر ومهما قيل له من كلام نافع ومقنع لايسمع! إنسان متشبث بفكره مهما كلمته كأنك لم تتكلم لأن فى التشبث بالفكر نوعا من الكبرياء تغلق الأذن عن السماع بعكس الوديع المتواضع يمكن أن يسمع حتى إن أخطأ يقبل التأنيب والنصيحة ويصلح طريقه ويسمع الهراطقة كانت لهم أذان.لاتسمع،اغلقها العناد والكبرياء. أريوس مثلا لم يسمع لصوت بطريركه ولا لصوت المجمع المحلى الذى عقد الرسائل التى أرسلها الرب إلى الكنائس السبع التى فى أسيا كل منها تشمل عبارة أنا عارف أعمالك، وتنتهى بعبارة من له أذنان للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس ونريد اليوم أن نتأمل هذين الأمرين. رسائل للكل: جميل أن الله يرسل رسائل للناس،يبعث كلمته للكل.للابرار والأشرار معا للذين يحبونه وللذين تركوا محبتهم الأولى يرسل حتى إلى ملاك كنيسة ساردس الذى قال له الرب إن لك اسما أنك حى وأنت ميت رؤ 3 :اوالى ملاك كنيسة لاوديكية الذى قال له لست حارا ولا باردا بل انت فاتر. أنا مزمع أن أتقياك من فمى رؤ 3 :15، 16مع ذلك يرسل إلى كل منهما رسالة. كل إنسان فى الحياة ،لابد أن تصلة رسالة من الله يتكلم فى قلبه،فى فكره.يرسل له كلمة تناسبه بأية الطرق عن طريق كتاب، عظة، عن طريق نصيحة من إنسان. تصوروا أنه كلم حتى قايين قبل أن يقتل أخاه وقال له عند الباب خطية رابضة،وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها تك 7:4 خذ حذرك مازال الأمر فى إرادتك احترس من تلك الخطية..ومن اشتياقك،احترس من مشاعرك. الله أرسل رسالة حتى إلى بلعام. وفى الرسالة إلى العبرانيين يقول الرسول الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق شتى كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه-عب ا:ا: 2 بأنواع وطرق شتى. لاتستطيع أن تقول إن صوت الله لم يصل إليك البعض قد يكلمهم الله بالرؤى والأحلام ولكن ليست كل الرؤي والأحلام من الله! وهناك من كلمهم الله بصوته شخصيا كما حدث للانبياء،والبعض كلمهم عن طريق الرسل والكتاب يقول إلى أقطار المسكونة بلغت أقوالهم ءمز19 والكل كلمهم الرب عن طريق الوحى المقدس الكتاب المقدس،الذى هو كلمة الله إليك.. وهناك من كلمهم الرب عن طريق الملائكة.. والكل عن طريق الوعظ كما كان بولس الرسول يقول كان الله يعظ بنا،نطلب عن المسيح:تصالحوا مع الله 2 كو 19:5 ،. 2 جائز الكلمة التى يرسلها لك الرب تكون كلمة بركة أوكلمة تعزية،أو تعليم،أو كلمة إنذار. وياليتك تسأل نفسك باستمرار:ماهى كلمة الله لى؟ إنك تسمع كثيرا من الناس ولكن ماهي كلمة الله إليك؟ تصوروا أن السيد المسيح يقول:أكتب إلى ملاك كنيسة أفسس.. إلى ملاك كنيسة سميرنا.. إلى برغامس.. إلى ثياتيرا.. إلى فلادلفيا.. إلى ساردس.. إلى لاوديكية.. أكتب. كل واحد له رسالة الله يوجهها إليه. وصية الانجيل هذه العبارة قالها السيد المسيح مرات عديدة فى الأناجيل: قالها بعد كلامه عن يوحنا المعمدان متى 11 :15 : وبعد مثل الزارع متى 3 ا: 9 مر 9:4 وبعد شرح مثل الحنطة والزوان متى 3 ا: 43 مر22:4 وبعد كلامه عن أن ما يخرج من الفم هو الذى ينجس الإنسان مر7: 6 وبعد كلامه عن الملح الذى يفسد لو4 ا:ه 3 ..