رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بركات الألم الكوخ المحترق تحطَّمت سفينة أثناء سفرها في عباب البحر ولم ينجُ إلا واحد من ركابها جَرَفته الأمواج وألقته على جزيرة صغيرة غير مأهولة بالسكان. ولما أفاق الرجل، الذي كان تقيًا يخاف الله، لم يجد وسيلة أمامه سوى الصلاة لله لكي ينقذه. وفي كل يوم كان يدور ببصره في عرض البحر لعلَّه يجد في الأُفق سفينة تأتي لتنقذه، ولكنه لم يجد شيئًا. وإذ أُرهق من البحث والتعب، قرر أن يبني كوخًا صغيرًا من بقايا الخشب العائم بجانب الشاطئ ليأويه من أجواء الطبيعة، وليحفظ حاجياته القليلة التي بقيت معه. لكنه ذات يوم، وبعد أن تجوَّل ليجمع من حوله ما يجده صالحًا ليقتات به، رجع إلى كوخه الصغير ليجده يشتعل بالنار، وقد التف الدخان صاعدًا إلى السماء. وما أسوأ الكارثة التي حدثت، فقد ضاع كل شيء! وامتلأ الرجل بالحزن والغضب صارخًا: «كيف تفعل بي هكذا، يا رب»؟ ومن الحزن والتعب نام. وباكرًا جدًا في اليوم التالي، استيقظ على صوت سفينة تمخر عباب البحر. فقام لتوِّه وشاهد سفينة تقترب من الجزيرة وكأنها آتية خصيصًا له! لا شك أنها أتت لتنقذه. وحالما وصلت، توجَّه الرجل المغموم نحو قائدها، وسأله: «كيف عرفت أني أنا هنا»؟ فرد عليه القبطان: «لقد رأيتُ الدخان الذي أصعدته أنت عاليًا، وهذه علامة عندنا نحن البحارة بها نعرف أن شخصًا ما يطلب النجدة»! من السهل أن تثبط همَّتنا حين يُصيبنا مكروه، ولكن ينبغي ألا نيأس أو يخور قلبنا فينا، لأن الله هو مدبِّر حياتنا، حتى ونحن في عمق الألم والمعاناة. تذكَّر في كل مرة يحترق بيتك، أي يضيع كل ما وضعت عليه آمالك، أن الدخان الصاعد منه هو الذي يستدعي نعمة الله لتنقذك. وحينما نتواجه مع البلايا والمحن ونتكلَّم مع أنفسنا بالسلبيات، يردُّ علينا الله بالإيجابيات: أنت تقول: مستحيل. والله يقول: «غير المستطاع عند الناس، مُستطاع عند الله» (لو 18: 27). أنت تقول: لقد تعبت جدًا. والله يقول: «أنا أُريحك» (مت 11: 28). أنت تقول: أنا أضعف من أن أُكمِّل. والله يقول: «تكفيك نعمتي» (2كو 12: 9). أنت تقول: لا يمكنني أن أُتمِّم هذا العمل. والله يقول: «بل تستطيع كل شيء في المسيح» (في 4: 13). أنت تقول: لا أقدر. واللة يقول انا قادر(2كو 9: 8). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بركات في دروب الألم |
ستدرك بركات الألم |
من يجتاز مدرسة الألم ينال بركات كثيرة. |
من يجتاز مدرسة الألم ينال بركات تحمله وصبره |
هناك أناس تحدثهم عن الألم فيحدثونك عن الأمل ... هؤلاء نعمة من الله |