القديسة نينو العذراء
St. Nino (Nina)
الأسيرة المتهللة:
يروي روفينوس أنه في بداية القرن الرابع الميلادي كان في مملكة جورجيا Georgia عذراء أسيرة. ففي الطريق من روما اجتاز رسل ميريان Mirian ملك جورجيا Georgia قرية بجوار روما بها دير للعذارى يُسمى أغاثونيكا، حيث وجدوا عذراء منفردة خارج الدير تسمى نينو (ثاؤغنسطا)(1)، أُعجبوا بها فخطفوها.
لم تشعر الراهبة المسبية بالمذلة, ولم تكن متذمرة لما حدث لها ولا لمرارة الغربة، لكنها بروح الفرح والشكر حملت سلامًا فائقًا وهدوءً عجيبًا، فقد تدربت منذ صباها أن تتمتع بالحياة السماوية. صارت تمارس عملها كجارية لدى بيت أحد الشرفاء ببهجة قلب ورضى، فكانت سيدتها وكل العاملين في القصر وكل أقربائهم وأصدقائهم يدهشون لما تحمله هذه الأسيرة العجيبة من سلامٍ فائقٍ وابتسامةٍ دائمةٍ, وكأنها تعيش في فردوس, لا ينقصها شئ قط.
وهبها اللَّه نعمة في عيني سيدتها فأقامتها رئيسة على العاملات بالقصر، أما هي فكان قلبها متعلقًا بالحياة السماوية، تمارس نسكها وصلواتها بجهاد عظيم. كسبت نينو محبة سادتها, الرجل وزوجته وأولاده, حتى الخدم والجواري كانوا يجدون سعادة في الحديث معها. شعروا بجاذبية خاصة من نحوها.
صارت نينو موضع حديث الجميع. وشعر الكل أنها أسعد شخص في كل دولة جورجيا. كان لها تأثير كبير على الشعب لعفتها ورزانتها وللوقت الطويل الذي كانت تقضيه في الصلاة ليلًا ونهارًا، وكانوا حينما يحاورونها ويسألونها عن إيمانها كان ترد بكل بساطة أنها تعبد المسيح كإله.