منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 11 - 2012, 03:05 PM
الصورة الرمزية magdy-f
 
magdy-f Male
..::| الاشراف العام |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  magdy-f غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 348
تـاريخ التسجيـل : Jun 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : egypt
المشاركـــــــات : 18,593

تأملات فى أحداث الأسبوع الأخير

الأسبوع الأخير – أسبوع البصخة – من أقدس أيام السنة على الأطلاق ، فساعة الفداء [ موت الصليب ] تقترب ، هذه الساعة التى كتب عنها الأنبياء ، ودارت أحداث العهد القديم وقراءاته ونبواته حول هذا الحدث – إنه اليوم الذى أنتظره جميع الأجيال ، ورآه كثير من الأنبياء بروح النبوة مثل إشعياء النبى .
إنه تنفيذ الوعد الإلهى لآدم بالخلاص عندما أخطأ ابوينا آدم وحواء وكسرا وصية الله لهما ، قال لهما الله إن نسل المرأة يسحق رأس الحية .
ولهذا فالكنيسة تعطى إهتماما خاصا لهذا الأسبوع الفريد ، ألحان وصلوات الكنيسة تنقلنا لنكون بجوار الفادى المتألم .. إنه رحلة للمؤمنين إلى حيث البستان والجلجلثة لنكون بجوار من فدانا ودفع عنا ثمن خطايانا .
ما أجمل المصلوب .. الذى حول آلامه إلى ألحان جميلة ننشدها كل يوم من أيام البصخة المقدسة ويوم الجمعة العظيمة ، متذكرين بذلك آلامه .. وموته وقيامته .. وما أروع طريقة أداء اللحن نفسه .. ففى التطويل فرصة للتأمل فى قضية الخلاص .. والتركيز على محبة المصلوب من أجلنا .. ورفع القلب بالصلاة والتوبة والندم على الخطية التى أوصلت بفادينا ومخلصنا إلى الصليب


سبت لعازر : ( 9 من نيسان حسب التقويم العبرى )
قضى يسوع هذا اليوم فى بيت عنيا ، وهى بلدة صغيرة قريبة من أورشليم فى بيت مريم ومرثا وأخيهما لعازر الذى سبق أن أقامه يسوع من الموت .
وكانت مرثا تخدم وكان لعازر من بين الجالسين إلى المائدة .
وأخذت مريم منا ، من طيب ناردين غالى الثمن ، وسكبته على رأس يسوع وعلى قدميه ، ومسحت قدميه بشعرها .
طلب السيد المسيح من الحاضرين عدم ازعاج المرأة ، وأنبأ أنه لن يكون هناك وقت لتطييب جسده أثناء تكفينه قبل دفنه : " وهى إذ سكبت هذا الطيب على جسدى إنما فعلت ذلك لتكفينى " – وكذلك أنبأ عن انتشار الأنجيل : " الحق أقول لكم إنه حيثما يبشر بهذا الأنجيل فى العالم كله سيذكر أيضا ما فعلته هذه المرأة تذكارا لها " .
وقد أخذت الكنيسة المقدسة بهذا التوجيه فنجد فى القداس الإلهى فى صلاة مجمع القديسين : " لأن هذا يارب هو أمر ابنك الوحيد أن نشترك فى تذكار قديسيك .... " مشيرة فى ذلك إلى القول السابق للسيد المسيح .

يقول المتنيح القمص بيشوى كامل :
إن أحداث الأسبوع الأخير مشحونة بمشاعر حب الله لنا إلى المنتهى ، ....... بدأ الوحى الإلهى بإبدال لغة الكلام بلغة الطيب : الطيب يفوح وينتشر بسرعة ويحمل معه نشوة رقيقة ، ..... لقد سكب الرب ذاته ... وكسر جسده وأعطاه لتلاميذه ....سكب ذاته . . . فوضع نفسه عند أرجل تلاميذه ليغسلها !!!
وسكب حبه ... حتى مع الخائن أعطاه اللقمة !!!
وعلى الصليب سكب ذاته من أجل الذين عروه ، وطعنوه ، وبصقوا فى وجهه ، وجلدوه ... من أجلهم مات ومن أجلهم طلب الغفران .
خدمة الطيب خدمة حب : فلنحب يا أخوتى الله من كل القلب ...ولنحب إخوتنا فى البشر من قلب طاهر بشدة ، ونعمل كل أعمالنا بمحبة للمسيح .


