منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 05 - 2012, 10:37 AM
الصورة الرمزية Magdy Monir
 
Magdy Monir
..::| VIP |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Magdy Monir غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 12
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر : 58
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 51,017

مزامير المصاعد






مزمور 130 (معادلة الغفران) من مزامير المصاعد





مزمور 130
معادلة الغفران




1مِنَ الأَعْمَاقِ صَرَخْتُ إِلَيْكَ يَا رَبُّ.
2يَا رَبُّ اسْمَعْ صَوْتِي. لِتَكُنْ أُذُنَاكَ مُصْغِيَتَيْنِ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي.
3إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ يَا سَيِّدُ فَمَنْ يَقِفُ؟
4لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ.
5انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ.
6نَفْسِي تَنْتَظِرُ الرَّبَّ أَكْثَرَ مِنَ الْمُرَاقِبِينَ الصُّبْحَ. أَكْثَرَ مِنَ الْمُرَاقِبِينَ الصُّبْحَ.
7لِيَرْجُ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ لأَنَّ عِنْدَ الرَّبِّ الرَّحْمَةَ وَعِنْدَهُ فِدًى كَثِيرٌ
8وَهُوَ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ آثَامِهِ.

سُئِل مارتن لوثر عن أية مزامير هى العظمى. أجاب بدون تردد إنها المزامير البولسية(نسبة للرسول بولس)، فهى أعظم المزامير على الإطلاق. وهذه المزامير هى تلك التى يظهر فيها طابع التوبة والاعتراف، مثل مز 32، 51،130، 143.
وهذا المزمور لا يكشف بالتحديد الظروف المحيطة بالمرنم والتى دعته إلى رفع صرخته، لكن من خلال النص نكتشف أنه يعانى من ضغط نفسى شديد، نتيجة لتعرضه لخطر محيط به، ولإحساسه بثقل خطاياه وبشعور الاغتراب عن الله.
لكن المرنم ينتظر مصلياً وواثقاً فى استجابة الرب لصلاته، فى شوق للغفران، وعودة الشركة، ونغمة الإنقاذ.
البعض يرى أن هذا المزمور هو أغنية أُسر تعود للأمة كلها وهى فى أسرها وعندما أدركت خطاياها التى قادتها إلى محنتها، وهى تطلب الغفران والعودة فى روح الثقة والرجاء.
بكل هذا الزحام من المشاعر والأحاسيس المختلطة :إحساس الذنب والاغتراب عن الله، وشعور الشوق الجارف للعودة والتوبة، ورغبة التمتع بالشركة من جديد مع الله، بكل هذه المشاعر والأحاسيس يقدم المرنم كلمات هذا المزمور للرب.

يبدأ هذا المزمور من أعماق الضيق، وينتهى بأعالى الرجاء.
ويمكننا تقسيم المزمور إلى أربع أفكار رئيسية :
أولاً : صرخة من الأعماق (1 و2) :
"1مِنَ الأَعْمَاقِ صَرَخْتُ إِلَيْكَ يَا رَبُّ. 2يَا رَبُّ اسْمَعْ صَوْتِي. لِتَكُنْ أُذُنَاكَ مُصْغِيَتَيْنِ إِلَى صَوْتِ تَضَرُّعَاتِي.
". "من الأعماق صرخت". والبعض يترجم هذه الآية : "من الأعماق أصرخ" فعندما نصل إلى الأعماق، إلى الهاوية، إلى المياه الطامية، إلى العش المقلوب، إلى ضغط الذنب... نصرخ ونتعلق بالرب
لعل هذه الكلمات تشبه إلى حد كبير الكلمات الواردة فى إش 51 : 10 حيث يقول المرنم :
أَلَسْتِ أَنْتِ هِيَ الْمُنَشِّفَةَ الْبَحْرَ مِيَاهَ الْغَمْرِ الْعَظِيمِ الْجَاعِلَةَ أَعْمَاقَ الْبَحْرِ طَرِيقاً لِعُبُورِ الْمَفْدِيِّينَ؟
لا يوجد شخص مؤمن لم يختبر يوماً هذا الشعور بالمعاناة والوحدة، وفى ظروفنا الصعبة أحياناً لا نجد الشخص الذى يمكنه أن يمد يد المساعدة والمعونة. لكننا نشكر الرب لأنه ترك لنا باباً مفتوحاً باستمرار لا يُغْلَق أبداً. إن يده تمتد لكى تنقذ وتنجى وترفع من الأعماق.

