رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ويمد يد عونه ٍ ورحمته لو علم ايوب حين داهمته التجارب وألمّت به المصاعب وحلّت به المصائب ، لو علم ان حياة الألم التي عاشها ستخلّده كنموذج ٍ للصبر والايمان . لو علم ذلك وهو في اعماق المعاناة لازداد شجاعة وتعزية وصبرا ً . لا احد يحيا لذاته ، حياة ايوب ، حياتي وحياتك ، وحياة جميع الناس . وإن كنت تعيش اليوم بعض آلام ايوب من مرض ٍ وضعف ٍ وحزن فسوف تكون غدا ً مثالا ً لغيرك في الصبر في مواجهة الآلام والهموم . لذلك اصبر كما صبر ، وواجه التجارب كما واجهها بصمود ٍ وقوة . تشدد ، تقوّى في الرب وفي شدة قوته . لا تكل و تمل وتخور وتنهار . مهما برُد الشتاء ومهما طال الليل فلا بد ان تحمى الشمس ويطلع النهار . اجمل الاختبارات الروحية تأتينا اوقات في ايام الهموم والاحزان . ملحمة ايوب الشعرية كانت حصاد المعاناة والألام . الجسد الذي لا يجرب المرض لا يصحو والنفس التي لا تختبر الألم لا تنمو . هذه حقيقة مسيحية كتابية . حق ٌُ يعلنه الله للمتألمين . التجارب ترفع المتألم الى قمة الاختبار ، والآلام تغوص به الى اعماق نعمة الله . انظر الى النجوم في السماء تتلألأ وتتوهج وتتألق في ظلام ليالي الشتاء . تأمل زنابق الحقل تجد اجملها واطيبها في قمم الجبال الباردة وسط الثلوج . الله يحتفظ بوعوده ِ الى ساعات الضيق ، ويمد يد عونه ٍ ورحمته في اوقات الألم ، ويعلن نفسه لك كرجل الأوجاع ومختبر الحزن . فانت لا تدوس المعصرة وحدك ، هو يدوسها معك . يقول بولس الرسول : " لأَجْلِ ذلِكَ أَنَا أَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ ، لِكَيْ يَحْصُلُوا هُمْ أَيْضًا عَلَى الْخَلاَصِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ ، مَعَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ . " ( 2 تيموثاوس 2 : 10 ) الصبر يقود الى الخلاص ، خلاص ٍ لك ولخلاص الآخرين . التعزية ستملأ قلبك ثم تفيض منك الى قلوب غيرك . انظر الى الشمس فوقك ، هل تراها ؟ قد لا تراها الآن بسبب الغيوم ، لكنها هناك دائما ً هناك . تأمل تلك الغيمة المضيئة وسط سواد الغيوم ، هذه الغيمة المضيئة نعمة الله ، صبر الانسان ، تعلن وجود الشمس . الله دائما ً هناك في الشتاء والصيف ، في الليل والنهار ، في التعب والراحة ، الله معك |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
عونه وليس عون إنسان |
عندما ترقد تحت يديْ الطبيب، وتطلب عونه بلجاجة |
عونه متوافر لنا دائماً في الضيقات |
ننظر الى الله نترجى عونه ومساندته ، |
الله لا يُقَدم لنا عونه عندما نتراخَي وننام |