+ + +


أحـــــد الشـــــعانين : ( 10 من نيسان حسب التقويم العبرى ) .
غادر السيد المسيح بيت عنيا صباحا مع تلاميذه ، وعندما وصل إلى بيت فاجى وهى قرية قريبة من أورشليم بالقرب من جبل الزيتون ، أرسل أثنين من تلاميذه ليحضروا له أتانا وجحشا .. ركب السيد المسيح الأتان فى الجزء الأول من الطريق ثم أكمل الطريق راكبا الجحش ، وفى هذا دلالة رمزية إلى ترك الله للأمة اليهودية التى ترمز إليها الأتان ، وإلى قبول الله للأمم الوثنية ويرمز إليهم بالجحش ، وكما أن خروف الفصح يجب أن يؤخذ ويفرز فى اليوم العاشر من الشهر قبل ذبحه بأربعة أيام فى اليوم الرابع عشر من الشهر ( خروج 12 : 3 – 6 ) . هكذا السيد المسيح فصحنا الحقيقى دخل أورشليم فى اليوم العاشر من الشهر .هكذا بقى حمل الله الذى يرفع خطيئة العالم بين جدران أورشليم مترددا بين الهيكل وبيت عنيا .
ولما أقترب السيد المسيح من أورشليم وظهرت أمام عينيه مبانى الهيكل المغشاة بالذهب ... وأشعة الشمس تنعكس عليها معطية إياها منظرا أخاذا ، بكى عليها .. بكى عليها فى يوم مجده .. مشفقا عليها من نتيجة رفضها له ، وما سيحيق بها حين يحل بها غضبه الإلهى ... ويتركها لتدمرها جحافل الجيوش الرومانية سنة 70 م .
وحين بدت أورشليم أمام أعين التلاميذ ثارت فيهم عواطفهم الدينية فهتفوا للرب ولم يجدوا إلا ثيابهم ليفرشوها على الطريق ... وآخرون قطعوا أغصانا من الشجر ... ولما : " سمع الجمع العظيم الذى جاء للعيد أن يسوع قادم إلى أورشليم ، فأخذوا سعف النخل ، وخرجوا لأستقباله ، وهم يهتفون قائلين : هوشعنا . تبارك الآتى بأسم الرب ملك إسرائيل ... أوصنا لأبن داود ، أوصنا فى الأعالى ..." معترفين أنه المسيح الآتى من نسل داود وأنه آت بأسم الرب .
والعجيب أن يذكر كل من انجيل القديس متى وانجيل القديس مرقس أن الجماعة التى خرجت لأستقباله قسمت نفسها إلى خورس يمشى أمام السيد المسيح وخورس يمشى ورائه .
إن مسيحنا ملك متواضع ، مملكته ليست من هذا العالم – إن مسيحنا ملك ولكنه غريب عن العالم ليس له أين يسند رأسه .
أحداث الأسبوع الأخير تسير بسرعة وأنجيل باكر أحد الشعانين يقول : " يا زكا أسرع وانزل "

معنى ذلك أن أحداث الخلاص تسير بسرعة مهولة ،والأحداث من أحد الشعانين إلى الصليب ( ساعة الصفر ) مركزة بصورة رهيبة لا تستطيع كتب العالم أن تستوعبها .....
ووراء المسيح يسير الأطفال هاتفين وفرحين .... ورؤساء اليهود يأكلهم الغيظ ، ربنا تهلل بالروح وقال أحمدك أيها الآب السماوى لأنك أعلنت هذه للأطفال وأخفيتها عن الحكماء دخل السيد المسيح أورشليم باحتفال عظيم ، كما تنبأ عنه زكريا قائلا : " إبتهجى جدا يا إبنة صهيون ، إهتفى يا بنت أورشليم ، هوذا ملكك يأتى إليك هو عادل ومنصور وراكب على حمار وعلى جحش إبن أتان " . ( زك 9 : 9 ) .