ثانياً : رحمة الرب (3 و4) :
" 3إِنْ كُنْتَ تُرَاقِبُ الآثَامَ يَا رَبُّ يَا سَيِّدُ فَمَنْ يَقِفُ؟ 4لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ.
". أليسـت هـذه الكلمات صدى لما كتبـه الرسول بولس فى رومية 3 ؟ يقول الرسول :
"الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعاً. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحاً لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ." (رو3 : 12).
إن الكلمة "تراقب" تعنى "تظل تحسب". إن كنت تظل تحسب الآثام يارب (يـاه) يا سيد (أدوناى) فمن يقف فى محكمة عدلك الإلهى (ملا 3 : 2). "وَمَنْ يَحْتَمِلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ وَمَنْ يَثْبُتُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟"
فى أي 9 : 15 يقول الوحىّ : "لأَنِّي وَإِنْ تَبَرَّرْتُ لاَ أُجَاوِبُ بَلْ أَسْتَرْحِمُ دَيَّانِي."،
وداود النبى يردد صدى هذا المعنى فى مزمور الاعتراف قائــلاً "لأَنِّي عَارِفٌ بِمَعَاصِيَّ وَخَطِيَّتِي أَمَامِي دَائِماً." (مز51 : 3).
لكن المرنم يستدرك قائلاً "لأَنَّ عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ. لِكَيْ يُخَافَ مِنْكَ"، ففى وسط الآثام التى لا تُحصى، والتى تقيد المرنم، انتقل المرنم من الصراخ من ثقل الأثم والاحساس بالغم إلى ترجّى وإدراك رحمة الله التى تفوق كل المعاصى. لقـد كان المرنم مُحقاً حينما قررّ أن "إِلَهِي رَحْمَتُهُ تَتَقَدَّمُنِي." (مز 59 : 10)
لأن "لأَنَّ رَحْمَتَكَ قَدْ عَظُمَتْ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَإِلَى الْغَمَامِ حَقُّكَ." (مز 57 : 10).

ثالثاً : انتظار الرب (5 و6) :
"5انْتَظَرْتُكَ يَا رَبُّ. انْتَظَرَتْ نَفْسِي وَبِكَلاَمِهِ رَجَوْتُ. 6نَفْسِي تَنْتَظِرُ الرَّبَّ أَكْثَرَ مِنَ الْمُرَاقِبِينَ الصُّبْحَ. أَكْثَرَ مِنَ الْمُرَاقِبِينَ الصُّبْحَ"
يمكننا أن نترجم "وبكلامه" ترجمة أفضل فنقول "وفى كلامه رجوت" وكلام الله هو علامة العفو الإلهى وكل المراحم التى تتبعه. إن المرنم يتمسك بكلام الله ووعوده ويثق فى صدقها وأمانتها.
"أَكْثَرَ مِنَ الْمُرَاقِبِينَ الصُّبْحَ" إن "المراقب" هو الشخص الساهر بالليل فى نوبة حراسة لحماية مدينة أو معسكر. إن هذا الشخص عادة ما يشعر أكثر من الجميع بثقل وبطء الليل. إنه ينتظر أول أشعة النور حتى تنتهى مهمته ويستريح، وهو فى أعماقه يؤمن أنه حتى وإن طال الليل إلا أن نور النهار لابد أن يهزم ظلمة الليل.
فى يوم أول أغسطس عام 1830 صدر الحكم الكبير بتحرير العبيد فى المستعمرات الهندية الغربية. فى هذه الليلة - كما يـروى بعض المؤرخين - لم ينم الجميع. لقد أدرك العبيد أن أشعة النهار الجديد سوف تحمل لهم الحرية التى طالما انتظروها. لقد عاش هؤلاء الناس نفس مشاعر التوقع والانتظار والشوق والفرح التى عاشها المرنم.
"اِنْتِظَاراً انْتَظَرْتُ الرَّبَّ فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي" (مز 40 : 1).
"تَاقَتْ نَفْسِي إِلَى خَلاَصِكَ. كَلاَمَكَ انْتَظَرْتُ." (مز 119 : 81).
إن خلاص الرب الذى ينتظره المرنم بشوق، يُبنىَ على ثقته الكبيرة فى كلمة الرب الصادقة. لذا فما أحرانا أن نتمسك بمن لا يمكن أن يخزى منتظروه.

