20 - 05 - 2012, 03:40 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالإِبْتِهَاجِ. الذَّاهِبُ ذِهَاباً بِالْبُكَاءِ حَامِلاً مِبْذَرَ الزَّرْعِ مَجِيئاً يَجِيءُ بِالتَّرَنُّمِ حَامِلاً حُزَمَهُ» (مزمور5:126، 6) يستعيد بنو إسرائيل ذاكرتهم في المزمور126 حول عودتهم إلى الأرض بعد السَّبي في بابل، لقد كان ذلك كما لو أنهم في عالم الأحلام، مملوئين ضحكاً وغناءً، وحتّى جيرانهم الوثنيّين علَّقوا على الأمور العظيمة التي عملها الرَّب من أجل شعبه. الآن وبعد عودتهم إلى وطنهم كان عليهم أن يزرعوا ليجنوا محاصيلهم، لكن هذا شكَّل مشكلة، فإنهم لم يُحضروا معهم سوى كميّة محدودة من الحبوب كان بإمكانهم إستخدامها كغذاء الآن، لأنه لم يكن هناك غلال في الحقول لكي يحصدوها، أو يمكنهم استخدامها كبزار لزرعها في الأرض على أمل الحصاد الوفير في الأيام القادمة، فإذا قرّروا إستخدام معظمها كبزار، فهذا يعني أن عليهم أن يعيشوا بتقشُّفٍ وبتضحية إلى أن يحين وقت الحصاد. لقد قرّروا المسار الأخير. بينما خرج الفلاّح إلى حقله، كان يَغرُف بيده البِزار وينثرها فوق الأرض المحروثة، كان يذرف دموعاً عند تفكيره بالحرمان الذي كان عليه أن يقاسيه مع عائلته حتّى وقت الحصاد، لكن عندما تمتلئ الحقول بالحبوب الذهبيّة لاحقاً، تتحوَّل دموعه إلى فرحٍ وهو يُجلب الحُزم الناضجة إلى الحظيرة، وبذا ستُجازى بِوَفرة التضحيات التي قدّمتها عائلته. يمكننا التفكير بذلك بعلاقة وكالتنا على الأشياء المادية، لقد إئتَمننا الرَّب على مبلغ محدود من المال يمكن إنفاقه في إنغماسنا بملذّاتنا وشراء كل رغبات قلوبنا، أو أن نحيا مضحّين بأن نستثمره في عمل الرَّب في الإرساليات الأجنبيّة أو المطبوعات، أو الإذاعات المسيحية أو الكنيسة المحلية وأشكال مختلفة من النشاطات التبشيرية. ففي هذه الحالة يعني اختيار مستوى معيشة متواضع حتى أن كل ما يزيد عن ضروريّات الحياة سيدخل في عمل الرَّب، وهذا يعني أيضاً العيش بميزانية محدودة لكي لا تهلك نفوس تحتاج إلى الإنجيل. لكن تضحيات كهذه لا تستحق الذِكر عندما يأتي وقت الحصاد، وعندما نرى رجالاً ونساء في السماء نتيجة حياة التضحية. إنَّ نجاة شخص واحد من الجحيم ليصبح عابداً لحَمل الله طول الأبدية، أمرٌ يستحق كل تضحية ويمكننا أن نقوم به الآن. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|