+ + +

اثنين البصخة : ( 11 من نيسان حسب التقويم العبرى ) .
يذكر لنا الكتاب المقدس أنه حدث فى هذا اليوم أمــــــــران : لعن شجرة التين ، وتطهير الهيكل .
لعن شجرة التين : ( متى 21 : 18 – 19 ) ، ( مرقس 11 : 12 – 14 ) .
خرج السيد المسيح من بيت عنيا قاصدا أورشليم وفى الطريق جاع إذ لم يكن قد تناول طعاما حين غادر بيت عنيا ، وبالقرب من أورشليم رأى عن بعد شجرة تين مورقة ، .... وظهور الأوراق المبكر للشجرة يعنى أن يكون مصحوبا بظهور الأثمار ، ولكن لما تقدم السيد المسيح منها طالبا أن يأخذ منها ثمرا لم يجد ، فغضب عليها ولعنها .... والتينة هنا رمز للأمة اليهودية التى لها صورة التقوى ولكن بدون ثمارها ، فحقت عليها اللعنة .... وهى أيضا مثال المرائى الذى يظهر على غير حقيقته ، وبمجرد أن لعنها السيد المسيح بدأت أوراقها فى الذبول حالا.
تطهير الهيكل : ( متى 21 : 12 – 17 ) ، ( مر 11 : 15 – 19 ) ، ( لو 19 : 45 –48 )
دخل يسوع الهيكل حيث طهره من الباعة ، وقد كان قيافا وحموه حنانيا بمساعدة رؤساء الكهنة يؤجرون أروقة الهيكل للباعة وللصيارفة ، الذين كانوا يقومون بتغيير العملات المختلفة إلى العملة المقدسة التى تستعمل فى الهيكل وهى الشاقل ( وهى خالية من أى صور شخصية ) ... نرى السيد المسيح الذى لا يصيح ولا يسمع أحد فى الشوارع صوته ، نراه هنا يثور ويطرد الباعة وقلب موائد الصيارفة صائحا فيهم : " مكتوب أن بيتى بيت الصلاة يدعى ، وأنتم جعلتموه وكر لصوص " . وهى آية وردت فى أشعياء 56 : 7 : " لأن بيتى بيت الصلاة يدعى لكل الشعوب " – وكذلك فى ( أرميا 7 : 11 ) : " هل صار هذا البيت الذى دعى بأسمى عليه مغارة لصوص فى أعينكم " .
ولعل الضرر المادى الذى لحق بقيافا وحنانيا والكهنة من تصرف السيد المسيح مع الباعة على هذا النحو ، كان من بين الأسباب التى دعت هؤلاء القوم إلى محاولة التخلص من السيد المسيح ، وتلفيق التهم الدينية له لمحاكمته

وظل فى الهيكل طوال اليوم يعمل ويعلم ، ولم يستطع الكهنة الأمساك به لإلتفاف الشعب حوله .
ثم خرج السيد المسيح وقضى ليلته فى بيت عنيا .
بيت عنيا : قرية صغيرة ومعنى أسمها بيت العناء والتعب .. وهى تشير إلى القلب المتألم ، إن يسوعنا الحبيب لا يجد راحته إلا فى القلب المتألم الحزين على خطاياه ، القلب المثقل بالتجارب والأحزان ، قال السيد عن نفسه ليس له أين يسند رأسه ؟؟!! – أما القلوب المملوءة بأفراح العالم المزيفة وشهواته ومحبة العالم فليس ليسوع مكان فيها ، صاحب القلب المتألم قريب من الله .. والله يسمح لنا بالألم من أجل خلاص نفوسنا .