رابعاً : الرجاء فى الرب (7 و8) :
"7لِيَرْجُ إِسْرَائِيلُ الرَّبَّ لأَنَّ عِنْدَ الرَّبِّ الرَّحْمَةَ وَعِنْدَهُ فِدًى كَثِيرٌ 8وَهُوَ يَفْدِي إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ آثَامِهِ."
فى هذين العددين ينتقل المرنم من نفسه إلى شعبه بعد استجابة الرب له، والمرنم يدعو أمته أن تتعلم من حالته وأن تترجى الله وتنتظر البركة والخير والسلام منه، كما نالها هو. لقد استمتع المرنم بغفران الله وبرحمته وإنقاذه، ولذلك يقدم اختباره الشخصى لشعبه وأمته. إنه قد اختبر أن غفران الله أكبر من آثامه وخلاص الله أعظم من خطاياه ومشاكله مهما عظمت هذه الخطايا والمشاكل. لذا فإنه يدعو شعبه لكى يضع ثقته ورجاءه فى شخص الرب. إن "الفدى الكثير" هو الفدى الغزير الغامر الوافر الذى يفوق خطايانا. وهذا الفدى هو ما دعا المرنم لتقديم هذه الدعوة لشعبه.

وهذا المزمور يضع أمامنا عدة حقائق :
معادلة الغفران : إن الاساس الصحيح للغفران - والذى غالباً ما يغيب عن أذهاننا للأسف - هو عمل المسيح الذى ظهرت فيه عدالة الله جنباً إلى جنب وبالمساواة مع رحمته.
إن "أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ" (رو 6 : 23). لذا فموت المسيح على الصليب لا يعنى فقط نعمة الرب ورحمته، لكنه يعنى النعمة الغالية والرحمة المقدسة، تلك الرحمة التى تستند على أساس متين من العدل. إن ارتباط الرحمة مع العدل هو مركز وجوهر فكرنا اللاهوتى والكتابى للمسيحية الصحيحة. ولذا فالوجه الأول للنعمة هو الخلاص - لكل من يقبل النعمة - والوجه الثانى لها هو الدينونة لكل من يرفض. إن الفصل بين الرحمة والعدل يؤدى إلى أن يفقد الإنجيل طبيعته كاحتياج مُلّح للناس، كما ويؤدى إلى فقدان الكرازة والعمل المرسلى قوة الدفع.
إن غياب معادلة الغفران الصحيحة يؤدى إلى اختلال القيم والأخلاقيات فى الكنيسة والمجتمع، فحينما يغيب العقاب وراء ستار كثيف من "المحبة" الغشيمة، فلماذا يتوب المخطئ ؟
واختلال ميزان القيم يؤدى إلى تفسخ المجتمع وضياع الحقيقة، وهذا ما نراه حادثاً اليوم فى المجتمع الغربى الذى يعانى من عوامل الانحلال والضعف فى الداخل. وإننى أخشى أن أقول إن نفس هذا التفسخ يتسلل إلى كنيستنا الإنجيلية اليوم بسبب غياب مفهوم "التأديب الكنسى".
إن المسيحية لا تعنى أبداً التساهل والتسيب حتى أن الإنســان يتعبد ويتقـدم إلى المائدة بكل الأخطاء التى لم يتب عنها بعـد، وكأن هذا الأمر شىء عادي.
إن مز 130 يضع مفهوماً مختلفاً، هذا المفهوم يتحدث عن الغفران المشروط، فالله يغفر "لكى يُخاف منك" ويثمر هذا الخوف فى حياة التائب أسلوب حياة جديد. إن أولئك الذين يظنون أن غفران الله شيئاً بسيطاً لم يدركوا بعد خطورة الخطية ومعناها الحقيقى كثورة ضد الله

رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
مزمور 121 هو ثاني مزامير المصاعد
مزمور 122 (مشهد الوصول ) من مزامير المصاعد
مزمور 124 (موقف الشكر) من مزامير المصاعد
مزمور 125 ( ملجأ الأمان) من مزامير المصاعد
مزمور 123 (مركز التوَجُّه) من مزامير المصاعد


الساعة الآن 02:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024