رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرحمة سؤال: نقرأ في الكتاب المقدّس أنّ الرحمة تفوقت على الحكم. هل هذا يعني أن أعمال الإحسان تغفر كثرة الخطايا؟ جواب: يجب أن نرى ما هو معنى الرحمة. بالحقيقة، الرحمة هي الشعور بالنعمة الإلهية ومحبة الله. عندما نصلّي "يا رب ارحم"، نطلب رحمة الله ونعمته. مَن اختبر النعمة الإلهية يكون كريماً مع إخوته في كل أنواع الصدقات المعبّر عنها بالصلوات والأقوال اللاهوتية والمساهمات المادية، وبهذا يمارس التطويبة "طوبى للرحماء فإنهم سيُرحَمون" (متى 7:5). بهذا المعنى يمكن القول بأن الإحساس بنعمة الله والإحسان يتخطيان الحكم. إنّ مَن تحوّل روحياً واتّحد بالله لا يخشى الحكم، لأن قول المسيح ينطبق عليه: "اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ." (يوحنا 24:5). بحسب تعليم آباء الكنيسة، هناك ثلاث أحكام. الأول يتمّ في حياتنا، عندما يواجهنا مأزق اتّباع إرادة الله أو رفضها، عندما علينا أن نختار بين فكر الخير أو الشر. الحكم الثاني يتمّ عند خروج النفس من الجسد، بحسب القديس بولس: "وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ" (عبرانيين 27:9). الحكم الثالث والأخير سوف يكون عند المجيء الثاني للمسيح. الحكم الأول مهم. يقول القديس سمعان اللاهوتي الحديث أنّه عندما يتّحد إنسان ما بالمسيح في هذه الحياة ويرى النور غير المخلوق، يكون الحكم قد تمّ ولا ينتظره عند المجيء الثاني. هذا يذكّرنا بقول المسيح المذكور سابقاً. هنا أريد أن أكرر قول القديس باسيليوس الكبير وغيره من آباء الكنيسة بأنّ هناك ثلاث فئات من المخلَّصين، العبيد الذين يتبعون إرادة الله ليتجنّبوا الجحيم، الأجراء الذين يجاهدون ليستأهلوا النعيم كمكافأة، والأبناء الذين يطيعون مشيئة الله بسبب محبتهم له. إذاً، في حياتنا علينا أن نتقدّم روحياً ونعبر من مرحلة العبيد إلى مرحلة الأجراء ومن هناك إلى عقلية الأبناء. هذا يعني العبور من الخوف والمكافأة في المحبة، أي أن نحب المسيح لأنّه أبونا وأمنا وصديقنا وأخونا وعريسنا وعروسنا. هكذا نتخطّى الحكم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|