+ + +


ثلاثــــــــاء البصخة : ( 12 من نيسان حسب التقويم العبرى ) .
أحداث هذا اليوم كثيرة منها :
أولا : جفاف شجرة التين :
عند عودة السيد المسيح صباحا إلى أورشليم من بيت عنيا ، دهش التلاميذ حينما رأوا أن شجرة التين قد يبست من أصولها ، وهنا شرح لهم السيد المسيح فاعلية الصلاة وقوتها ، التى يمكن أن تنقل الجبال . ( متى 21 : 20 – 22 ) ، مر 11 : 20 – 26 ) .
ثانيا : السنهدريم يسأل السيد المسيح عن مصدر سلطانه :
سأله رؤساء الكهنة عن مصدر سلطانه : يدخل أورشليم كملك ، ويطرد الباعة من الهيكل ،
إن قال لهم أن سلطانه إلهى طلبوا منه معجزة ، فإن فعل نسبوها إلى الشيطان ، وإن رفض نسبوا إليه العجز وشككوا الناس فى قوته .......
رد عليهم بسؤال آخر : سألهم عن معمودية يوحنا المعمدان هل هى من الله أم من الناس ؟ .... فلم يستطيعوا الأجابة بالرفض لخوفهم من الناس ، أو بالموافقة لأن يوحنا شهد للسيد المسيح ، فلماذا لم يؤمنوا به ؟!! ( متى 21 : 23 – 27 ) ، ( مر 11 : 27 – 33 ) ، ( لو 20 : 1 – 8 ) .
ثالثا : أمثال ضربها السيد المسيح :
( أ ) مثل الأبنين :
أعطاهم مثل الأبنين اللذين طلب منهما أباهما العمل فى كرمه ، فرفض الأول أولا ولكنه أطاع فيما بعد .... أما الثانى فقد تظاهر بالطاعة ولكنه لم يعمل .
يشير الأول إلى الأمم التى كانت قبلا معاندة .... ولكنها قبلت الإيمان أخيرا ، ويشير الأبن الثانى إلى الأمة اليهودية التى تظاهرت بطاعتها للـــــــه ولكن بدون أثمار ... ويشير أيضا إلى رؤساء الكهنة الذين يحبون حياة ظاهرها الطاعة للــــه .... خلاف جوهرها المغاير لذلك
سألهم السيد المسيح أيهما عمل إرادة الآب ؟ : قالوا الأول .. وبذلك حكموا على أنفسهم . ( متى 21 : 28 – 32 ) .
( ب ) مثل الكرامين الأردياء :
وهم الذين أوكلهم سيدهم على كرمه ، وفى ميعاد الإثمار أرسل السيد رسله يطلب الثمر ، .... أما الكرامون الأشرار فإنهم لم يقدموا الثمر المطلوب ، بل جلدوا بعض رسله ، وقتلوا بعضا ورجموا بعضا ، ثم أرسل أبنه الوحيد ، والوارث .... لعلهم يهابونه ، ولكنهم أخرجوه خارج الكرم وقتلوه .
وحكم رؤساء الكهنة على أنفسهم قائلين : " إنه سيهلك أولئك الأشرار شر هلاك ، ثم يؤجر الكرم إلى كرامين آخرين يعطونه الثمار فى وقتها " . وقد سبق الوحى الإلهى فأعطى حكمه : " فالآن اعرفكم ماذا أصنع بكرمى . أنزع سياجه فيصير للرعى . أهدم جدرانه فيصير للدوس . وأجعله خرابا لا يقصب ولا ينقب فيطلع شوك وحسك وأوصى الغيم أن لا يمطر عليه مطرا " . ( اشعياء 5 : 5 ، 6 ) .
