جاء في القانون الموراتوري Muratorian Fragmenton the canon أن هرماس صاحب كتاب الراعي هو أخ بيوس الأول أسقف روما (140-150 م). يرى أوريجينوس أنه هرماس المذكور في رو14:16. يتحدث الكاتب عن نفسه أنه كان عبدًا، بيع في روما إلى سيدة رومانية تسمى روده Rhoda، فشعر في بادئ الأمر بعاطفة الأخوة من نحوها، ثم تطلع إلى جمالها فاشتهى أن تكون له امرأة (رؤ1:1). أطلقت سبيله واشتغل بالزراعة والتجارة فصار غنيًا. تزوج من امرأة ثرثارة، وأغفل أمر عائلته، فانغمس أولاده في الشر (رؤ3:1)، وافتقر بسببهم (رؤ2:1؛ 3:2؛ 6:3).
راعي هرماس، أو الراعي الصالح - لوحة من القرن الثالث الميلادي، في مقابر روما
يصوّر نفسه أحيانًا رجلًا فاضلًا عفيفًا بعيدًا عن كل الشهوات الشريرة، بسيطًا مجانبًا للشر (رؤ2:1)، وأحيانًا أخرى كاذبًا متكلمًا بالرياء (رؤ3). إذ حدث اضطهاد تمسك هو وزوجته بالإيمان بينما أنكر أولاده الإيمان وتحمس للتوبة، فوضع كتابه "الراعي" ليحث الخطاة على التوبة، مظهرًا أن نقاوة الكنيسة في خطر بسبب استفحال الخطية، وأن النهاية قد اقتربت. كتاب الراعي:
ينظر بعض الآباء إلى هذا الكتاب ككتابٍ كنسيٍ هامٍ، بينما يحط البعض من قدره. حيث يوجد به أشياء جميلة جدًا، وأشياء أخرى لا يمكن قبولها (من وجهة النظر الأرثوذكسية).. اهتم الكتاب بالجانب التعليمي لا اللاهوتي، فيكشف عن بساطة الحياة المسيحية وما تتسم به من اشتراكية مع عمق في الروحانية؛ لكن بطريقة غامضة غير كاملة. فيثير الكاتب مشكلة ويعطي رأيًا لكنه قبل أن يكملّه يأتي برأي آخر. يقدم لنا الكتاب مادة غزيرة عن حال الكنيسة في النصف الأول من القرن الثاني. ويعتبر هذا الكتاب أشبه بمراجعة كنيسة روما لنفسها أو فحصها ذاتها.يحوي الكتاب خمس رؤى واثنتي عشرة وصية وعشرة استعارات أو أمثال.