رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"فيجلس ممحصاً ومنقياً للفضة ... ويصفيهم كالذهب والفضة" (ملا3: 3) منذ عدة سنوات، تحدى أحدهم من غير المؤمنين حداداً مؤمناً أن يفسر له سر آلامه الشديدة هذه، وهو المؤمن بالمسيح. فجاء تفسير الحداد المؤمن كما يلي: لا أعلم إن كان تفسيري لهذه الأمور سيرضيك أم لا، لكنى أعلم أنه يريحني جداً. إنني أعمل حداداً، وعادة ما آخذ قطعة الحديد وأضعها في النار الشديدة، ثم آخذها على "السندان" وأضربها مرة أو اثنتين لأختبر مدى تطبع خواصها. وإن وجدتها قد تطبعت، أضعها في النار مرة أخرى، ثم أسقطها في الماء ثانية، وأكرر العمل عدة مرات، وأخيراً أضعها على السندان، وأطرق عليها بالمطرقة، وأقوم بثنيها وبردها بالمبرد الخشن، ثم بمبرد ناعم. ثم أجرى عليها بعض العمليات النافعة التي تجعل قطعة الحديد في النهاية صالحة للخدمة الشاقة سنيناً طويلة. ولو وضعت هذه القطعة على السندان من أول وهلة، دون إجراء المعالجة الحرارية المطلوبة، ما أمكن تطبيعها أو تقويتها، وكان مصيرها النهائي هو كومة "الخردة" وكانت ستُباع كخردة بقروش زهيدة. وإنني أرى أن الآب السماوي الـمُحب يختبرني كمؤمن ليرى مدى التطبيع الذي أحتاج إليه، فهو يضعني في النار، ثم في الماء. وإني أحاول أن أحتمل هذا بالصبر قدر استطاعتي، وصلاتي اليومية إليه ننحني: يارب ضعني في النار كما تريد، وفى الماء إن رأيتني بحاجة لذلك، لكنى أرجوك ألا تلقيني في الخردة! إن حياتنا تُشبه وجه الساعة، وعقاربها تشبه يد الله؛ المؤشر الصغير هو يد الله الممحصة، والمؤشر الكبير - يده الرحيمة. وفى حين تتحرك يده الممحصة الفاحصة ببطء وثبات، ويتكلم إلىَّ الرب في كل ساعة، فإن المؤشر الكبير - يده الرحيمة - تجرى بسرعة لتعمل ستين دورة أمام دورة واحدة ليده الممحصة في الشدائد والتجارب. وكلتا اليدان مثبتتان على مفصل ثابت - هو قلب الله غير المتغير! "لكي تكون تزكية إيمانكم وهى أثمن من الذهب الفاني مع أنه يُمتحن بالنار، توجد للمدح والكرامة والمجد عند استعلان يسوع المسيح" (1بط 1: 7 ) . أيها الفخــاري الأعظــــم أنــا كالخزف بيــن يديـــك عُد واصنعني وعــاءً آخـر مثلما يحسن في عينيـك |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|