ثم ذكر السيد المسيح النبوءة " أما قرأتم قط فى الكتب أن الحجر الذى رفضه البناؤون هو الذى أصبح رأس الزاوية ، من عند الرب كان هذا وهو عجيب فى أعيننا " ( مزمور 118 : 22 – 23 ) . أما اليهود فعندما شعروا بإنطباق المثل عليهم حنقوا عليه وكانوا يطلبون أن يمسكوه ولكنهم خافوا من الجموع لأنه كان عندهم مثل نبى .
( مت 21 : 33- 46) ، ( مر 12 : 1 – 12 ) ،( لو 20 : 9 – 19 ) .
( جـ ) مثل عرس أبن الملك :
ثم أعطاهم مثل الملك الذى صنع عرسا لأبنه وأرسل يدعو المدعوين فلم يستجيبوا لنداءاته المتكررة رغم إعداده للوليمة وتهيئتها بل أهانوا رسله وقتلوهم .... فأرسل الملك وأهلك المدعوين وأحرق مدينتهم ، ( هنا نجد أن السيد المسيح يدعوها مدينتهم بعد أن كانت مدينته ، مدينة اللــــه ، مدينة الملك العظيم ) ، ثم أرسل إلى مفارق الطرق ودعا الجميع وأمتلأ العرس ، ولكن أحد الحاضرين لم يكن لابسا لباس العرس اللائقة ( كان من عادة الملوك أن يهبوا كل مدعو حلة تليق بحضوره حفل الملك ) ، وفى هذا استهانة بعطية الملك وعدم اهتمام بإعداد نفسه لحضور حفل الملك وعرس ابنه . إن لباس العرس هو المعمودية التى تغسل عنا الخطية الاصلية ، خطية أبونا آدم .... وكذلك وسائط النعمة كالصلاة والصوم والتناول والأعمال الصالحة .
لقد عاقب الله اليهود .... وأتت جيوش روما ودمرت أورشليم .... ثم أرسل الله رسله إلى كل الأمم ، إلى العالم أجمع يدعوهم إلى عرس ابنه ... إلى ملكوت السموات .. واستجاب الكثير للدعوة ، ولكن يلزم أن يكون الأنسان مكسوا بثوب النعمة ، نال المعمودية التى هى اللباس الأبيض – لباس العرس – ومزينا بالأعمال الصالحة ، وإن ارتكب الأنسان أى أخطاء فهناك التوبة والأعتراف وجسد السيد المسيح ودمه يعيدا للثوب الأبيض لمعانه : " تغسلنى فأبيض أكثر من الثلج ......" .
رابعا : الجــــــــــزية :
الفريسيون والكتبة أرادوا أن يجربوا السيد المسيح ، ليوقعوا به فى خطأ ضد النظام السياسى القائم ، فسألوه أيجوز أن تعطى الجزية لقيصر أم لا ؟ فإن وافق على دفع الجزية اتهموه أنه موالى لقيصر وخائن لوطنه ..... وإن اعترض على دفعها أشتكوه للوالى .... !!
فسألهم السيد المسيح عن الصورة والكتابة التى على العملة ؟ قالوا لقيصر ... قال لهم " أعطوا إذن ما لقيصر لقيصر وما للــــه للــــــــه ، فلما سمعوا دهشوا وتركوه وأنصرفوا " .

