رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يسوع رئيس كهنتنا: 16:2-18 جاء الابن لا ليساعد (يمسك) الملائكة، بل ليساعد نسل ابراهيم. تلك هي الآية الرائعة التي نقرأها في الرسالة إلى العبرانيين 2: 16: "جاء لا ليساعد الملائكة بل ليساعد نسل ابراهيم". عرفنا سابقاً أن يسوع شاركنا في طبيعته، والآن نعرف أن يسوع هو رئيس كهنتنا، هو الرحيم هو الآمين. جاء لا ليساعد الملائكة... فأمكنه أن يعين المجربين.
جاء. نعم جاء. من أين؟ من السماء. هذا الذي صعد إلى السماء هو ذاك الذي نزل. نعم، ولو لم ينزل يسوع من السماء لكي يصعد، لما كنا نصعد معه. نعم، هو أتى إلينا ونحن ما أتينا إليه. نحن الخطأة، فكيف نجسر أن نقترب من الله الكلي القداسة؟ الذي دعاه اشعيا ثلاث مرات: قدوس قدوس قدوس. هو عمِلَ الخطوةَ الأولى. نعم، من يجسر أن يقترب إذا كان مخطئاً؟ فآدم حين اقترف الخطيئة، ماذا فعل؟ اختفى بين الأشجار حتى لا يراه. الإنسان الخاطئ لا يجسر أن يقترب. والإنجيل يقول لنا عن ذلك الأبرص: مضى يسوع إليه في البرية. حينئذ تجرّأ الأبرص واقترب. نعم، هو جاء إلينا. كان بالإمكان أن يبقى في سمائه وحوله الملائكة. نعم الملائكة الذين يرسلهم، يدعوهم التقليد السرياني المستيقظين، الذين لا ينامون، الذين يستعدّون دوماً للخدمة. ويدعوهم اشعيا أصحاب الأجنحة الستّة: بجناحين يغطّون وجوههم لئلا ينظروا إلى بهاء الله. وبجناحين يغطّون أرجلهم من أجل الخدمة، الخدمة الكهنوتية. وأخيراً بجناحين يطيران. إذا كان الملاك هو روح فلا يمكن أن نراه بعيوننا. ولكنْ هذين الجناحين يدلاّن على أنّه يلبّي بسرعة أوامر الله. فنقول في لغتنا العادية: إذهب على جناح الطير. صار الملاك مثل طائر يسرع ولا يعيقه أحد. قال الرسول: جاء يسوع لا ليساعد الملائكة، لا ليكون بقرب الملائكة، فهم لا يحتاجون. بل جاء ليساعد نسل ابراهيم، يعني نحن، يعني نحن المؤمنين. فنحن بحاجة إلى هذه المساعدة. أتى يسوع ليساعد ابراهيم وليساعد نسله، وليساعد كل واحد منا، وما لبث في برجه العاجي. من يتخيّل ابن الله، يجرَّب. ومن الذي يجرِّبه؟ ابليس والبشر. نعم، هي التجربة. هل يحب الله أم لا؟ هل يستعد أن يضحي بحياته في خط مشيئة الله أم لا؟ أنا أنت، أشخاص عديدون، عندما نسأل: هل أنت مستعد، نغتاظ بعض الوقت، أم لا نزعل: كيف لك عين تسألنا هذا السؤال؟ وابن الله يسوع المسيح يجرَّب. هل أنت حقاً الله؟ هل أنت حقاً ابن الله؟ هل أنت مستعدّ أن تكون إنساناً كاملاً تأكل خبزك بعرق جبينك؟ يا عيب الشوم مثل هذا السؤال لابن الله، ومع ذلك قَبِلَ يُسألَ قَبِلَ أن يجرَّب: أمامك طريق الحياة وطريق الموت، طريق السعادة وطريق الشقاء. ماذا تختار يا ابن الله؟ ذاك ما قال له ابليس: ان تختار ام لا؟ نعم، قبل يسوع أن يتنازل إلى هذا المستوى، والمستوى الكبير الذي لا يمكن أن يتخيله انسان. ولماذا قَبِل أن يتنازل، لماذا قبل أن يُجرَّب كما يُجرَّب كل انسان؟ ويأتي الجواب: لكي يُعين، لكي يساعد المجربين. نعم، هو مرّ في التجربة، ويعرف أننا نمرّ، هو من لحم ودم ويعرف أننا نحن أيضاً من لحم ودم، لهذا لا يحكم على أحد. والرب قال في الانجيل: أرسل الله ابنه إلى العالم ليخلّص العالم. ما أرسله ليُهلك العالم، بل ليخلص به العالم. الحب سهل والدينونة سريعة، والانسان يكون عارياً أمام الله. فلا شيء مخفيّ على الله، ولكن الغفران، ولكن التسامح ولكن القبول، بأن يُعيد الانسان يومه، أن يعيد المسيرة مع الله يوماً بعد يوم. نتخيل تلك الخاطئة أو تلك الزانية، ماذا أراد الفريسيون أن يعمل بهما الرجل؟ يكفي أن تُرجَم المرأة الزانية، وهكذا يزول الشر من الجماعة. ما هذا الحل؟ كلا، المسيح لا يحرم، بعيد. كلا أراد أن يعيش حياتنا. ونقرأ عبرانيين17:2 فكان عليه أن يشابه إخوته في كل شيء. نعم صار شبيهاً بنا. هل رأيتم يوماً شخصاً كبيراً يطلب أن يشابه الصغير، شخصاً مجرَّباً يشابهه شخصٌ لا يعرف التجربة. كلا. متعلّم يجعل نفسه أمياً، قديس يرافق الخطأة، يعيش عيشهم بدون الخطيئة. لا يمكن أن نتخيّل انسانًا على وجه الأرض يقبل بمثل هذه المشابهة. عادة الصغير يحاول أن يشابه الكبير، والفقير يشابه الغني، والخاطئ يشابه الفاضل، والأمي المتعلم. ويمكن أن نقدم سلسلة واسعة. أما هنا فانقلب كل شيء، نعم انقلب كل شيء. أراد الابن أن يشابه اخوته. نعم ليس هو ذلك البعيد، ننظر إليه، نتأمل فيه من بعيد، ونقول: لا نستطيع أن نكون مثله، لا نستطيع أن نقتدي به، هو فوق، فوق. كلا. هذا الحبر، هذا الكاهن العظيم، يسوع المسيح، ليس فوق، بل هو تحت. تنازل. نزل. نقول في السرياني: اتحتيت، صار تحت. نعم صار تحت، في أرضنا، شابه اخوته في كل شيء. نعم كان بالإمكان أن لا يموت، كما قالت بعض النظريات خصوصاً الغير المسيحية. كلا. نحن متنا ويسوع أراد أن يموت. نحن تألمنا ويسوع أراد أن يتألم، أن يبكي كما نبكي، أن يحزن كما نحزن. شابهنا في كل شيء، رافقنا في خطايانا. ويقول بولس الرسول: صار خطيئة من أجلنا. نعم. هو لم يخطأ، هو لم يقترف ذنباً، ولكنه صار خطيئة، يعني جمع كل خطايانا في شخصه. وكما قتل الموت بموته، قتل جميع خطايا البشر في موته. يا للعمل العظيم، يا للقدرة الإلهية، يا للتنازل العجيب، وإذ عمل هذا، شابهنا، صار إنساناً مثلنا، استطاع أن يكون كاهناً لنا، رئيسَ كهنة، والكاهنَ الوحيد. فالكاهن يكون من الأرض ومن السماء. هو الوسيط. لو لبث الان في السماء، لما كان ذلك الكاهن. وأي إنسان على الأرض يمكن أن يكون الكاهن؟ لأنه لا يقدر أن يتصل بالسماء. أما يسوع المسيح، فمن حيث أنه انسان، فهو من الأرض. ومن حيث هو الله، فهو من السماء. وهكذا اجتمع في شخصه، في أقنومه، السماء والأرض. نعم أراد أن يكون إنساناً ليكون كاهناً. ولو لم يكن إنسانًا، كيف يمكن أن يكون رحيماً، يعني يعرف ضعفنا. حين نقرأ بعض المرات في العهد القديم، نرى أن الله يغضب على شعبه، يعني يريد أن يؤدبه، ويستحق التاديب لأنه ضعف، أو عبد الأوثان أو اقترف الخطايا: ضد الفقراء، ضد المساكين، ضد الغرباء، ضدّ الأرامل، واليتامى. هو القدوس كل القداسة، ونحن الخطأة كل الخطأة. ولكن لما صار ابن الله انساناً، لما شابهنا، عرف أننا ضعفاء، ولهذا عرف أن يكون رحيماً. قال لنا كونوا رحماء كما أن أباكم الذي في السماء هو رحيم، نعم علمنا الرحمة. طوبى للرحماء لأنهم يرحمون إذا كان يدعونا نحن إلى الرحمة، فكم يكون هو رحيماً، نعم غافراً خطايانا. ويخبرنا الإنجيل عن ذلك الراعي الذي يمضي فيبحث عن الخروف الضال. كان بالإمكان أن يتركه ليضل وليأكله الذئب ولا بأس مضى خروف مضى حمل بقي عندي 99 الخسارة ليست بكبيرة. هذا على مستوى البشر، لا على مستوى الله، كل واحد له قيمته، له وزنه في عين الله. الخوري بولس فغالي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|