في سيرة القديس اسحق الأكبر يُذكر عمله في توحيد الشعب الأرمني ووضع أسس اللغة القومية، وذُكِر أن مساعده في ذلك كان القديس ميسروب (ماشتوتس Mashtots) الذي كان موظفًا حكوميًا في ذلك الوقت. عندما قُسِّمت أرمينيا بين الإمبراطورية وفارس اعتزل ميسروب في حياة وحدة، ثم صار كاهنًا وتابع دراساته باللغات اليونانية والسريانية والفارسية ثم أصبح مبشرًا بين شعبه، ولكنه وجد نفسه معوَّق لأن الكتاب المقدس والطقوس الدينية كانت مكتوبة باللغة السريانية ولا توجد طريقة ملائمة لكتابتها باللغة الأرمينية. لذلك قرر بمشورة القديس اسحق إحياء وإعادة بناء أبجدية أرمينية. استطاع تنفيذ ذلك في فترة وجيزة بمساعدة بعض العلماء الآخرين، وكان الأساس هو الحروف الصغيرة في الأبجدية اليونانية. وبعد عدة سنوات انتهت الترجمة الأرمينية الأولى للكتاب المقدس من اللغة السريانية، ويقال أن القديس ميسروب كان المسئول عن ترجمة العهد الجديد وسفر الأمثال. وقد راجع هذه الترجمة في الرُها Edessa اثنان من تلاميذه، وأخيرًا تمت المراجعة النهائية للعهد القديم من الترجمة السبعينية، كما تمت ترجمة صلوات القداس إلى الأرمينية. وقد بشَّر ميسروب وعلَّم في أرمينيا وفي جورجيا Georgia، وانشأ مدارس ووضع أبجدية لجورجيا، ثم عاد إلى مكانه في وطنه حيث أنشأ بتشجيع من القديس اسحق مدرسة تحت إشرافه. وفي هذه المدرسة وبتوجيه من القدِّيسَين تُرجِم الكثير من اليونانية والسريانية.تنيح القديس ميسروب وله من العمر أكثر من ثمانين عامًا في 19 فبراير سنة 441 م.