رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
القديس فرنسيس الاسيزى مدينة أسيري مدينة جائمة على صدر جبل سوبازيو الصخري وكأنها قد ارتدت جلباباً براقاً من اللهب، وكانت للأحجار ذات اللون الأحمر وقد استخدمت في بناء البيوت المتواضعة عند سفح الجبل وواديها الخصب وينابيعها العذبة الخارجة من قلب الصخر. وهي مدينة صغيرة بمقاطعة أومبريا بإيطاليا الوسطى في هذه المدينة الساحرة ولد فرنشيسكو بطرس برنردونه في عام 1182 وكانت ولادته عسيرة في اصطبل، كان أبوه تاجر أقمشة ثري جد ً وأمه فرنسية الأصل اسمها حنة واشتهرت بين الناس باسم بيكا، كانت مسيحية متدينة وربة منزل ممتازة همها بيتها وتنشئة أولادها تنشئة مسيحية فاضلة. تعلم اللاتينية، لغة الكنيسة والعلم، بجانب لغته الإيطالية والفرنسية، وكان وسيم الطلعة وقد وهبته الطبيعة صوتاً عذباً يحرك القلوب ويغزوها ويحسن العزف على العود والشعر. كان ذكي وسريع الخاطر وأنيق المظهر وكريم النفس، يحب الفقراء حباً عظيماً ويساعدهم دائماً، عاش طيش الشباب، انخرط في سلك الفروسية عام 1202 وحارب وأسر في مدينة بروجيا لمدة عام كامل وتلقى العذاب والقهر ولكن روحه المتفائلة المرحة بعثت الثقة في قلوب البائسين، وكان حينئذ فقر ومجاعة فكثر الفقراء والمعوزين. سمع فرنسيس في حلمه صوتاً يقول: "أتريد أن تخدم السيد أم العبد؟"، أجابه: "السيد الغني، فلم تخدم العبد الفقير؟"، أدرك فرنسيس أن هذا الصوت هو صوت الرب فخر على الأرض ساجداً وقال: "هاأنذا يا رب، ماذا تريد أن أصنع؟"، أجابه الرب: "ارجع إلى أسيزي وهناك يقال لك ما ينبغي أن تصنع". فرجع إلى أسيزي بالحال. أكثر ما كان يزور كنيسة قديمة على مسافة ربع ساعة من أسيزي تدعى كنيسة سان داميانو ينظر إلى الصليب ويطلب منه أن يهديه وذات مرة الصليب يتحرك والمصلوب يتكلم فيقول: "بيتي يتقوض وينهار؛ هلا أعدت بناءه؟"، فقال: "لبيك، يا رب لبيك". ومن هنا بدأت رسالة فرنسيس كان عمره 23 سنة . فرجع إلى البيت ووزع الأقمشة على الفقراء فغضب أباه كثيراً وشكاه للأسقف فخلع كل ثيابه وأعطاها لأبيه وقال له أبانا الذي في السموات، وبعدها ذهب إلى الغابة حافي القدمين ترك فرنسيس كل شيء وتبع طريق الصليب طريق المجد. وجال في المدينة يطلب حجراً ومال وبدأ بترميم الكنيسة. وفي شباط 1209 حضر القداس وسمع الإنجيل وكان النص "اذهبوا ونادوا قائلين قد اقترب ملكوت الله... مجاناً أخذتم مجاناً أعطوا... لا تقتنوا ذهباً ولا فضة..."، فوجد ضالته فكانت أحد منطلقات حياته الكبرى. كان عمره 26 سنة. تلفت الشباب من حوله من طبقة النبلاء ومن الفقراء وعاشوا معه. وفي عام 1210 ذهب فرنسيس إلى رومة وقابل البابا اينوشنسيس الثالث أعظم الباباوات فأذن له بالوعظ وبتكوين رهبنة وشرح له قانون الرهبنة أساسها الفقر، الطاعة والعفة، فعانقه وباركه وسانده في رسالته. توفي مار فرنسيس يوم السبت الواقع 3 تشرين الأول 1226، وله من العمر 44 سنة وقبل وفاته ارتسمت جراحات المسيح على يديه وجنبه. استخدم الطبيعة كوسيلة ليصل إلى المسيح, اندهاشه بجمال الطبيعة وعدم تعلقه بأشياء المادية، كان أساساً لوصوله إلى الخالق. لقد عرف كل الذين عايشوه أن يسوع كان طعامه اليومي يتغذى به فكره. وينبض له قلبه، وتردده شفتاه، وتتمثله عيناه فتغدو أعضاء جسمه وقوى نفسه كلها متشربة منه, مطبوعة بطابعه. نظرته إلى الكون إنجيلية، نظرة التفاؤل والسرور بالحياة، أفراحها وأتراحها، نظرة المحبة والشطر للحياة، ولخالق الحياة. محور حياته: "وهبني الله إيماناً حياً بسر الإفخارستيا، فكانت لي صلاة له أتلوها في كل زيارة لكنيسة: إننا نسجد لك، أيها الرب يسوع، في هذه الكنيسة وفي كل كنائس العالم، ونباركك لأنك بصليبك المقدس فديت العالم". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة القديس فرنسيس الاسيزي |
القديس فرنسيس الاسيزى وعيد الميلاد |
القديس فرنسيس الاسيزي السيّد المسيح يكفيك في كلّ شيء |
القديس فرنسيس الاسيزي |
القداسة - عن القديس فرنسيس الاسيزي |