منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
قديم 07 - 11 - 2012, 04:34 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Magdy Monir
..::| VIP |::..

الصورة الرمزية Magdy Monir

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Magdy Monir غير متواجد حالياً

افتراضي




الفصل الخامس عشر
خيانة يهوذا


لم يكن يهوذا يتوقّع أن تؤدي خيانته لمثل هذه النّتائج القاتلة. لقد كان حريصاً على أن يحصل على المكافئة التى وعد بها اليهود من يسلم يسوع، وعلى أن يُسعد الفريسيون بتسليم يسوع في أياديهم، لكنه لم يحسب أن الأمور ستذهب إلى هذا الحدّ، أو فكر أن أعداء سيده سيحضرونه فعلاً للمحاكمة ويصلبونه؛ كان فكره مُستغرقاً فى محبّته للمال فقط، وحثّه بعض الفريسيون والصديقيون الخبثاء الذين اتصل بهم، على الخيانة بتملقه. لقد كان مُتعباً من الإجهاد العَصَبي‏ والتجوال والحياة المضطهدة التي كان يحياها هو والتلاميذ. كما كان يسرق منذ بضع شهور أموال الفقراء التي كانت تحت عنايته، حرّضه جشعه ورفضه لما أنّفقته المجدلية بسكب الطيب الثّمين على قدمي الرب على جريمة من أعظم الجرائم. لقد تمنّى دوما أن يؤسس يسوع مملكة أرضية، ويمنحه فيها مكانة عالية ومربحة، لكن ظنه خاب، فحول أفكاره نحو تكديس الثروة. لقد رأى أن آلام وأضطهدات الرب وتلاميذه فى ازّدياد ، فسعى أن يصادق أعداء مُخلصنا الأقوياء قبل أوان الخطر، لأنه رأي أنّ يسوع لن يصبح ملكاً، وأن الكرامة والقوة الحقيقية كانت للكاهن الأكبر ولكل من يتصل بخدمته، وأثر ذلك بشدة على فكره.
لقد بدأ يدخل في ارتباطات مع موظفيهم، الذين كانوا يغرونه دوما، ويطمئنونه بأقوال قوية بأنه، في أية حال، لابد أنه هناك نهاية سريعة موضوعة لسيرة يسوع. لقد استمع بلهّفة أكثر فأكثر إلى اقتراحات قلبه الفاسدة الإجرامية، ولم يكن يفعل شيئاً خلال الأيام القليلة الأخيرة سوى الذهاب والإياب ليقنع رؤساء الكهنة أن يصلوا معه لاتفاق. لكنهم كانوا غير راغبين أن يتصرّفوا فى الحال، وعاملوه باحتقار. قائلين إن الوقت المناسب لا يمكن أن يكون قبل العيد، وأنه لابد أنه سيكون هناك شغب بين الشعب. وكان السنهدريم فقط من استمع إلى مقترحاته ببعض الانتباه.
بعدما تلقى يهوذا السر المقدس على نحو دنس، تملكه الشيطان وذهب فى الحال ليكمل جريمته. لقد بَحَث بالدرجة الأولى عن‏ أولئك الأشخاص الذين أغروه ودخلوا في اتفاقيات معه، والذين ما زالوا يستقبلونه بصّداقة زائفة. البعض كان قد أنضم للاحتفال، ومن بين هؤلاء كان حنان وقيافا، وهذا الأخير عامله بكبرياء وازدراء. كل أعداء المسيح هؤلاء كانوا مترددين وبعيدين عن الشّعور بأي ثقة فى النّجاح، لأنهم كانوا يرتابون في يهوذا.
أنى أرى مملكة جهنم منقسّمة ضد نفسها؛ اشتهي إبليس جريمة اليهود، واشتاق بلهفة لموت يسوع، هادى النفوس، المعلّم القدوّس، الإنسان البار الذي كان يمقته جدا؛ لكنه في نفس الوقت يشعر بخوف داخلى غير عادى من موت هذه الذبيحة البريئة، الذي لا يخفي نفسه عن مضطهديه. لقد رأيته حينئذ، من ناحية، يثير كراهية وغضب أعداء يسوع، ومن ناحية أخرى، يلمِّح‏ إلى البعض منهم بأن يهوذا شخص حقير وشرير، وأن الحُكم بعقوبة‏ الموت ليس بالإمكان إعلانها قبل الاحتفال، أو أن العدد الكافي للشّهود ضد يسوع لن يتجمّع .
