حوار الرئيس يثير غضب القوى السياسية ويعتبرونه حديثا مرسلا لا يعالج احتقان الشارع ويمهد للعصيان المدنى.. بهاء الدين شعبان: لا يقدم رؤية.. وصباحى: تحدث كثيرا ولم يقدم إلا قليلا
\
أثار حديث الرئيس محمد مرسى غضب القوى السياسية، والليبرالية واصفين إياه بالمرسل والذى لم يأت بالجديد، ويمهد لتصعيد سقف المطالب بميدان التحرير لعدم شعور الرئيس بالاحتقان القائم فى الشارع المصرى.
وصف الدكتور عبد الغفار شكر، أن حوار الرئيس محمد مرسى كان عبارة عن حديث مرسل، ولم يجئ بجديد، مشيرا إلى أن أى حديث عن المؤامرة لا توجد له أدلة أو وثائق، مؤكدا فى حديثه أن مشروع الدستور سيعرض للاستفتاء، معتبرا أن إصداره للإعلان الدستورى لأنه كان متحسب من يوم 2 ديسمبر ببطلان الجمعية التأسيسية.
واعتبر شكر أن كلمة الرئيس بأن الإعلان الدستورى لن يسقط إلا بوضع الدستور الجديد أنها مقايضة، مطالبا الجميع بالإدلاء بـ"لا".
وأضاف أن إصرار الرئيس على حديثه يمهد للعصيان المدنى، قائلا إن العصيان هو حالة جماهيرية، وحينما يتسع نطاق الإضرابات الجماهيرية ينضج العصيان.
بينما قال أحمد بهاء الدين شعبان، إن حديث الرئيس "كلام ساكت"، كما يقول أهلنا فى الصعيد سقيم وممل، ولا يقدم جديداً أو يطرح رؤية أو يقدم حلاً أو يقترح مخرجاً، مخرجاً من أزمة لا يراها، واحتقانا لا يشعر به وانفجارا على وشك أن يهز الكون لا يسمع زئيره.
وأشار قائلا الآن أعرف أن السماء غاضبة علينا جداً، وتعاقبنا لأنا تركنا الشارع والميدان يوم 11 فبراير 2011المرة القادمة، إذا كررنا خطيئتنا، فلا أحد يلوم سوى نفسه لو عاقبونا بإذاعة أحاديثه البائسة علينا، ليل نهار عبر ميكروفونات عملاقة سيزرعونها فى كل شارع وحارة.
وفى لهجة سخرية قال شعبان، "يا خفى الألطاف نجنا مما نخاف" "دعاء أجدادنا زمن الفرنسيس لعله ينفعنا فى الشفاء من أحاديث الرئيس"
وقال عمرو موسى سمعت كلمة الرئيس، ولكن الموقف ما يزال به توترا كبيرا، مؤكدا أهمية إعادة النظر فى الإعلان الدستورى.
وأضاف موسى أن كلمة "تراجع عن القرار" تثير ربما أكثر من اللازم بل وتسبب مشكلة، وإنما المطلوب هو إعادة النظر وسحب الإعلان الدستورى، مشيرا إلى أن المعارضة للإعلان تتصاعد يوما تلو الآخر.
وقال حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، كنت على أمل أن يقدم الرئيس شيئا بحكم موقعه ومسئوليته، فلقد تحدث الرئيس كثيرا ولم يقل إلا قليلا، ولم يحدد موقفا يستطيع الخروج بمصر من أزمتها.
وأشار صباحى، أن الرئيس عبر عن احترام عظيم لمجلس الدولة باللفظ، لكنه عمليا يتحدى هذا المجلس، ويصادر حقه فى ممارسة مهمته ويقيده ويغل يده ويمنعه من أداء دوره.
وأضاف، أشاد الرئيس كثيرا بالقضاة وعبر عن احترامه لهم بينما "ينسف" معنى استقلال القضاء، ويمنع القضاة من ممارسة مهامهم المنصوص عليها فى أى دستور، وأفاض فى تعبيرات طيبة على مستوى اللفظ، وأصر على موقف معاد للقضاء المصرى.
واستطرد صباحى قائلا للأسف الرئيس لم يدرك بعد أن الديمقراطية ليست طريقا للوصول إلى السلطة، وإنما هى طريقة لممارسة السلطة، ويريد أن يستخدم الديمقراطية لكنه لا يمارس سلطته بطريقة ديمقراطية، من هنا ينتقل إلى أن يكون ديكتاتورا، بينما هو أتى بطريقة ديمقراطية شرعية.