وهكذا قال فى سفر الرؤيا للكنائس السبع من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس سبع مرات فى رؤ 3،2 . وعبارة ما يقوله الروح للكنائس عبارة معزية: تعنى أن الروح القدس مازال يكلم الكنائس،الروح يعمل فينا ويرشدنا إلى جميع الحق يو 6 ا: 3 ا ويذكرنا بكل ما قاله الرب لنا يو 26:14 أذنان للسمع هناك أشخاص كانت لهم اذان تسمع وتستجيب وتطيع مثل إبرام أبو الأباء ،حينها قال له الرب: اخرج من أهلك ومن عشيرتك تك 12 وحينما قال له خذ ابنك وحيدك الذى تحبه،إسحق وقدمه لى محرقة.. تك 22 أطاع ولم يناقش.. له أذنان للسمع..لوط لما قال له:الملاك اخرج من سادوم.. لاتقف فى كل الدائرة تك 19 سمع وأطاع.. من أكثر خلق الله سمعا لكلامه:الملائكة يقول عنهم المرتل فى المزمور باركوا الله يا ملائكته الفاعلين أمره عند سماع صوت كلامه مز3 10: 20 بمجرد سماع الكلمة ينفذون سواء للإنقاذ أو للعقاب.. لذلك ونحن نريد أن نكون سامعين لكلمة الله،منفذين لمشيئته نقول كما فى السماء كذلك على الأرض أي نطلب أن تكون لنا آذان للسمع. فى الإسكندرية من مائة أسقف ولم يسمع لإقناعات القديس أثناسيوس ولم يسمع لقرار المجمع المسكونى.. كان عناده يغلق أذنيه وكانت كبرياؤه تغلق أذنيه ومات فى هرطقته دون أن يسمع.. تمنعه العزة بالذات والتمسك بالفكر. وكذلك كل حوار لاهوتى من نفس النوع قد تحاور إنسانا وتجده متحفزا للرد قبل أن تكمل كلامك لسانه أسرع من أذنيه لا رغبة لديه فى السماع ولا رغبة فى الاقتناع. يمنعه التشبث والعناد له أذان ولكنها لاتسمع وبالمثل كل إنسان متمسك بفكره الخاص مصر على فكره.. كأنك تكلم صخرا صلبا لاتوجد منافذ تدخل منها الكلمة. ونفس الوضع مع كل إنسان معتز بكرامته قد يشعر أن نصيحتك كأنها تهينه وتهز كرامته وتشعره بخطئه وتتعب نفسيته.. فلا يكون مستعدا إطلاقا أن يسمع لأن السماع يحتاج إلي تواضع ولهذا ليس كل عتاب يأتى بنتيجة:المتواضع المحب تعاتبه فتكسبه والمتكبر المعتز بكرامته تعاتبه فيزداد الأمر سوءا. هيرودس الملك لم يستطع أن يسمع كلمة يوحنا المعمدان كلام يوحنا المعمدان واضح لايحل لك أن تكون لك امرأة أخيك متى 4 ا: 4 إنها وصية إلهية واضحة فى موانع الزواج لا 8 ا: 6 ا والكتاب يعتبرها نجاسة لا 21:2 ولكن هيرودس لايسمع.. إغراء هيروديا يمنعه.. كما كان إغراء دليلة يمنع شمشون من بقاء وصية النذير فى أذنيه قض 7:13 . هناك تأثير آخر يمنع تأثير كلمة الرب عليه هناك محبة أخرى طغت على محبة الله، فمنعت الأذن من أن تسمع.. كم نسمع كلام الله فى القراءات وفى العظات فى كل قداس وكأننا لم نسمع ،والطبع هو نفس الطبع.. شعب اليهود كانت تتلى عليه البركات فوق جبل جوزيم واللعنات من فوق جبل عيال باستمرار تث 28:27 ومع ذلك ما كان يعبأ!! السيد المسيح كان يكلم علماء اليهود فلا يسمعون على الرغم من قوة اقناعاته ولكنهم تشبثوا بأرائهم. كانت الحرفية وتقاليد أبائهم الخاطئة وتعاليمهم تمنعهم من السماع. وربما كانت هناك مشاعر الحسد التى فى قلوبهم التى كانت تدفعهم إلى محاولة التخلص من السيد المسيح وليس سماع كلامه.. وماذا أيضا هل هناك أسباب أخرى تمنع من السماع؟ الخوف أيضا يسد الأذن أحيانا عن السماع بيلاطس البنطى كان مقتنعا ببراءة المسيح،وقال إنه لايجد فيه علة تستوجب الموت لو 22:23 قد حذرته زوجته قائله إياك وذلك البار لأنى تألمت اليوم كثيرا فى حلم لأجله متى 9:27 ا ولكنه لم يسمع لأن الخوف كان يمنعه من السماع.. كان يخاف أن يشكوه إلى قيصر.. الخوف على المركز وربما نفس الخوف منع أغريباس الملك من سماع تبشير القديس بولس الرسول مع أنه • قال له بقليل تقنعنى أن أصير مسيحيا أع 28:26 إن قبل أغريباس المسيحية سيضيع منه منصب الملك كثيرون يضيعون البعض بالخوف.. إن فتحت فمك لتتكلم إن هربت منا إن كشفت المؤامرة إن لم تخضع سيحدث كذا وكذا من التهديد.. وبهذا الخوف لاتنفع معه كل نصيحة لإنقاذه..!تكلمه وكأنه لايسمع.. الخوف سد أذنيه. هناك سبب أخر يمنع الأذن من السماع وهو الاستهتار واللامبالاة أهل سادوم نصحهم لوط أن يخرجوا من المدينة قبل أن تحترق فقابلوا كلامه باستهزاء وكان كمازح فى وسط أصهاره تك 14:19 ونفس الوضع حينما تكلم بولس الرسول فى مدينة أثينا قابلوه بنفس التهكم قائلين ماذا يريد هذا المهذار أن يقول -أع 18:17 إنه أيضأ نوع من الاستهتار لم يأخذوا فيه الكلام بجدية لذلك لم تكن أذانهم للسمع،كإنسان تنصحه فيقابلك بتهكم أو يحول الجو إلى عبث ولايسمع بل يتهكم ويهزأ . إنسان أيضا لايسمع لأنه يعرج بين الفرقتين اخاب إن سمع كلمة من إيليا تستطيع إيزابل أن تعمل له غسيل مخ،وتحوله إلى الناحية الأخرى فإن أردت أن تعطى نفسك فرصة للسماع لابد أن تبعد عن الجو الذى يمكنه أن يحولك. كشاب يسمع عظة فيضيع تأثيرها بسبب أصدقائه. أصعب مثل فى عدم السماع هو مثال يهوذا الذى كانت تمنعه الخيانة من السماع. كم مرة أنذره السيد المسيح ولكن الخيانة كانت تصم أذنيه مضافة إليها شهوة المال.. القلب كان فى تلف كذلك تلفت أذناه فلم تسمع.. لكى تسمع أذناك ينبغى أن تكون لك رغبة فى أن تسمع وتكون لك الجدية فى التنفيذ،وتكون مشتاقا أن تسمع الكلمة ولو أدى الأمر أن تبذل حياتك من أجلها .. إن أتاك الصوت الإلهى احتفظ به فى قلبك وفى إرادتك كما فعل القديس أنطونيوس لما سمع كلمة الرب وللحال نفذها فى جدية بغير إبطاء بغير توان. ولنحاسب أنفسنا كم مرة سمعنا ولم نعمل وكأننا لم نسمع. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|