خامسا : آخر تعاليم السيد المسيح العلنية :
أوضح السيد المسيح للصدوقيين طبيعة الحياة بعد القيامة : وأننا سنكون كالملائكة ، وأن الله إله أحياء وليس إله أموات ..... كما قدم السيد المسيح للناموسيين مفهوم الوصية بمنظار مسيحى ، ذلك أن الوصايا وحدة واحدة لا تتجزأ ...... ، نلاحظ أن السيد المسيح كان يقدم إجابات وافية وعميقة لكل من يسأله من الشعب ورجال الدين اليهود ، وفى المقابل سألهم السيد المسيح سؤالا لاهوتيا : " ماذا تظنون فى المسيح ؟ ابن من هو ؟ فقالوا له : " ابن داود " قال لهم : " فكيف إذن يدعوه داود بالروح ربى قائلا : قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى أضع أعداءك تحت قدميك ؟ فإن كان داود إذن يدعوه ربه فكيف يكون ابنه " ؟ فلم يجيبوه .
+ اضطربت نفس السيد المسيح من الفرحة لقرب تمجده الذى سيكون مصاحبا لآلامه على الصليب ، صلى أن ينجيه الآب من هذه الساعة ، ولكنه جاء إلى العالم وتأنس من أجلها ، فيكون طلبه إذن هو أن يجوز هذه الآلام بسلام ، وسيتمجد الله فى عمل الفداء حيث يتجلى عدله ورحمته ، وعندما يقول " يا أبتاه مجـــد ابنك " ، فليس المقصود أن يزداد مجدا ، فهو ممجد دائما فى ذاته ومجده كامل على الدوام وبلا حدود ، وإنما المقصود هنا أن يتجلى مجده .... فجاء صوت من السماء :
" قد مجدت وسأظل أمجد " ولم يميز الجميع هذا الصوت ، وقال بعضهم أنه قد حدث رعد .. وآخرون قالوا قد كلمه ملاك ، وأوضح لهم السيد المسيح أنه ليس من أجله صار هذا الصوت ، فهو واحد مع الآب ولكن من أجل الموجودين ، ثم قال لهم إن رئيس هذا العالم قد جاءت دينونته التى وعد بها آدم وانتظرها الأبرار والملائكة ، وكان يخشى منها الشيطان .
نادى السيد المسيح بأن من يؤمن به يؤمن بالله فهو الطريق : " أنا هو الطريق والحق والحياة ، لا يأتى أحد إلى الآب إلا بى " ( يوحنا 14 : 6 ) وهو صورة الله غير المنظور " وهو بهاء مجده ورسم جوهره " ( العبرانيين 1 : 3 ) وهو النور الحقيقى : " أنا هو نور العالم ، من يتبعنى لا يسير فى الظلام ، وإنما يكون له نور الحياة " ( يو 8 : 12 ) .
سادسا : التنبؤ بخراب أورشليم :
انبهر التلاميذ لفخامة الهيكل فخر الأمة اليهودية فلفتوا نظر السيد المسيح إليها ، ولكنه صدمهم بنبوءاته عن خراب الهيكل وأورشليم ، وعندما سألوه عن موعد حدوث هذا لم يفصح عن الموعد ولكن أعطاهم علامات هذا الموعد ..... وربط بين هذه العلامات وعلامات إنتهاء العالم وقيام الدينونة الأخيرة .... أنبأهم عن ظهور مسحاء وأنبياء كذبة ، وحدوث حروب وشائعات عن حروب ، كما أنبأ عن حدوث زلازل ومجاعات وأوبئة ، كما أنبأ تلاميذه بما سيلاقونه هم وسائر أتباعه من الآم ومتاعب ولكن من يصمد للنهاية يخلص ، وأوضح لهم أنه سيبشر بالأنجيل فى كل العالم ، وأن الأنجيل سينتشر فى العالم إنتشارا سريعا وبعدما يتم هذا تأتى النهاية ، وسيكون من علاماتها أيضا انحلال علامات الطبيعة : " تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التى فيها " ( 2 – بطرس 3 : 10 ) .
تحدث السيد المسيح مع تلاميذه عن خراب أورشليم ... ولن ينقضى هذا الجيل حتى يكون الكل ..... أما ساعة الدينونة فلا يعلم بها أحد إلا اللــــــه وحده ، ولكن على الأنسان أن يكون مستعدا على الدوام لأن ساعة انتقال الأنسان من هذا العالم لا يعلمها أحد .
سابعا : خيانة يهـــــــوذا :
قيافا رئيس الكهنة كان صدوقيا لا يؤمن بالقيامة من الموت ، لذا كانت إقامة السيد المسيح للعازر من الموت ضربة موجهة إليه وإلى عقيدته ، وكذلك رأى فى طرد السيد المسيح للباعة والصيارفة من أروقة الهيكل حربا موجهة ضده وضد مصالحه المادية هو ورؤساء الكهنة لأنهم كانوا يؤجرون أروقة الهيكل للباعة والصيارفة .
كم كانت فرحة قيافا حين أتاه يهوذا الأسخريوطى وهو واحد من تلاميذ السيد المسيح الأثنى عشر معلنا أنه مستعد لتسليم السيد المسيح إليهم مقابل أجرة ، فاتفقوا معه أن يعطوه ثلاثين من الفضة : " فوزنوا أجرتى ثلاثين من الفضة " ( زكريا 11 : 12 ) .
ويوضح القديس لوقا الأنجيلى لنا أن يهوذا الأسخريوطى فعل هذا لأن الشيطان دخل فيه ، أى أنه هو نفسه بإرادته الحرة سمح للشيطان أن يدخل فيه .
( مت 26 : 1 – 5 ، 14 – 16 ) ، ( مر 14 : 1 ، 2 ، 10 ، 11 ) ، ( لو 22 : 1 – 6 ) .
أربعـــــــاء البصخـــــــة ( 13 من نيسان حسب التقويم العبرى ) .
اعتكف السيد المسيح طوال هذا اليوم فى قرية بيت عنيا ، بعد أن ترك الهيكل مساء يوم الثلاثاء ، وفى نيته عدم العودة إليه البتة ، وذلك بعد أن قال لليهود " هوذا بيتكم يترك لكم خرابا لأنى أقول لكم أنكم لا تروننى من الآن حتى تقولوا مبارك الآتى باسم الرب ...... ( مت 23 : 38 - 39 ) ونلاحظ هنا أن يسوع قال لليهود : " بيتكم " .... ولم يقل " بيت أبى " ... للدلالة على بدء تخلى رب المجد عن الأمة اليهودية التى رفضته .

