رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"خرج <أي المسيح> ... إلى بيت عنيا وبات هناك" (مت21: 17) لماذا من بين المدن العديدة والقرى الكثيرة التي جال فيها الرب يسوع، يلمع اسم بيت عنيا ويشتهر؟ مع أنه لم يولد هناك، بل ولد في بيت لحم، ولم يتربَّ هناك بل في الناصرة، ولم يخدم هناك كما خدم في كفر ناحوم. لقد كانت هناك في بيت عنيا عائلة أحبته وأحبها، ولعله لم يحدث في مكان آخر أن استُعلنت بكيفية واضحة كمالات إنسانيته ومجد لاهوته كما استُعلنت في بيت عنيا. إن يسوع المسيح قد وجد منزلاً كأنه "بيته" حيث كان يستريح في جو كله محبة وتعاطف، هناك في "بيت عنيا ... قرية مريم ومرثا أختها" (يو 11: 1 ) . ويا لها من نتائج مباركة تسلسلت من بعد تلك الزيارة الأولى؛ ففي يوم التجربة نراه يعود إلى بيت عنيا، ليس ليشفى بل ليعطى حياة. و قبيل آلامه نراه هناك، فتتقدم مريم لتدهن جسده بطيب كثير الثمن، وهناك يقول الرب "الحق أقول لكم حيثما يُكرز بهذا الإنجيل في كل العالم يُخبَر أيضاً بما فعلته هذه تذكاراً لها". لقد كانت مريم ملآنة بالمحبة لشخصه، ودون أن تقول كلمة، أخذت أثمن ما تملك "مناً من طيب ناردين خالص كثير الثمن، وسكبته على قدمي يسوع. كان ثمنه ثلاثمائة دينار يعادل أجر العامل في سنة كاملة، أما ننحني فلم يكن لديها شيء تعزه على الرب. كان لعازر أحد المتكئين معه، مع أنه حاز حياة جديدة بالقيامة من الأموات، لكنه يبقى "الميت". من جهة حياته السابقة انتهى بالموت، وها هو الآن يعيش حياة لا علاقة لها بحياته القديمة. "وكانت مرثا تخدم". قديماً كانت خدمتها لها المكان الأول، لم تكن قد تعلمت أنه قبل أن تعطى للرب يجب أن تأخذ منه. أما في ذلك الوقت فكانت في المكان المناسب. إن لعازر ومرثا ومريم يقدمون لنا في ثلاث شخصيات؛ المبادئ الثلاثة التي تكوِّن الحياة المسيحية في بيت الله، وهى الشركة والخدمة والسجود. وكم من مؤمنين في مختلف الأجيال تقووا وتشجعوا وتغنوا وشبعوا بما سطره الوحي عن بيت عنيا. أفما كان يستحق إذاً أن يُقبل وأن يُرحَّب به لما كان هنا على الأرض؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|