لقد اقترح كل شخص شيئاً مختلفاً، والبعض سأل يهوذا: " هل سنكون قادرين على أخذه؟ هل ليس لديه رجال مسلّحون ؟ " وأجاب الخائن: " كلا، أنه وحيد مع أحد عشر تلميذاً؛ أنه مُحبَط‏ للغاية، والأحد عشر لهم رجال جبناء " اخبرهم إما الآن وإما لن يتملكون يسوع أبداً، أخبرهم أيضاً إنه قد لا تكون عنده فيما بعد القوه أن يسلم يسوع في أياديهم، وأنه قد لا يرجع إليه ثانية، لأنه لبضعة أيام ماضية كان واضحاً جدا أن التلاميذ الآخرين ويسوع نفسه يرتابون فيه وإنهم بالتأكيد سيرفضونه إن رجع إليهم. اخبرهم أيضاً إنهم إن لم يعتقلوه حالا، فأنه سيهرب ويعود مع جيش من المُوالين‏ له لينصب نفسه ملكاً. أتت تهديدات يهوذا هذه ببعض التّأثير وقُبلت مقترحاته، وتسلم ثمن خيانته ثلاثون قطعة من الفضة.
يهوذا لكونه مُدركاً إنهم يعاملونه باحتقار وارتياب، لأن لغتهم وإشاراتهم خانت مشاعرهم، اقترح عليهم بازدراء‏ أن يعيد المال كتقدمة للهيكل، من أجل أن يجعلهم يفترضون أن نواياه مُجردة ونزيهة. لكنهم رفضوا اقتراحه‏, لأن ثمن الدّم لا يمكن يكون تقدمة للهيكل. رأى يهوذا كيف إنهم احتقروه، وكانت ثورته شديدة. أنه لم يتوقّع أن يحصد الثّمار المرّة لخيانته حتى قبل أن تتم، لكنه كان قد ذهب بعيداً مع هؤلاء الرّجال حتى أنه قد صار تحت سيطرتهم، والتراجع لم يعد ممكنا. لقد راقبوه بحذر، ولم يتركوه يغيب عن أعينهم، حتى أراهم بالضبط ما هى الخطوات التى ستتخذ من أجل القبض على يسوع. رافقه ثلاث فريسيين عندما ذهب لغرفة يتجمع فيها جنود الهيكل, البعض منهم كانوا يهودا، والباقين من جنسيات متعدّدة. عندما صار كل شيء مستقراً، وتجمّع العدد الضّروري من الجنود، أسرع يهوذاً إلى عُلية صهيون أولاً، يرافقه خدم الفريسيون، ليتحقق من أن يسوع قد رحل، أو يقبضون عليه هناك بدون صعوبة .
قبل وقت قصير من تسلم يهوذا لثمن خيانته، خرج فريسي وأرسل سبعة عبيد ليجلبوا الخشب الذي يجب أن يعدّ ليكون صّليب مُخلصنا في حالة مُحاكمته، لأن اليوم التالي لن يكون هناك وقت كاف بسبب بدء عيد الفصح. لقد أتوا بهذا الخشب من بقعة على بعد حوالي ثلاثة أرباع الميل، قرب سور عال، حيث كانت هناك كمية عظيمة من الأخشاب تخص الهيكل، وسحبوها إلى ميدان يقع خلف محكمة قيافا. القطعة الرّئيسية للصّليب جاءت من شجرة نمت سابقا في وادي يهوشافاط قرب مجرى قدرون، والتى استعملت كجسر بعد ما سقطت عبر النبع، عندما أخفى نحميا النار المقدّسة والأوعية المقدّسة في بركة بيت صيدا، ألقيت هذه الخشبة فى هذه البقعة، مع قطع أخرى من الخشب، ثم بعد ذلك أُخذت من هناك، وتركت على أحد الاجناب. الصّليب قد اعدّ بأسلوب غريب جدا، أمّا بشيء من السخرية من نبل يسوع، أو إما ما يعتبره البشر صدفة. لقد كان مُعداً من خمس قطع من الخشب، باستثناء‏ اللوحة. لقد رأيت العديد من الأشياء الأخرى التى تختص بالصليب، ومعنى التفاصيل المختلفة قد جُعلت معروفة لي، لكنى نسيت كل ذلك.
عاد يهوذا، وقال بأنّ يسوع لم يعد فى العلية، لكنه لابد أن يكون على جبل الزيتون، في البقعة التى اعتاد أن يصلّي فيها. طلب أنّ يُرسلوا معه عدداً قليلاً من الرّجال، خشية أن يُدرك التلاميذ الذين كانوا سهارى أي شئ ويحضوا على المقاومة. ثلاثمائة رجل كانوا على البوّابات وفي شوارع أوفيل وعلى طول وادي القلعة وحتى دار حنان وعلى قمة جبل صهيون، لكى يكونوا مستعدين أن يرسلوا تعزيزات فى حالة الضرورة، لأنه قال، أن كل شعب أوفيل الفقراء سينحازون ليسوع. دعاهم الخائن أيضاً أن يكونوا حذرين، خشية أن يهرب منهم حيث أنه، بوسائل غامضة، كان يخفى نفسه غالبا في الجبل، ويجعل نفسه فجأة غير مرئياً لمن حوله. أوصاهم أيضا أن يربطوه بسلسلة، ويستعملون بعض السّحر ليمنعوه من كسرها. استمع اليهود إلى كل هذه النصائح باحتقار وعدم اهتمام وأجابوه " ما أن نقبض عليه في أيادينا، سنحذر ألا ندعه يذهب. "
