رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التدين المرضيّ لا يستطيع أحد أن يُنكر أهمية الدين، ودور الوصية الإلهية سواء في حياتنا النفسية، أو الروحية، أو الجسدية، أليست الوصايا هي التي هذبت البشر، وحوَّلت إنسان الغابة إلى كائن أليف، وديع، يُضحي بنفسه من أجل الآخرين؟! لكنَّ التدين السليم لا يعرف المظهرية، فإن كانت أعمال الإنسان تُكذّب أقواله، فإنَّ هذا لا يُعد تديّناً إنَّما رياء، فما معنى أن يتكلم إنسان عن إله هو لم يعرفه؟! ويطلب من الناس تطبيق وصايا هو لم يمسّها بإحدى أصابعه؟ أليس خيراً للإنسان أن يُقيم نفسه الساقطة من أن يقيم أمواتاً كما قال أحد الآباء؟! ما أكثر الذين يتجهون نحو الله، لتتجه الأنظار إليهم! فيكون تدين هؤلاء للتمويه وليس حُبّاً لله! كما أنَّ هناك نوعاً من التدين يأتي نتيجة صدمة عاطفية، وكثيرون يلجاؤون إلى الله مع بداية المرض، فإذا شُفوا عادوا إلى طبيعتهم الأولى! فهل مثل هذه الحيل الاصطناعية يمكن أن نطلق عليها تديناً؟ إنَّها أقنعة يخفى الإنسان وراءها شئ ما، ولهذا فإنَّ المُمارسات الروحية له تكون أشبه بسوط من نار، يجلد ويحرق به نفسه على الدوام! ألم يقل الله: " هَذَا الشَّعْبَ قَدِ اقْتَرَبَ إِلَيَّ بِفَمِهِ وَأَكْرَمَنِي بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَأَبْعَدَهُ عَنِّي " (إش13:29)، فالله لا يريد من الإنسان سوى قلبه، أي حُبّه: " يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي" (أم26:23)، وهذا الحُب يجب أن يكون في العطاء وكل ممارستنا الروحية، حقاً إنَّ المسيح قال: " تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ " (مت11: 28)، إلاَّ أنَّ رب المجد يطلب منَّا، أن نأتي إليه طلباً للراحة أو الشفاء، وليس من أجل الرياء، أو المظهرية، أو المُتاجرة باسم الدين! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
ما هو التدين؟ |
حب التدين الكاذب |
التدين و فن النكد |
السلام الأرضيّ والسماويّ |
أشكال من التدين |