من خلال مطالعتنا للبشائر الأربعة نستخلص حوادث هذا اليوم :
+ انجيلا معلمنا متى ( 26 : 6 – 13 ) . ومعلمنا مرقس ( 14 : 3 – 9 ) ، يذكران لنا حادثة سكب قارورة الطيب على رأس مخلصنا فى بيت سمعان الأبرص .. وهى غير مريم أخت لعازر التى سكبت الطيب يوم السبت على قدمى الرب ومسحتهما بشعر رأسها ، فى بيت لعازر .
+ الحادثة الثانية فتشترك الأناجيل الأربعة فى ذكرها وهى خيانة يهوذا الأسخريوطى واتفاقه مع رؤساء الكهنة وقواد الجند على الثمن ليسلمهم المخلص ( مت 16 : 14 ) ، ( مر 14 : 10 – 11 ) ، ( لو 12: 3 – 6 ) ، ( يو 13 : 1 – 3 ) .

+ + +

خميـــس البـصخـــــــة ( 14 من نيسان حسب التقويم العبرى )
فى هذا اليوم تمم السيد المسيح له المجد آخر فصح له فى حياته على الأرض حسب الجسد .... وقد كان مخضعا ذاته منذ ولادته لجميع أنواع الفرائض والشرائع والطقوس اليهودية مع إنه غير محتاج إلى ممارستها ، وفى هذا اليوم أتم الفصح الذى كان يرمز إليه وإلى ذبيحته على الصليب .. هذا الفصح كما كان هو الفصح الأخير فى حياة السيد المسيح على الأرض ... كان كذلك الفصح الأخير الذى يجب على اليهود أن يتمموه ، إذ جاء الفصح الحقيقى الرب يسوع ذبيحتنا الكاملة ، وبعدما تمم الفصح خرج يهوذا لينفذ الشر الذى أنتواه فى قلبه ، وقد غسل الرب أرجل تلاميذه .... وأسس سر التناول ...، قدم جسده ودمه الأقدسين للتلاميذ وأوصاهم بأن يكون صنع هذا السر وممارسته هو محور حياتهم الروحية ومحور اجتماعاتهم إلى أن يجىء ثانية فى مجيئه الثانى للدينونة ، وخاطبهم فى حديث روحى طويل بدأه فى العلية واستمر فى الطريق إلى بستان جثسيمانى ... واستمر أيضا فى البستان ، ثم صلى صلاته المؤثرة فى البستان ، وفى نهاية اليوم عند منتصف الليل تقريبا أسلم ذاته إلى أيدى الذين أتوا ليقبضوا عليه .



رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
سلسلة تأملات في أسبوع الآلام - لنيافة الأنبا مقار
تأملات فى أسبوع الآلام - البابا شنودة
تأملات فى أسبوع الآلام لابونا متى المسكين
تأملات فى أسبوع الآلام
تأملات فى كيف نقضيى أسبوع الآلام؟


الساعة الآن 04:11 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024