11 - 11 - 2012, 09:04 AM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
الامتحان والتجربة يا ابني لا تحتقر تأديب الرب ولا تخُر إذا وبخك. لأن الذي يحبه الرب يؤدبه (عب12: 5،6)
الرب لا يكسر إلا لكي يجبر. إنه لا يؤدب إلا لكي يلصق النفس والقلب به أكثر، وهذا الأمر لا يعادله شيء آخر. إنه مكسب يدوم للنفس.
وما من إنسان يقطع سبيله في يسر وسهولة في هذه الحياة، وإن كانت الآلام والتجارب تتفاوت، لكن على أية حال فإن الآلام « يسيرة » (أي وقتية وإلى حين) و« إن كان يجب » (1بط1: 6). إذاً فلا نجزع لأن المُمسك بزمام « إن كان يجب » هو الله. إنه لا يذل من قلبه، وهو لن يسمح لنا بالتجربة إلا إذا كان لها ضرورة.
ولا يوجد مأزق ولا توجد حالة يمر فيها واحد من القديسين إلا وفي إمكانه أن يلجأ فيها إلى الله لأجل المعونة. لقد كنت سعيداً جداً أثناء مرضي لأن المرض جعلني أشعر أكثر من أي وقت مضى بأن السماء وحضن الله هما مكان راحتي، وأني إذا انطلقت سأكون معه كل حين.
أما الكبرياء ومقاومة الحزن بجَلَد وثبات اللامبالاة فلا يفيدان شيئاً. إنهما لا يقرّبان النفس من الله، لكن في حقيقة الأمر يبعدانها عنه. أما الحزن إن بلغ غايته ورافقه الشعور بالعجز، فإنه يوثّق الموّدة مع الله الذي يريد ويقدر أن يرسل العون. وإذا نحن جئنا بكل متاعبنا إلى الله، وجئنا إليه بكل إحساساتنا من جهتها فلا بد أن قلوبنا تتخفف من أثقالها وتتلذذ بالحري في أن تخفف عن الآخرين أثقالهم (2كو1: 3-6).
والنفس المؤمنة إذا دخلت في التجربة فإن الاتجاه الطبيعي للإيمان هو الإسراع نحو الله كمصدر القوة، بل نقول إنه لا يوجد وقت أطيب للنفس التي تثق في الله من وقت التجربة.
ونحن إذا ألقينا نظرة على ماضي الحياة نجد أنفسنا شاكرين الله على أوقات الضيق أكثر مما نشكر على غيرها من بركات الله.
إن الله يتنازل إلينا في كل ظروفنا، وليس فقط يفرج الضيقة، لكنه هو نفسه يدخل في الضيق معنا. ولسوف يأتي الوقت الذي فيه ينتهي كل حزن ويمضي كل تعب، ولكن سيبقى لنا صديقنا وحبيبنا، صديقنا المشترك معنا في كل ضيقنا، والصادق في عهده معنا، لقد شاركنا في همومنا وسيجعلنا شركاء فرحه إلى الأبد.
|