بعد ذلك بدأ يهوذا يُعد ترتيباته بأولئك الذين سيرافقونه. رغب أن يدخل البستان أمامهم، ويعانقه ويحيّيه كما لو أنه يرجع إليه كصديق وتلميذ، وبعد ذلك يأتى الجنود ويقبضوا عليه. لقد كان حريصاً على أنّ يبدو الأمر كأنه محض صدفة، حتى يهرب عندما يظهرون، مثل التّلاميذ الآخرين ولا يعد يُسمع عنه فيما بعد. اعتقد أيضاً، إنه فى الشغب الذى سيتبع ذلك، إن التلاميذ سيحمون أنفسهم، ويجوز يسوع وسط أعدائه، كما كان يفعل كثيراً من قبل. لقد استقر على هذه الأفكار, خاصة عندما جرح أسلوب اليهود المتكبّر والمُهين كبريائه؛ لكنه لم يندم قط على أنه قد أسلم نفسه للشّيطان بالكلية. لقد كانت رغبته أيضا ألا يحمل الجنود الذين يتلونه سلاسل أو حبال، وتظاهر شركاؤه بقبول كل رغباته، بينما هم في الواقع يتعاملون معه كما مع خائن لن يؤتمن، بل أضمروا أن يُلقوه بعيداً بمجرد أن يفعل ما هو مطلوب منه.
تسلم الجنود الأوامر أن يظلوا بقرب يهوذا وأن يراقبوه بحذر، وألا يدعوه يغيب عن أنظارهم حتى يقبضوا على يسوع، لأنه تسلم أجرته، وكانوا خائفين أن يهرب بالمال ولا يُقبض على يسوع بعد كل هذا. تكونت فرقة الرّجال التى اختيرت لترافق يهوذا من عشرين جندياً، مختارين من حرس الهيكل ومن جنود آخرين من الجيش كانوا تحت آمرة حنان وقيافا. كان زيهم مثل زي الجنود الرّومان، كانت لهم شارات مثلهم، ولكن لحاهم كانت طويلة، بينما الجنود الرّومان في أورشليم كان لهم شوارب فقط ويحلقون لحاهم. كان معهم جميعا سيوفاً والبعض مسلّح بالرّماح أيضاً، ولقد حملوا عصى مع فوانيس ومشاعل؛ لكنهم أضاءوا المشاعل فقط. في بادئ الأمر كان مُرتباً أن يرافق يهوذا جنود أكثر، لكنه جذب انتباههم إلى حقيقة أنّ العدد الكبير من الرّجال سيُرى بسهولة جداً لأن جبل الزيتون يكشف كل الوادي. لهذا ظل أغلب الجنود في أوفيل، وانتشر الحراس على كل الجوانب ليواجهوا أي محاولة لإطلاق سراح يسوع. بدأ يهوذا بعشرين جندياً، لكن كان يتبعه على مسافة منه أربعة من قادة الجنود، حاملين حبال وسلاسل، ويتلوهم سّتة رجال ممن كانوا على اتصال بيهوذا لبعض الوقت. أحدهم كان كاهناً ومستشاراً لحنان، الثاني كان مكرّساً لقيافا، الثالث والرابع كانا من الفريسيون، والاثنان الآخران أحدهم من الصديقيون والأخر من أَعْضَاءِ حِزْبِ هِيرُودُسَ. هؤلاء الرجال الستة كانوا من رجال حاشية‏ حنان وقيافا ويعملون كجواسيس وكانوا أكثر الأعداء مرارةّ ليسوع
ظل الجنود على مودة مع يهوذا حتى وصلوا إلى الطّريق الذى يفصل بين بستان الزّيتون وبستان جَثْسَيْمَانِي ، وهناك رفضوا أن يسمحوا له أن يتقدّم بمفرده، وغيّروا أسلوبهم معه بالكامل وعاملوه بفظاظة .






  رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
آلام المسيح وقيامته التي تنبأت بها الكتب المقدسة
حقائق صادمة جدّاً عن آلام السيد المسيح وقيامته
شاهد عيان أمام مديرية القاهرة: الانفجار أطاح بنا من فوق كراسي المقهى
آلام المسيح وصلبه وقيامته: جوهر البشارة
شاهد عيان بالخصوص :مدير أمن القليوبية هددنا وحاول اعتقال الأقباط المتواجدين أمام الكنيسة


الساعة الآن 02:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024